رام الله الإخباري
كشفت اعتراضات قدمها مستوطنين لبلدية القدس المحتلة أمس عن مشروع ضخم يهدف إلى هدم العشارات من المنازل الفلسطينية في قرية المالحة جنوب غرب القدس، تلك القرية التي هُجّر أهلها منها عشية النكبة الفلسطينية عام 1948، والتي لا تبعد عن اسوار البلدة القديمة خمسة كيلومترات.
وبدأت أمس المستوطنون معركة ضد مشروع TMA 38 وهو مشروع يهدف إلى هدم المنازل القديمة ومسجد قرية المالحة التاريخي والمنازل التي تعود للقرن الماضي وازالتها وبناء عمارات ووحدات استيطانية ذات ارتفاع كبير مكان هذه المنازل التاريخية في قلب المالحة التي تقع على سفح تلة جبلية مرتفعة يحدها من الشرق بيت صفافا، وحي القطمون، ومن الغرب قريتا عين كارم والجورة، ومن الشمال أراضي لفتا ودير ياسين، ومن الجنوب أراضي بيت جالا وشرفات.
وقدم المستوطنون الذين استولوا بعد النكبة على منازل المواطنين الفلسطينيين الذين هُجّر خلال النكبة عام 1948، وخاصة في الحي التاريخي (المالحة الفوقا ) قرب المسجد الذي مازال قائمًا وتم تحويله إلى منزل لأحد المستوطنين اعتراضًا على مشروع TMA 38 في شارع مشروم.
وردت البلدية بالإدعاء أنها ستستمع وستناقش الاعتراض بجدية من قبل اللجنة المحلية.
وبحسب الاعتراض ، فإن حي المنشات (المالحة القديمة) هو حي تاريخي كانت أزقته في قاعدة الحي الذي يضم منازل قرية المالحة العربية التي هُجِرت إبان النكبة الفلسطينية، وسكنها فيما بعد مهاجرون من مختلف الجاليات اليهودية، ويتميز الحي بالمباني السكنية القديمة ذات البناء العربي التقليدي المنخفض ومعظمها مباني قديمة جدًا بها وحدة سكنية واحدة على قطع أراضي كبيرة وزراعية.
ويشير المعارضون أيضًا إلى أن الحي قد تم تحديده كجزء من “المدينة التاريخية” في مخططات البلدية وكموقع للحفظ في المخطط التفصيلي الشامل للقدس 2000.
وقال المعترضون يسعى القائمون على المشروع الاستيطاني الكبير إلى هدم هذه المبنى لبناء مبنى من 4 طوابق (فوق مواقف السيارات ومخازن) مع 8 وحدات استيطانية.
وفي الاعتراض المقدم إلى لجان التخطيط في بلدية القدس، قيل إنه يجب رفض طلب الحصول على تصريح لعدد من الأسباب، وتم سرد العشرات منها دون التطرق الى حقوق أصحاب هذه المنازل من الفلسطينيين الذين حولتهم إسرائيل بعد النكبة إلى لاجئين وسلبت حقوقهم في أراضيهم ومنازلهم والذين هجروا إلى داخل الضفة الغربية والقدس ومحيطها وفي دول العالم.
وتركزت اعتراضات المستوطنين على الارتفاعات وحجم البناء والمشترك من الحدائق والمنازل وكيف سيستفيد المستوطنين من هذه المشاريع الاستيطانية الضخمة توسيع شققهم وتحقيق أرباح مالية لقاء الموافقة على هذا المشروع الاستيطاني.
ومن ضمن الاعتراضات والحجة الرئيسية تركز على حقيقة أن المبنى تقع في منطقة “المدينة التاريخية” وأنه يجب رفض الطلب لأن نطاق البناء المطلوب فيه، بما في ذلك حجم البناء والتغطية والارتفاع وعدد الوحدات الاستيطانية يتراوح بين 950 إلى 1050 في منطقة المدينة التاريخية.
وجاء أن “الخطة 3718 التي تمت الموافقة عليها في عام 1996 هي خطة تهدف إلى الحفاظ على القيم التاريخية الفريدة لحي وقرية المالحة الفلسطينية التاريخية وطابعه الريفي، مع وضع أنظمة بناء صارمة وبناء مستوى الأرض (حتى طابقين كحد أقصى) في جميع قطع الأراضي في الحي، ولكن هذا المشروع سيرفع النسبة والارتفاع الإضافي للمبنى، وزيادة مساحات البناء، وسيشكل سابقة خطيرة تتجاوز القيم المعمارية والتاريخية الفريدة للقرية التاريخية”.
وكشفت بلدية الاحتلال أنها تعمل على خطة ترميم تشمل للمباني في قرية المالحة، في الفترة الانتقالية حتى الموافقة على المخطط، بدل إيقاف مشاريع البناء الاستيطاني في القرية الفلسطينية.
وردت بلدية الاحتلال: سيتم دائمًا تكييف تعزيز التجديد والبناء في القدس مع الخصائص الفريدة للحي – قرية المالحة – ويتم الترويج لخطط التجديد أثناء فحص التطبيق فيما يتعلق بالمخطط الرئيسي للمكان وقيم الحفظ هناك، ويلاحظ أن الهدم وإعادة الإعمار في منطقة محددة على أنها “مدينة تاريخية” تتطلب رأي مخطط المنطقة وتوصية مهندس المدينة ويتم فحص كل واحدة على أساس مزاياها الخاصة. سيتم سماع الاعتراض المذكور ومناقشته بجدية في اللجنة المحلية وتم تأجيل جلسة البحث في الاعتراضات.
وحسب الاعتراضات هذا المخطط الاستيطاني يلتقي في التخطيط ويكمل قطاع استيطاني ضمن مخطط لتوسيع أحياء استيطانية جنوب القدس ومسح الخط الأخضر على أراضي بيت صفافا وشرفات وتوسيع مستوطنة جيلوا جنوبًا وربطها بهذه بالشارع اللالتفافي الذي يجري شقه جنوبًا من مستوطنة كفار عتصيون ويتقاطع مع الشارع الأمريكي لربط المستوطنات الجنوبية في القدس وفي الغور والمستوطنات في القدس الشرقية – معالية ادميم وبزجات زئيف والتي اتم إقرار مشروع توسيعها بـ 720 وحدة استيطانية مطلع الشهر الجاري.
القدس