يُواصِل الإعلام الإسرائيليّ على مُختلف مشاربه تبنّي الموقف الغربيّ ضدّ روسيا، ولا يتورّع عن نعت الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتن بأسفل وأقذر النعوت، مثل الديكتاتور، المجنون، ورئيس عصابة الإجرام المنظم، في
محاولةٍ واضحةٍ لشيطنة بوتن، وتقديمه للصهاينة على أنّه هتلر القرن الـ21، وفي هذا السياق، قارنت صحيفة إسرائيليّة، سلوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غزوه لأوكرانيا بسلوك الزعيم النازيّ أدولف هتلر مع تشيكوسلوفاكيا.
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها الخبير الاقتصادي سيفر بلوتسكر، أنّ الطاغية هتلر فصل في خطابه عام 1938 مطالبه من تشيكوسلوفاكيا المجاورة، وذكر أنّ “تشيكوسلوفاكيا ليست
دولة شرعية، بل جملة من القبائل والأعراق التي يتحكم بها سوفيات ويهود؛ حكومتها الإجرامية تلاحق، تعذب وتقتل أبناء الأقلية الألمانية، وهنا لا مفر لألمانيا النازية غير نجدة المقموعين وتحريرهم، عبر ضم أراضٍ ذات أغلبية ألمانية”.
ومضى المُحلِّل الإسرائيليّ قائلاً: “خذوا هذا الخطاب اللعين الذي استقبل في حينه في لندن وباريس بتفهم وبأكثر من مجرد موافقة، وبدلوا كلمة “تشيكوسلوفاكيا” بـ “أوكرانيا” و”الأقلية الألمانية المضطهدة” بـ”الأقلية الروسية
المضطهدة”، ومع بعض تعديلات التحرير والأسلوب، يعكس لكم هذا خطاب قيادة الكرملين الحالية لتبرير غزو أوكرانيا”.
وأضاف: “لكن فليحيا الفرق الكبير؛ في خريف 1938 صادقت بريطانيا وفرنسا على الإنذار النازي ووقعتا في ميونخ على اتفاق استسلام، ينقل إلى سيطرة هتلر أجزاء من تشيكوسلوفاكيا دون إطلاق رصاصة واحدة، أمّا العالم اليوم – باستثناء بضع دول– يرفض المطالب الروسية تجاه أوكرانيا ويتعامل مع بوتين كدكتاتور خطير، صممت شخصيته في أثناء خدمته في جهاز المخابرات السوفيتية السابق”.
ولفت بلوتسكر إلى أنّ “الغرب الديمقراطي لم يبعث بجنوده إلى أوكرانيا، لكنه يهاجم النظام الروسي بواسطة عقوبات اقتصادية، تكنولوجية ومالية هدامة ومتعددة المراحل تمس بالحلقات الأكثر كشفا للنظام، وسيكون تأثيرها
العام هداما، وستؤلم بشكل خاص السياسيين وأرباب المال في قمة السلطات الروسية، وستؤدّي إلى ضعضعة الأساسات، المتضعضعة أصلاً، للاقتصاد الروسي”.
وشدّدّ المُحلِّل الإسرائيليّ على أنّ هناك “تطلعًا إمبرياليًا من الكرملين لاحتلال دولة مجاورة وضمها كحجر أساس للقيصرية الروسية المتجددة، وتوجد مقاومة شجاعة من الحكومة المنتخبة الديمقراطية في كييف ومن الشعب الأوكراني للعدوان والاحتلال الروسيّ”.
وذكر أنّ “الغرب لم يتصرف بغرور وعدوان تجاه روسيا، والأخيرة لم تغز أوكرانيا كي تحمي الأقلية الروسية و/أو لتمنعها من الانضمام لحلف “الناتو” بل كي تجسد حلم إعادة إقامة الإمبراطورية الروسية الكبرى. وبوتين
ليس عبقريًا استراتيجيًا يكشف عجز الغرب، هو بالذات الذي رمم بعدوانه “الناتو”، رفع مستواه من نادٍ للمداولات إلى سور واق عسكري، وأخطأ تمامًا في تقدير التطورات في ميدان المعركة وفي ميدان المواجهة السياسية – الإعلامية”.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أوضح المحلل أنّ “حرب بوتين ضد أوكرانيا لم توفر دليلاً على التفوق التكنولوجي المزعوم للجيش الروسي، بل العكس، أعطت دليلاً واضحًا على تخلفه العميق، وروسيا بوتين معزولة، مكروهة وضعيفة مثلما لم تكن أبدًا”.
وخلُص المحلل الإسرائيليّ إلى القول: “يبدو أنّ الفكرة الكاذبة وبموجبها بوتين أحلى رجل، الغرب أرانب متعالين منتشرة في إسرائيل بشكل كبير، مثلما أنّ الإعجاب بالقوة وبنزعة القوة، تفقد عندنا صواب الكثيرين وتشوش عقولهم، وأنّ مبررات روسيا وبوتين لغزو أوكرانيا مطابقة لمبررات هتلر لغزو تشيكوسلوفاكيا، ولكن الفرق بين الحالتين هو حالة الجيش الروسي المتخلف وموقف الغرب المتين”، على حدّ تعبيره.