العالول : كل الوعود الامريكية تبخرت ولا بد من تغير الاستراتيجية في مواجهة الاحتلال

العالول وفتح

ا- قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، مساء اليوم الأربعاء، إن الوضع الراهن المتمثل بجرائم الاحتلال الميدانية بحق شعبنا، وجرائمه السياسية، لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، مضيفًا "نحن نقف موقفًا متحديًا بقدرة شعبنا على الصمود في مواجهة كل مخططات الاحتلال".

جاءت تصريحات العالول خلال برنامج "ملف اليوم" الذي يبث عبر تلفزيون فلسطين"، تحدث فيه عن استراتيجية حركة "فتح" لمواجهة التحديات الراهنة، وسبل دعم أسرانا في سجون الاحتلال.

وأكد العالول أن المجلس المركزي الفلسطيني خرج بقرارات لها علاقة باستراتيجية موحّدة للكل الفلسطيني، مشيرًا إلى أن المجلس المركزي شكّل صرخة فلسطينية ضد الواقع السيء الذي يعيشه شعبنا، وما يتعرض له من جرائم من قبل الاحتلال، فمنذ بداية العام حتى الآن لدينا 16 شهيدًا قتلوا بدم بارد من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه بينهم أطفال وشيوخ ونساء في إطار جرائم ترتكب ضد الأرض والإنسان.

وطالب العالول المجتمع الدولي بالعمل على وقف جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة بحق أبناء شعبنا، من قطع للطرق واعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك والشيخ جرّاح وسلوان في القدس المحتلة، وكذلك العمل على وقف الجرائم السياسية التي يرتكبها الاحتلال الى جانب مستوطنيه، وعدم إقراره بشيء من الحق الفلسطيني.

وبين أن الاحتلال يرتكب جرائم على الأرض وجرائم سياسية بالتزامن مع تنصل الإدارة الأميركية من التزاماتها، موضحًا: "لذلك شكّل (المجلس) المركزي بمخرجاته صرخة في وجه العالم، بأن شعبنا بحاجة لأفعال وليس أقوال، وبحاجة لقرارات داعمة للحق الفلسطيني، فالوضع الراهن لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه".

وشدد نائب رئيس حركة "فتح" على أن شعبنا رغم كل النفق المظلم، ما يزال يتحلى بالأمل ويؤمن به، قائلاً: "سيفشلون في دفع الشعب الفلسطيني للقبول بما يرغبون، وسيفشلون في دفع الشعب الفلسطيني بتقديم تنازلات، وشعبنا كلما ضغط عليه سيزداد صلابة، لأن ما هو مطلوب منّا لا يمكن لأي فلسطيني أن يقدمه، ولن نتنازل عن ثوابتنا السياسية والوطنية".

وجدد التأكيد على أهمية العمل من أجل تحقيق الوحدة، مشيرًا إلى أن الأولوية هي مواجهة الاحتلال والمخططات الضاغطة على الشعب الفلسطيني، "والمواجهة لا تكون إلا بالوحدة والانسجام الداخلي..ويجب أن توجّه سهامنا باتجاه العدو الرئيسي لشعبنا".

وقال العالول إن "شعبنا يعيش معركة متواصلة لم تتوقف يومًا في القدس، فالعدو يريد أن يهوّد القدس وأمامه مقدسيين متحدين جميعًا ومرابطين في وجه الاحتلال، تنحني الجباه لهم ولصمودهم، فمعاناة المقدسيين هي معاناة غير مسبوقة خصوصًا في مجال البناء والسكن والاعتقال والإبعاد والتعذيب، والضرائب والمخالفات، والهدم الذاتي وغيرها الكثير من عقوبات الاحتلال، ورغم ذلك لا يوجد يأس لدى المقدسيين بل يوجد أمل وهم من خلقوا يأسًا لدى الاحتلال".

وفي ملف الانتخابات، أكد العالول أن حركة "فتح" تدعم الممارسة الديمقراطية في كل الجوانب، معربًا عن أمله بإجراء انتخابات عامة في حال سمح الاحتلال بإجرائها في القدس المحتلة.

كما عبر عن استغرابه بعدم سماح حركة "حماس" بإجراء الانتخابات في مجالس محلية تقدم خدمات للناس، وفي النوادي والمراكز الشعبية المختلفة، مشددًا على أن "مسألة الانقسام طالت كثيرًا ولا يجوز أن يعتاد شعبنا على الانقسام، ولا بد أن يكون موحدًا فالاحتلال يبذل جهدًا من أجل عدم انهاء الانقسام ولكننا سنبذل جهدًا وننهي الانقسام لنوجّه سهامنا للاحتلال".

في سياق متصل، قال العالول إن حركة "فتح" تعمل على دعم أبناء شعبنا في كل مكان في الوطن، خصوصًا في المناطق المشتعلة"، لافتًا إلى أن "المجلس الوطني قرر إحياء المقاومة الشعبية لمواجهة كل اعتداءات الاحتلال في مختلف أرجاء الوطن، فالمقاومة الشعبية هي خيارنا ولكل ظرف شكل مواتي له في كل زمان، ونحن نعمل للنهوض بالمقاومة الشعبية بشكل أكبر مع فخرنا بما حققته تلك المقاومة".

وأضاف أن "كل شعبنا يقاوم سواء بالمقاومة الشعبية أو بمقاطعة بضائع الاحتلال، ونحن نسعى لتحويل نهج حياتنا إلى نهج مقاوم، ونخطط هذا النهج ونسير عليه وسنعمل على تعميمه، فنحن نقاوم الاحتلال في كل الاتجاهات والميادين".

وفيما يتعلق بتقرير منظمة العفو الدولية الذي أشار لجرائم الاحتلال وسياسة الفصل العنصري، قال العالول إن "مقاومة شعبنا في الجانب السياسي حققت انجازات كبيرة، عبر حراك السيد الرئيس مع عواصم العالم، والمجلس المركزي دعا لإرسال وفود تحمل رسائل لعدد من العواصم العالمية المهمة، ولدينا إجراءات سياسية في مواجهة الاحتلال، والعالم حاليًا أصبح على إطلاع بجرائم الاحتلال غير المسبوقة وعلينا استثمار ذلك بشكل جيد".

وفي ملف الأسرى، قال العالول إن "ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال جريمة حرب، ومكانة الأسرى بالنسبة لنا كشعب فلسطيني كبيرة، وثورتنا الفلسطيني أصبحت تسمى ثورة المليون أسير، حيث دخل أكثر من مليون فلسطيني إلى سجون الاحتلال، فلا تجد بيتًا لا يوجد منه أسير"، لافتًا إلى أن قضية الأسرى ضاغطة على المجتمع الفلسطيني بشكل كبير، لأنهم ضحّوا بحريتهم من أجل حرية الوطن وشعبهم".

وأكد أن الأسرى يسكنون عقول وقلوب كل أبناء الشعب الفلسطيني، وقد حققوا انجازات مهمة خلال الفترة الماضية بنضالهم المتواصل داخل السجون، وهم يتعرضون حاليًا لعملية قمع وتنكيل غير مسبوقة بعد نجاح ستة أسرى في تحرير أنفسهم من سجن جلبوع قبل أن يعاد اعتقالهم، والتي أعادت جذب الضوء لقضيتهم والقضية الفلسطينية.

وشدد على أن معركة الأسرى بحاجة لإسناد من الكل الفلسطيني وعلى كل المستويات السياسية والشعبية، بفعاليات ميدانية في مختلف أرجاء الوطن.