وسط صمت تركي ...البيرقدار تسحق ارتال الجيش الروسي في اوكرانيا (فيديو )

بيرقدار في اوكرانيا

 أظهرت عشرات مقاطع الفيديو ما يعتقد أنها ضربات مركزة للطائرات المسيرة التركية من طراز بيرقدار ضد مدرعات وعربات ونقاط تجمع الجيش الروسي في أوكرانيا مخلفةً خسائر كبيرة ومؤلمة في صفوف الجيش الروسي، وهو ما أكدته حسابات رسمية أوكرانية في ظل صمت رسمي تركي.

وكانت التكهنات السابقة تشير إلى أن المسيرات التركية من طراز بيرقدار التي اشترتها أوكرانيا في السنوات الأخيرة لن تتمكن من لعب دور فعال في معركة نظامية مع الجيش الروسي الذي استقدم أحدث منظوماته الدفاعية

لأوكرانيا وأن أداء المسيرات التركية لن يكون على غرار ما جرى سابقاً في سوريا وليبيا وأذربيجان، إلا أن التطورات على الأرض تشير إلى أن المسيرات التركية نجحت بالفعل في توجيه ضربات “مؤلمة” للجيش الروسي.

وطوال الأيام الماضية، أظهرت مقاطع فيديو مختلفة قوافل عسكرية للجيش الروسي تعرضت لضربات جوية مركزة ما أدى إلى تدمير واحتراق عشرات الدبابات والمدافع والعربات المصفحة، وأظهرت مقاطع أخرى جثثا

متفحمة لجنود من الجيش الروسي قتلوا في هذه الضربات، حيث أشارت وسائل إعلام أوكرانية وخبراء عسكريون إلى أن هذه الضربات نفذتها طائرات مسيرة تركية من طراز بيرقدار.

وانتشرت العديد من المقاطع الأخرى لجنود وضباط من الجيش الأوكراني وهم يفتخرون بأداء المسيرات التركية في الحرب الدائرة، وأخرى توعد فيها ضباط أوكرانيون الجيش الروسي “بالجحيم من خلال مسيرات بيرقدار”،

ونقل حساب تابع لرئاسة أركان الجيش الأوكراني على “تويتر” مقطع فيديو يظهر تصويرا من غرفة التحكم للحظة مهاجمة قافلة عسكرية وكتب عليها “أهلا بكم في الجحيم”، لافتاً إلى أن الضربات نفذت بواسطة مسيرات بيرقدار.

وفي وقت لاحق من يومي السبت والأحد، بدأت بعض الحسابات الرسمية التابعة لوحدات من الجيش الأوكراني وحساب آخر للسفارة الأوكرانية في تركيا بالإشارة بشكل مباشر إلى أن الجيش الأوكراني نفذ ضربات مركزة

ضد قوافل للجيش الروسي بواسطة مسيرات بيرقدار تركية الصنع. في حين نقلت وكالة رويترز عن السفير الأوكراني في تركيا “فاسيل بودنار” قوله إن “الطائرات المسيرة تركية الصنع من طراز بيرقدار أظهرت فاعلية في القتال ضد قوات الغزو الروسي”.

والأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن دفاعاتها الجوية دمرت عددا كبيرا من الطائرات والمروحيات الروسية، فضلا عن قطار شحن يحمل وقوداً، موضحةً أن تدمير قطار الشحن الروسي تم عبر مسيرة بيرقدار تركية الصنع، كما أشارت بيانات عسكرية أخرى إلى تدمير قوافل عسكرية بواسطة مسيرات بيرقدار.

وعلى الرغم من التأكيدات الرسمية الأوكرانية، التزمت تركيا الصمت اتجاه هذه الأنباء ولم تتناول وسائل الإعلام الرسمية التركية الأخبار التي تنسب هذه الهجمات لمسيرات بيرقدار أو إبراز دورها في المعارك على غرار ما

جرى في مواجهات سابقة في سوريا وليبيا وقره باغ، في مؤشر واضح على وجود رغبة تركية رسمية في عدم تصدر المشهد واعتبار ذلك أنه اصطفاف عسكري مباشر إلى جانب الجيش الأوكراني في الحرب مع روسيا، وذلك في ظل استمرار مساعي أنقرة للعب دور الوسيط بين الطرفين.

ومؤخراً، باعت تركيا لأوكرانيا قرابة 20 طائرة مسيرة من طراز بيرقدار التي بدأت أوكرانيا بالفعل في استخدامها ضد المتمردين المدعومين من روسيا في دونباس، وهو ما فجر غضب موسكو، قبل أن يجري التوقيع خلال زيارة أردوغان لكييف، الشهر الماضي، على اتفاق جديد لصناعة المزيد من هذه الطائرات بشكل مشترك على الأراضي الأوكرانية وهو ما يمنح الجيش الأوكراني فرصة امتلاك أعداد أكبر بكثير من هذه الطائرات التي أثبتت قوة أدائها العسكري ضد المنظومات الدفاعية والهجومية الروسية في معارك سابقة في ليبيا وسوريا وقره باغ.

وفي أكثر من مناسبة عبر مسؤولون روس كبار عن غضبهم من بيع تركيا مسيرات بيرقدار إلى الجانب الأوكراني، واعتبرت موسكو مراراً أن أنقرة تساهم في “إثارة الصراع”، لكن أنقرة أكدت أنها ليست طرفاً في الصراع وأنها باعت أوكرانيا أنظمة دفاعية على غرار باقي دول العالم، كما انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو “الزج باسم تركيا” معتبراً أن الطائرات المستخدمة “تعود لأوكرانيا” وأن تركيا “غير مسؤولة عن آلية استخدامها”.

وعقب لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في روما، قال جاوش أوغلو: “أي سلاح تشتريه دولة ما من تركيا أو غيرها لا يمكن الحديث عنه على أنه سلاح تركي أو روسي أو أوكراني، وإنما يصبح ملكًا للبلد الذي اشتراه.. السلاح يمكن أن يكون منتجًا في تركيا، ولكن أوكرانيا هي التي تمتلكه، ولذلك لا يمكن توجيه أي اتهام ضد تركيا في هذا الإطار”، مشدداً على أن “تركيا صادفتها أسلحة مختلفة من دول عدة، بما في ذلك روسيا، خلال حربها ضد الإرهاب في أراضي دول أخرى لكننا لا نتهم روسيا على الإطلاق، ويجب على أوكرانيا أيضًا التوقف عن استخدام اسمنا”.

وقبيل الحرب، وعلى الرغم من الغضب الروسي المتزايد أكد فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية في تصريحات لشبكة بلومبرغ أن بلاده لن توقف بيع الأسلحة إلى أوكرانيا لإرضاء روسيا الغاضبة،

مشدداً على أن التعاون الدفاعي بين تركيا وأوكرانيا غير موجه ضد روسيا، لكن هذه التطمينات لم تلق صدى في روسيا التي انبرت وسائل إعلامها وكبار كتابها لاتهام تركيا بـ”النفاق” ودعم أوكرانيا عسكرياً من جانب و”ادعاء الرغبة في الوساطة” من جانب آخر.

وكانت مسيرات بيرقدار قد لعبت دوراً محورياً في المعارك التي جرت في السنوات الأخيرة، حيث دمرت مئات الدبابات التابعة للنظام السوري والأنظمة الدفاعية الروسية في إدلب شمالي سوريا، كما دمرت بدرجة أساسية أنظمة بانتسير الدفاعية الروسية في ليبيا، وكانت بمثابة السلاح الأول الذي ساعد الجيش الأذربيجاني في الانتصار بحرب قره باغ.

وبينما شكك محللون عسكريون في السابق في قدرة بيرقدار على لعب أي دور في مواجهة واسعة بين الجيشين الروسي والأوكراني بسبب تفوق الأنظمة الدفاعية الروسية في تلك المنطقة واختلاف طبيعة الصراع العسكري المباشر بين الجيوش على الصراع الذي شهدته سوريا وليبيا وقره باغ

 إلا أن المسيرات تمكنت ولو بشكل جزئي من توجيه ضربات مؤلمة للجيش الروسي وأثبتت مجدداً تفوقها العسكري في المعارك وهو ما قد يفتح الباب أمام غضب روسي أكبر من تركيا التي باعت كييف هذه المسيرات رغم تحذيرات موسكو.