تقرير: استشهاد 20 فلسطينيا برصاص الاحتلال منذ بداية العام

الشهداء  في فلسطين

رام الله الإخباري

 لا يكاد يمر أسبوع منذ بداية العام الجاري، بدون ارتقاء شهيد على الأقل في الأراضي الفلسطينية، التي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

أفاق الفلسطينيون هذا الصباح على ارتقاء 3 شهداء، قتلتهم القوات الإسرائيلية تباعًا خلال 3 ساعات، بدءاً من رهط في النقب المحتل، ومرورًا بنابلس شمال الضفة الغربية، وصولًا لمخيم قلنديا شمال العاصمة المحتلة “القدس”.

منذ بداية العام الجديد 2022 (أي في غضون شهرين ونصف)، استشهد ما لا يقل عن 20 مواطنًا، في أرقام تظهر تعطش الحكومة الإسرائيلية التي تضم في جنباتها اليمين المتطرف واليسار والوسط وحتى دعم القائمة العربية الموحدة التي لم تحرك ساكنًا، أمام هذا التعطش لدماء الفلسطينيين.

في تفاصيل الجرائم هذا الصباح، استشهد الشاب سند سالم الهربد (27 عامًا)، برصاص قوة إسرائيلية خاصة بمشاركة جهاز الشاباك، خلال محاولة تنفيذ عملية اعتقال في بلدة رهط بالنقب المحتل.

ادعى الاحتلال أن الشاب الهربد هو من بادر بإطلاق النار خلال عملية الاعتقال، فيما نفى سكان البلدة ذلك وأكدوا أنه كان أعزلًا ولم يتدخل في إطلاق النار.

تزامنًا مع الحدث في النقب المحتل، كان الفتى نادر هيثم الريان (17 عامًا)، يلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى رفيديا في نابلس، بعد أن وصل إليه بحالة حرجة مصابًا بعدة أعيرة في الرأس والصدر والبطن واليد، فيما أصابت 3 آخرين بجروح مختلفة.

كان الشهيد الريان كما العشرات من الشبان يواجهون بصدورهم العارية، وبحجارتهم الصغيرة، قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة المختلفة وهي تطلق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز، تجاه أولئك الشبان الذين لم يروق لهم وجود هذا الاحتلال على أرضهم، ليقتل ويعتقل وينكل بأهاليهم دون رادع أو حساب.

وبعد أقل من ساعة فقط، كانت قوات إسرائيلية أخرى تقتحم مخيم قلنديا شمال المدينة المقدسة، عاصمة الفلسطينيين، وقبلة المقاومين والأحرار، وكعادتها لم تتوانى تلك القوات عن استخدام قوتها العسكرية مجددًا ضد المدنيين والعزل، فقتلت الشاب علاء شحام في العشرينات من عمره، وأصابت 6 آخرين أحدهم بحالة خطيرة، واعتقلت 3 آخرين.

لعل المتابع لتوالي الأحداث والتصريحات الإسرائيلية، يوقن أن هذه الحكومة ذات التركيبة العجيبة معنية بإهدار دماء الفلسطينيين كما غيرها من الحكومات، وهذا يظهر مما ينسب لمصادر أمنية في تل أبيب بإطلاقها ما تعتبره “تحذيرات من تصعيد” قبيل شهر رمضان، إلا أن المتتبع لواقع الحال يلاحظ أن تلك الجرائم ناتجة عن سياسة واضحة للتصعيد ومحاولات فرض معادلات جديدة تتمثل باستباحة الضفة الغربية من جهة، والتوجه نحو أفق يتعلق بما يسمى “السلام الاقتصادي” من جهة أخرى، بما يضمن تحييد مقاومة غزة عن ما يجري بالضفة من خلال هذه السياسة.

في السياق، توالت بيانات الجهات الرسمية والفصائل المنددة بجرائم الاحتلال، وسط دعوات لتصعيد المقاومة.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات جرائم الإعدامات الميدانية المتلاحقة التي ترتكبها قوات الاحتلال عن سبق اصرار وتعمد ضد المواطنين الفلسطينيين وبتعليمات مباشرة وتسهيلات من المستوى السياسي والعسكري.

كما أدانت الوزارة، بشدة الاقتحامات المتواصلة للمخيمات والبلدات والمدن الفلسطينية تحت حجج واهية، بما يرافقها من ترهيب المواطنين المدنيين العزل الآمنين في منازلهم.

واعتبرت أن هذه الجرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية يحاسب عليها القانون الدولي، مؤكدةً أن دولة الاحتلال ماضية في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية الهادفة لكسر إرادة الصمود لدى المواطن الفلسطيني وفرض الخوف عليه وتذكيره بأن يد الاحتلال هي العليا.

وطالبت وزارة الخارجية، المحكمة الجنائية الدولية عدم الوقوع في فخ ازدواجية المعايير، داعيةً للبدء الفوري في تحقيقاتها بجرائم الاحتلال وعمليات القتل خارج نطاق أي قانون التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني.

وحذرت الوزارة من مغبة التعامل الدولي مع شهداء الإعدامات الميدانية كأرقام في الاحصائيات، مطالبة بصحوة ضمير قانونية واخلاقية لتوفير الحماية الدولية لشعبنا، مضيفةً: إن دولة الإحتلال تستغل سياسة الكيل بمكيالين وتواصل استفرادها العنيف بالشعب الفلسطيني، لإداراكها المسبق بتدني سقف ردود الفعل الدولية تجاه انتهاكاتها وجرائمها.

من جهتها اعتبرت حركة حماس، ارتقاء الشهداء تأكيد بأن الشعب الفلسطيني أمام “هبة جديدة، ومرحلة نضالية جديدة عنوانها، أن الاحتلال لن يكون له وجود على هذه الأرض، وأن الشعب سيبقى موحدًا في مواجهة الاحتلال حتى طرده عن أرضنا”.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس في تصريح صحفي له، إن الشهداء الذين ارتقوا اليوم في مناطق مختلفة من أرضنا الفلسطينية دليل أن كل فلسطين موحدة في مواجهة الاحتلال.

وأضاف “ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبله فالمقاومة موحدة في كل بقاع الوطن ولن يهدأ لها بال إلا بتحقيق مشروع التحرير والعودة”.

من ناحيتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي على أن “دم الشهداء يوحد شعبنا في تصويب البوصلة تجاه عدونا، وأن جريمة قتلهم مدعاة لإشعال نار المقاومة والمواجهة حتى تحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا”. كما جاء في نص بيان لها.

وأضافت: إن “هذه الجريمة البشعة التي استهدفت أبناء شعبنا على امتداد خارطة الوطن السليب، تكشف مجددًا عن الوجه الإرهابي لهذا الكيان المسخ، وتدلل على استمراره في استهدف أبناء شعبنا وقتلهم بدم بارد”. وفق وصف البيان.

وحذرت الجهاد الإسلامي، الاحتلال من تداعيات هذه الجرائم البشعة والمستمرة، التي سوف تزيد من فاتورة المواجهة والحساب مع هؤلاء القتلة، والتي لن تمر مرور الكرام، وسيكون لرجال المقاومة ومجاهديها كلمتهم في صد وردع هذه الممارسات الإرهابية. كما جاء في البيان.

ودعت إلى “إبقاء جذوة المقاومة مشتعلة في كل المدن والقرى والمخيمات في الضفة والداخل وعلى طرق التماس مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين، فلا خيار لنا إلا المواجهة، ولا مصير لنا إلا النصر والتحرير، وهزيمة حتمية لهذا المحتل الغاصب”.

من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن “استمرار أبناء شعبنا في التصدّي لقوات الاحتلال في المُخيّمات والقرى والمدن الفلسطينيّة يدعو مكوّنات شعبنا كافة للتكاتف والوحدة أكثر في وجه هذه العدوانية الصهيونيّة المُستمرة”.

ورأت الجبهة في بيان لها أن “المقاومة الشاملة هي السبيل الأنجع في مقاومة العدو خاصّة وأنه يثبت كل يوم بأنه يستهدف الوجود والمصير لشعبنا وحقوقه الوطنية وعلى كامل امتداد الجغرافيا الفلسطينيّة”. بحسب نص بيانها.

وشددت على “ضرورة الإقدام سريعًا على تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، والتوافق الوطني على إستراتيجية وطنية شاملة، تستند إلى طبيعة وجوهر الصراع مع العدو، والبحث الجاد في آليات وسبل تشكيل جبهة مقاومة موحدة، فاعلة ومثمرة، وذلك لرد العدوان المتواصل ضد شعبنا وأرضنا”.

القدس