هل بدأ الأمن الإسرائيلي يستعد لضرب الذراع العسكرية لـ”فتح”؟

شهداء نابلس

رام الله الإخباري

بقلم: تل ليف رام / معاريف 

"تشرح المهنية التي أبدتها وحدة “يمام” الخاصة هذا الأسبوع في تصفية ثلاثة مخربين في نابلس مستوى الثقة العالية التي تحظى بها الوحدة من جانب القادة الكبار في قيادة المنطقة الوسطى. 

من يصادق على عملية كهذه في وضح النار، على مقربة شديدة من قصبة نابلس، يدرك ما ستكون عليه تداعيات العملية المركبة في حالة تعقبها. فمستوى الثقة بقدرة “يمام” على تنفيذ هذه العمليات في السنوات الأخيرة على نحو شبه حصري مقارنة بوحدات أخرى في الجيش، حتى عندما تكون هذه عمليات في مناطق الضفة وليس فقط في حدث إرهابي مركب فيه حاجة لطاقم تدخل تجاه مخربين متمترسين. 

أعمار المقاتلين وتجربتهم العملياتية تفعل فعلها في إحداث الفرق الكبير، إذ يجلب لهم هذا النضج هدوءاً ومهنية، وليس أقل أهمية من ذلك الانضباط العملياتي الاستثنائي. هذه العناصر هي التي تسمح للوحدة بتنفيذ عمليات بجودة كهذه مركبة كالتي نفذت في نابلس. وكل ذلك في نظام قتالي قصير، حين تكون المعلومة الذهبية عن مكان خلية المخربين قد وصلت قبل وقت قصير من العملية ذاتها. 

إن خلية المخربين التي نفذت ما لا يقل عن أربع عمليات إطلاق نار في الفترة الأخيرة كانت مثابة قنبلة موقوتة ستنفذ عمليات أخرى في الفترة القريبة القادمة. وهذا يشرح أيضاً الإذن الشاذ لتنفيذ مثل هذه العملية في وضح النهار مع كل المخاطر التي ينطوي عليها ذلك. 

صورة الخلية التي صفيت صورة شاذة جداً في السنوات الأخيرة – شبكة إرهاب من شهداء الأقصى تنتمي لـ”فتح“ والتنظيم. ففي السنوات الأخيرة نجد أن هذه الشبكات الإرهابية كادت لا تشارك في الإرهاب، والجيش الإسرائيلي يعمل أقل بكثير ضد مسلحي التنظيم، كجزء من التفاهمات مع السلطة الفلسطينية. أما هذه الحالة فهي استثنائية، وأغلب الظن أنها خلية يمولها الجهاد الإسلامي بشكل استثنائي.  

كمية مسلحي التنظيم في مناطق الضفة هائلة. ومن السابق لأوانه تحديد الأحداث الأخيرة كاستيقاظ ينذر بالشر للتنظيم في مدن الضفة، مثلما كان في أثناء الانتفاضة الثانية، ولكن جهاز الأمن قلق جداً من فقدان قدرة الحكم لدى أجهزة الأمن الفلسطينية في مناطق السلطة. فهذه مسيرة قد تجد تعبيرها في دخول متكرر لدائرة الإرهاب من جانب نشطاء حركة فتح سابقاً. 

كلما تصاعد الإرهاب في مناطق الضفة، فإن الوحدات الخاصة الإضافية في الجيش الإسرائيلي في لواء الكوماندو وعلى رأسها دوفدفان، وأغوز، والدوريات اللوائية الخاصة بالجيش، ستكون مطالبة بتنفيذ عمليات خاصة ومركبة أكثر ضد المخربين. هذا التحدي يقع في مدى القدرات، النوعية والأهلية لهذه الوحدات، ولكن الجيش مطالب بالبحث في تعميق المهنية والمعايير النظامية والانضباط العملياتي. " 

 

 

القدس العربي