رام الله الإخباري
روت الأسيرة الطفلة نفوذ حماد (15 عاماً) من حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة لمحامية هيئة الأسرى حنان الخطيب تفاصيل اعتقالها وما تعرضت له من تنكيل واعتداء وحشي ومعاملة مهينة خلال اعتقالها من مدرستها واستجوابها داخل أقبية الاحتلال.
وفيما يلي تفاصيل شهادة الطفلة نفوذ حماد:
“بتاريخ 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي وحوالي الساعة التاسعة صباحاً كنت بالمدرسة وكنا بالحصة الأولى، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي على المدرسة (مدرسة بنات الروضة الحديثة الثانوية) وبدأت بتفتيش الطالبات وأوقفت مجموعة من الطالبات بجانب الحائط لتفتيشهن، وبعدها أمرت جميع الطالبات والمعلمات والعاملين في المدرسة بالخروج إلى الساحة، وأوقفت الجميع على شكل طوابير، وتم فصل الطالبات اللواتي تم تفتيشهن وعندما وصل دوري بالتفتيش سألوني عن اسمي أنا وصديقتي اسمها اسراء غتيت وأجلسونا ومن ثم اقتادوني جانباً، وعندها طلبت أن ترافقني معلمة فرفضوا ذلك وطلبت أيضا أن ترافقني أختي التي تكبرني بسنة ورفضوا أيضاً، بعدها أخذوني بجانب مكتب المديرة وقيدوا يديّ للخلف بالأصفاد الحديدية وأحاطني حوالي 5 جنود وكانوا يسألوني ويصرخون في وجهي ويشتمونني بكلام بذيء جداً”.
وتابعت “أدخلوني بعدها لأحد غرف المدرسة مع مجندتين قمن بتفتيشي وصادروا مني هاتفي وأعادوا تقييدي بالقيود الحديدية للخلف، وعصبوا عيني بكمامة وأنزلوني على درج المدرسة، وحينها طلبت مرة أخرى مرافقة أختي أو معلمتي فرفضوا ذلك، وقاموا بالصراخ في وجهي مرة أخرى وأمروني بالسكوت، وفيما بعد اقتادوني وقاموا بزجي داخل سيارة عادية وكنت محاطة بجنود الاحتلال من جميع الجهات ويداي مقيدات للخلف ومعصوبة العينين بكمامة” .
وأكملت حماد “تم اقتيادي فيما بعد لمركز تحقيق المسكوبية وتم استجوابي من قبل 6 أو 7 محققين وأحدهم كان يصرخ بوجهي ويشتمني بألفاظ نابية، وهناك محقق آخر قام بضربي على وجهي بعنف ومن شدة اللكمة اصطدم رأسي بالحائط، كما قام بركلي على خاصرتي وشد شعري ولم يتوقف عن الصراخ في وجهي وتهديدي باحتجازي داخل الزنازين لفترة طويلة وحرماني من رؤية أهلي، ومن ثم نقلوني إلى زنزانة أخرى، وهناك قام محقق آخر برمي كرسي تجاهي وتهديدي بهدم بيتي واعتقال والديّ”.
وأردفت حماد إفادتها “نقلوني بعدها إلى قسم المعبار في “الشارون” أنا وصديقتي إسراء ولكن منعونا من الكلام وكانت الساعة 12:30 بعد منتصف الليل تقريباً، وحوالي الساعة 2:30 بعد منتصف الليل أيقظونا ليأخذونا إلى مركز تحقيق “المسكوبية” مرة أخرى، وبقينا على هذا الحال حوالي 10 أيام متتالية، حيث لم نكن ننام سوى ساعتين عدا عن ظروف النقل القاسية داخل ما تسمى “عربة البوسطة” فالكراسي حديدية وباردة جداً”.
وذكرت القاصرة حماد أن” ظروف الزنازين في معبار “الشارون” صعبة للغاية، فالنافذة كبيرة ومفتوحة بشكل دائم، وقد طلبنا من السجانين إغلاقها عدة مرات فرفضوا، وأول يومين لم يحضروا لنا طعام، وفي أحد المرات طلبنا ماء فأحضروا لنا ثلج، وكانوا يماطلون جداً بإحضار وجبات الطعام، بالإضافة إلى ذلك البطانية التي توفرها إدارة السجن عبارة عن شرشف خفيف والفرشة جلدية ولا يوجد مخدة ورائحتهم كريهة والزنزانة قذرة جداً ويوجد على جدرانها صراصير وحشرات، وأول يومين لم يكن هناك مياه ساخنة، وبعد حوالي 5 أيام استطاع أهلي إدخال ملابس لي ولكن السجانين تعمدوا احتجاز الأغراض لأيام أخرى قبل إدخالها لنا، حيث كنا ننام ونستيقظ بنفس الملابس، وأنا كنت بالزي الرسمي للمدرسة، وبعد حوالي 6 أيام استطعنا تبديل ملابسنا”.
وأشارت “بعد حوالي أسبوعين تم إطلاق سراح صديقتي إسراء من المحكمة بكفالة مالية، بقيت لوحدي بالغرفة لمدة يوم، وبعدها أحضروا الأسيرة عبيدة الحروب، وحينها طلبت من السجانين إحضار شامبو وفرشاة أسنان وعندها دخلت سجانة اسمها نعمة بسجن الشارون وبدأت بضربي والصراخ في وجهي، فقلت لها أنني لا أفهم العبرية، وعندها انهالت علي بالضرب فسألتها عن سبب ضربها لي فأنا أطلب شامبو وفرشاة أسنان فقط ولكنها استمرت بالضرب دون توقف، وكان هناك سجانون آخرون صرخوا في وجهي وشتموني بألفاظ بذيئة، وبعدها قيدوني ونقلوني إلى زنزانة انفرادية وبقيت فيها لمدة 4 ساعات، وفيما بعد اقتادوني لزنزانة أخرى بجانب قسم السجناء الجنائيين، ومن ثم تم استجوابي مرة أخرى بسبب المشكلة التي حصلت بيني وبين السجانة، ومكثت عدة أيام “بالشارون” وبعدها تم نقلي إلى قسم الأسيرات بمعتقل “الدامون” حيث أقبع الآن”.
وأشارت هيئة الأسرى إلى أن حماد ما زالت موقوفة حتى الآن ولم يصدر الاحتلال حكما بحقها.
وذكرت أن دولة الاحتلال تمعن في انتهاك كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حقوق الطفل، فهي ترتكب بشكل يومي انتهاكات وأساليب تعذيب ومعاملة مهينة بحق أطفال فلسطين سواء عند اعتقالهم أو احتجازهم داخل السجون، وهذا ما يشكل وصمة عار بحق المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية التي تعجز عن توفير الحماية لأطفال فلسطين المستهدفين.
القدس