قررت الحكومة الإسرائيلية الامتناع عن تزويد أوكرانيا ببطارية "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى وقذائف الهاون، تحسبا من أزمة مع روسيا في ظل التوتر الشديد بين الأخيرتين في الأسابيع الأخيرة، وعبر مسؤولون أوكرانيون عن "خيبة أمل" من الموقف الإسرائيلي، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الثلاثاء.
ونفذت إسرائيل منذ الصيف الماضي عدة خطوات بهدف منع صدام بينها وبين الولايات المتحدة، وكذلك مع أوكرانيا، من أجل الامتناع عن تزويد الأخيرة بـ"القبة الحديدية".
وتعتبر إسرائيل أن النزاع بين روسيا وبين أوكرانيا والغرب يضعها في موقع حرج. وتنظر إلى روسيا أنها تقع على حدودها بسبب سيطرة موسكو فعليا على النظام في سورية، وسماحها لإسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية خصوصا في سورية.
والاعتقاد السائد في إسرائيل، بحسب الصحيفة، هو أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتفهم الحذر الإسرائيلي في هذا السياق. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين أنه على إثر هذا التفهم يتصرف الأميركيون تجاه إسرائيل "بحساسية ومسؤولية" بما يتعلق بـ"القبة الحديدية".
يشار إلى أن "القبة الحديدية" هي مشروع مشترك لإسرائيل ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). والاتفاق بين الجانبين لا يسمح ببيع هذه المنظومة إلى دولة ثالثة من اتفاق مشترك بينهما حول ذلك. واهتم الأوكرانيون بشراء "القبة الحديدية" في أعقاب استخدامها الواسع خلال العدوان الغسرائيلي الأخير على غزة، في ايار/مايو الماضي، حيث منعت سقوط آلاف القذائف الصاروخية التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في غزة على مناطق إسرائيلية مأهولة.
وسعت أوكرانيا لدى واشنطن من أجل إقناع مشرعين أميركيين بالمبادرة إلى بيع بطاريات "القبة الحديدية" لأوكرانيا. وطلبت الحكومة الأوكرانية بشكل رسمي من إدارة بايدن تزويدها بصواريخ "باتريوت" لاعتراض الصواريخ وكذلك "القبة الحديدية"، في الربيع الماضي.
ورغم أنه لم يكن النزاع الروسي – الأوكراني لم يكن قد برز في حينه، إلا أن الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونغرس، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، اتخذوا موقفا متشددا تجاه روسيا. وإثر ذلك، جرى إجراء تعديل على قانون الدفاع الأميركي بحيث يكون بالإمكان ممارسة ضغوط على إدارة بايدن من أجل بيع أوكرانيا منظومات دفاع جوي ومنظومات مضادة للقذائف الصاروخية، وحتى نقل بطاريات "القبة الحديدية" وتشغيلها من قبل قوات أميركية.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أبلغ ضباط كبار في الجيش الأميركي وسائل إعلام وإسرائيل ايضا بشأن بيع بطاريتي "القبة الحديدية" لأوكرانيا، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل أنه يضعها في مكانة معقدة وأمام خيارين: رفض القرار الأميركي ببيع البطاريتين لأوكرانيا، أو الصدام مع موسكو.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت الإدارة الأميركية "في محادثات غير رسمية"، أن لن تتمكن من الموافقة على بيع "القبة الحديدية" لأوكرانيا، بسبب العلاقات بين إسرائيل وروسيا.
وشعر الأوكرانيون بهذه الخطوات الإسرائيلية، وتوجهوا بصورة مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية، في الأشهر الأخيرة، وطلبوا دعما إسرائيليا لتزويهم بـ"القبة الحديدية"، وفقا للصحيفة. كما أن الإدارة الأميركية رفضت طلب أوكرانيا تزويدها بمنظومة "باتريوت".
وحسب الصحيفة، فإن الأميركيين اقتنعوا بالادعاءات الإسرائيلية، وتم إزالة تزويد أوكرانيا بـ"القبة الحديدية" عن الأجندة. وسعت إسرائيل إلى تنفيذ خطواتها "بهدوء" كي لا تتضرر علاقاتها مع أوكرانيا.