رام الله الإخباري
فاقم احتمال الغزو الروسي ”الوشيك“ لأوكرانيا، من حالة القلق التي تسود المنطقة وأوروبا على وجه الخصوص؛ الأمر الذي يهدد بإغراق سكان البلاد البالغ عددهم 44 مليون نسمة في براثن الصراع، وفق ما أفاد به خبراء.
ونقلت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية في تقرير نشرته، اليوم السبت، عن محللين وخبراء قولهم، إن أي تحرك وما سينجم عنه من صراع عسكري، من شأنه أن يمتد إلى ما هو أبعد من الحدود المشتركة بين البلدين.
وأضافت الشبكة: ”يخشى الخبراء من أن ذلك قد يفتح الباب أمام حقبة جديدة من عدم اليقين في أوروبا الشرقية، ويعطل سلاسل التوريد والاقتصاد العالمي، ويفرض تحولا في التأثير الجيوسياسي الذي يضر بمصداقية الغرب“.
وأشارت الشبكة إلى أنه لا يزال من الممكن تجنب هذه المخاوف، إذ إن الحكومة الأوكرانية تقلل من أهمية المخاطر المباشرة لغزو روسي واسع النطاق، مع تدافع المسؤولين من جميع الأطراف لإيجاد حل دبلوماسي للمواجهة التي تحذر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أنها قريبة بشكل خطير من الحرب.
وحذر السفير البريطاني السابق في أوكرانيا، نايجل جولد ديفيز، من أنه في حال حدوث توغل فليس من الواضح الشكل الذي سيكون عليه هذا التوغل، وأن التنبؤ بنوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو ممارسة غير حكيمة، على حد وصفه.
وقال جولد ديفيز: ”هذه أخطر أزمة أمنية في أوروبا منذ الثمانينيات“.
ورأت الشبكة أن المحللين يتفقون على أن فعالية الرد الذي يقوده ”الناتو“ أمر حاسم أيضًا في تحديد المدى الطويل والبعيدة المدى لآثار أي غزو.
فيما قال مدير برنامج روسيا – أوراسيا في مؤسسة ”تشاتام هاوس“ البحثية، جيمس نيكسي: ”لقد اختلفت روسيا والغرب بشكل جذري حول النظرة إلى العالم، وإن هذا الخلاف الأساسي ظل هادئا وفي الخفاء لسنوات“.
وأضاف: ”قررت روسيا الآن أنها ستعمل على تصعيد هذا الخلاف وزيادة التوتر، إنها مشكلة حقيقية لها آثار عالمية“.
وأشارت الشبكة إلى أنه مع تنامي خطر الغزو لأوكرانيا، تصاعدت لهجة الدول الغربية لافتة إلى تصريحات بايدن، الثلاثاء الماضي، بأنه ستكون هناك ”عواقب وخيمة“ على أي غزو روسي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بلاده ستساهم في أي انتشار جديد لحلف شمال الأطلسي ”الناتو“ في أعقاب أي هجوم، بينما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن ”التكلفة ستكون باهظة للغاية“ إذا قرر بوتين التحرك.
ورأى نيكسي أن ”حجم رد الفعل العالمي يعتمد على مدى توغل روسيا في أوكرانيا“، مضيفا أنه في حين أن العديد من المراقبين متفائلون بحذر بأنه سيتم تجنب حرب شاملة، ”فقد كنت مخطئًا من قبل – كما فعل معظم المحللين الروس“.
وقال ديفيمز: ”ستكون العواقب الأكثر مباشرة خارج أوكرانيا محسوسة في دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق التي ستجد روسيا عدوانية علانية على أعتابها“.
وأضاف: ”تقع أوكرانيا على حدود العديد من دول الناتو، وسيكون هناك قدر كبير من القلق، حيث إن هذا ليس مجرد شيء يحدث في الجوار ويمكن أن يكون له آثار غير مباشرة، ولكن أمنها سيكون مهدد، وإذا سُمح لروسيا بإعادة رسم الحدود مرة أخرى، فمن الواضح تمامًا أن روسيا ستتعلم دروسًا من ذلك بحد ذاتها“.
واعتبرت الشبكة أن الكثيرين سيعتمدون بعد ذلك على استجابة الناتو، وستلاحظ الدول التي قد تجد نفسها في خط إطلاق النار بسرعة وجودًا متزايدًا للقوات.
وأشارت الشبكة إلى إعلان المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، الإثنين الماضي، حين قال: ”تم وضع ما يصل إلى 8500 جندي أمريكي في حالة تأهب قصوى تحسبا لانتشار محتمل في شرق أوروبا“.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين مطلعين على المناقشات: ”إن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يرسلون عمليات انتشار إضافية إلى رومانيا وبلغاريا والمجر في الأيام المقبلة“.
وقالت الشبكة: ”أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، ومن المحتمل ألا يرسل الحلف جنودًا إلى هناك، لكن في أعقاب التوغل الروسي من المرجح أن يظل الوجود الكثيف للقوات على طول الحافة الشرقية لأوروبا، طالما كانت روسيا تحتفظ بالأرض الأوكرانية، وهو احتمال من شأنه أن يعيد إحياء ذكريات حاجز حقبة الحرب الباردة“.
وقال مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات في لندن، نيل ملفين: ”يجب أن يكون هناك رد على طول الخط الأمامي للناتو يعمل كرادع، ويجب أن يكون لديك استراتيجية قتال حرب كاملة حول ذلك“.
وأضاف: ”في أوروبا، سيغير هذا الأمور بشكل كبير؛ لأننا بعيدون عن التفكير بهذه الشروط“.
ارم نيوز