رام الله الإخباري
بعد حوالي أسبوعين من اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سلطت وسائل الاعلام الدولية الضوء على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي يعتبر اليد الضاربة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويعتبر شويغو، اللاعب الأساسي على ساحة الصراع الآن في أوكرانيا، فيما لا يزال أكثر الأصوات نفوذا التي يسمعها الرئيس الروسي، وهو أحد أكثر الأعضاء طموحا في دائرة بوتين المقربة، وأحد المطلعين على الأسرار الداخلية في الكرملين منذ فترة طويلة قبل أن يصبح وزيراً للدفاع عام 2012 ويعيد للجيش الروسي هيبته بفضل الإصلاحات التي تبناها.
ووفقاً لمجلة فورين أفيرز، فإن شويغو وُلد في 21 مايو/أيار 1955 في مدينة توفا الروسية بالقرب من منغوليا، والدته روسية مولوده في أوكرانيا، وتَخرَّج في معهد بوليتكنيك في سيبيريا بدرجة البكالوريوس في الهندسة المدنية في عام 1977، ثم شقّ طريقه حتى وصل إلى رتبة تنفيذي في صناعة البناء.
وأوضحت المجلة أن شويغو انضم عام 1988، إلى الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي وترك بصمته السياسية في موسكو بسرعة في التسعينيات، إذ تَولَّى منصباً وزارياً جديداً كوزير لحالات الطوارئ، وخرج إلى مسرح الكوارث الطبيعية والتفجيرات الإرهابية والتحدث وجهاً لوجه مع المدنيين، مما أكسبه شهرة وطنية.
وأشارت إلى أن بوتين اختاره عام 1999 ليكون أحد قادة حزبه روسيا المتحدة، ثم في عام 2012 وبشكل غير متوقع عينه وزيراً للدفاع على الرغم من عدم امتلاكه أي خلفية عسكرية أو خبرة قتالية.
ولفتت المجلة إلى أن الجيش الروسي كان يمر بأسوأ حالاته من حيث القدرة القتالية، رغم الانتصار السريع في الحرب الروسية الجورجية عام 2008، مبينة أن شويغو باشر في تحسين الجيش ورفع قدرته القتالية بما يتناسب مع مواجهة خصوم أقوى مثل الولايات المتحدة والناتو.
وذكرت أن شويغو قد ألغى البروتوكول الذي كان يرى ضباطا من هيئة الأركان يرتدون بدلات بَدَلاً من الزي العسكري، إيماناً منه بأن الضباط يجب أن يرتدوا لباس المعركة لا لباس المكتب. وعام 2017 أمر بتغيير اللباس العسكري وجعله شبيهاً بالزي السوفييتي لعام 1945، المعروف في الجيش باسم "زيّ الفوز".
كما أوضحت أن شويغو قد تبنى ابتكارات ذات تقنية عالية، وشكّل قيادة سيبرانية وإدماج القوة الجوية والقوة الفضائية مع "القوات الجوية الفضائية الروسية" الجديدة، لمواكبة روح العصر ونقلها إلى القدرات العسكرية والقتالية. في الوقت نفسه اهتمّ بالضباط ورفع رواتبهم، كما منع التسيب بما يتعلق بالخدمة العسكرية وجعل من المستحيل تقريباً على الشباب الروسي تجنبها.
ولم تخف المجلة أن شويغو قد حقق نجاحين عسكريين في غاية الأهمية، مما عزّز سمعته لدى الكرملين وساعد على منحه مكانة عسكرية جديدة في الحكومة، ومنح الجيش مقعداً على طاولة صنع القرار السياسي.
وأضافت: "النجاح الأول تَمثَّل في ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 بسرعة وكفاءة، بعدما عجز جهاز الأمن الروسي عن إفشال "ثورة الميدان الأوروبي" بأوكرانيا. أمّا الثاني فكان عندما تَدخَّل الجيش عسكرياً بحسم أواخر 2015 لقلب مسار الحرب في سوريا بسرعة، مما عزّز صمود نظام بشار الأسد، حليف روسيا".
تي ار تي عربية