شدد تقرير على ضرورة أن ”تبدأ الولايات المتحدة فوراً بوضع خطة منسقة ومتماسكة لمنطقة المحيط الأطلسي“، في ظل تصاعد نفوذ الصين وروسيا في تلك المنطقة، ما يهدد النفوذ الأمريكي.

وأضاف التقرير المنشور على ”موقع مؤسسة التراث“ البحثية الأمريكية، الأربعاء: ”خلال الأسابيع الاخيرة من ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، بدأ مسؤولون في مجلس الأمن القومي الأمريكي بوضع مثل هذه الاستراتيجية، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن قد استمرت على نفس النهج“.

وأوضحت أن ”الهدف من استراتيجية الأطلسي يتمثل في توفير الظروف الملائمة لمنطقة تتمتع بالرخاء والأمن والاستقرار، تكون متحالفة، أو على الأقل متعاطفة مع الرؤية الأمريكية للمنطقة“

وتابعت: ”من أجل تحقيق هذا الهدف، وكي تكون منطقة الأطلسي مستقرة وآمنة، فإن الولايات المتحدة يجب أن تلعب الدور القيادي، وتقود الشركاء الذين يحملون نفس الفكر، والمواكبين لرغبة تحقيق نفس الهدف، وتعزيز الإدراك تجاه الأنشطة الصينية والروسية الخبيثة، وتحطيم الحوائط البيروقراطية داخل الحكومة الأمريكية، التي تمنع وجود نهج منسق تجاه منطقة الأطلسي“.

وأشارت إلى أنه ”يتعين على واشنطن أيضاً أن توفر بديلاً أفضل وأكثر جاذبية للاستثمار الاقتصادي مع الصين في منطقة الأطلسي“.

واعتبر التقرير أن ”منطقة الأطلسي منطقة جيواستراتيجية واقتصادية تشمل المحيط الأطلنطي من غرينلاند وأيسلندا في الشمال، إلى القارة القطبية الجنوبية، أنتراتيكا، في الجنوب، المحيط الأطلسي نفسه هو ثاني أكبر محيط على وجه الأرض بعد المحيط الهادي، ويغطي تقريباً 46 مليون ميل مربع“.

وأشار إلى أن ”المنطقة تضم في الإجمالي 80 دولة قومية ساحلية، وأقاليم تابعة أو ذاتية الحكم، تسعى جميعها إلى مجموعة متنوعة من المصالح، وكلها تواجه تحديات جيوسياسية مختلفة“.

وأردف: ”تملك الولايات المتحدة 9 اتفاقيات تجارية ثنائية مع دول في منطقة المحيط الأطلسي، وهي تشيلي، كولومبيا، كوستاريكا، جمهورية الدومنيكان، غواتيمالا، هندوراس، المغرب، نيكاراغوا، بنما، كما أن الولايات المتحدة عضو في الاتفاقية الأمريكية المكسيكية الكندية USMCA للتجارة الحرة“.

واستطرد التقرير: ”في حين أن الدول المطلة على المحيط الأطلسي لديها مصالح وتحديات مختلفة، فإن سلامة المنطقة تمثل قضية مشتركة، ويتم تحديدها من خلال الوصول الحر والمفتوح والسلمي إلى جميع الدول المسالمة“.

وقال إن ”الولايات المتحدة لديها مصالح مختلفة على المحك حالياً، ففي أقصى الشمال يبرز التحدي الرئيسي وهو ردع العدوان الروسي، وتقليص النفوذ الصيني، وحماية الوطن، أما في نصف الكرة الجنوبي، فإن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء النفوذ الصيني المتزايد، إضافة إلى ارتفاع عدد الجهات الفاعلة غير الحكومية المتورطة في الجريمة المنظمة، والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات“.

وخلص تقرير مؤسسة التراث إلى أن ”الولايات المتحدة تمتلك بالفعل الوسائل لتنفيذ استراتيجية أطلسية فعالة، ولكن ينبغي أن تتوافر الإرادة السياسية، مع تطوير الاستراتيجية لخدمة الأهداف على أفضل وجه، وإعادة توجيه الوكالات الأمريكية لاستخدام وسائل أفضل، وأكثر فاعلية في حماية العالم الحر من العدوان والتلاعب الصيني والروسي“.

وختمت: ”إذا لم تتحد الولايات المتحدة وشركاؤها في العالم الحر لحماية هذه المصالح المشتركة، فسيكونون في خطر دائم، وإذا لم تستطع الولايات المتحدة الاستمرار في التمتع بالحرية والسلام والازدهار لمجتمع المحيط الأطلسي، فسيكون أمنها المستقبلي عرضة للتهديد“.