موجة ثلجية نادرة تضرب الشرق الاوسط واللاجئون السوريون الأكثر تضررا

الثلوج في الشرق الاوسط

عمت موجة ثلج نادرة الشرق الأوسط حيث غطت حلة بيضاء مدينة القدس صباح اليوم الخميس (27 كانون الثاني 2022) فيما أغلقت المدارس والطرقات في أنحاء أخرى بشرق المتوسط، وهي منطقة غير معتادة على فصول الشتاء الشمالية.

واستيقظ الفلسطينيون سكان الضفة الغربية والقدس، الخميس، على حلة بيضاء من الثلج بعد عاصفة برد ضربت الشرق الأوسط من النادر أن تشهدها المنطقة ككل، مما أدى إلى إبطاء الحركة عموما.

أغلقت المدارس أبوابها ، اليوم، في معظم انحاء المنطقة وكذلك اغلقت معظم المحال التجارية وغطت الثلوج قبة مسجد الصخرة وباحة الحرم القدسي وكنيسة القيامة وخرج الشباب والأولاد في البلدة القديمة في القدس المحتلة واعتلوا الأسطح وتراشقوا بكرات الثلج.

وأدت العاصفة الباردة التي تسببت باضطرابات كبيرة في أثينا واسطنبول إلى تساقط كثيف للثلوج في مناطق تعرف بمناخها المعتدل وصيفها الحار.

بلغت سماكة الثلج ما بين 15 و25 سنتيمترا  

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق الطرق السريعة المتجهة إلى القدس من الشمال والجنوب والغرب اعتبارا من صباح اليوم الخميس وقالت إن كاسحات الثلوج عملت طوال الليل على تنظيف الطرق داخل المدينة.

كما أغلقت الطرق المؤدية الى هضبة الجولان السوري والجليل الأعلى المحتلتين 

وأعلنت خدمة الأرصاد الجوية الإسرائيلية عن توقع تحسن درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة. لكن سقوط الثلوج سيستمر حتى الأحد في الجولان.

ولم يتم إلغاء غالبية الرحلات في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.

"يوم عطلة"

في الضفة الغربية، غطت الثلوج الأماكن المرتفعة وأعلنت السلطة الفلسطينية إغلاق المدارس وبعض مراكز الخدمة العامة تجنبا لوقوع مخاطر.

وفي الأردن أدى تساقط الثلوج بكثافة، ليل الاربعاء وفجر الخميس، الى إغلاق الطرق في العاصمة عمان ومعظم المحافظات الأخرى ما عطل الحركة.

وتجاوزت سماكة الثلوج في بعض المناطق صباح الخميس 30 سنتيمترا، ما أدى الى سقوط الاشجار وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة.

وأعلنت الحكومة منذ الثلاثاء تعطيل العمل الخميس بسبب أحوال الطقس.

وتوقعت دائرة الارصاد الجوية انخفاض درجات الحرارة ليل الخميس الى درجة واحدة تحت الصفر في عمان بينما قد تصل الى أربعة درجات تحت الصفر جنوب المملكة.

كما توقعت استمرار تساقط الثلج فوق المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 900 متر فوق سطح البحر.

ودعت مديرية الأمن العام المواطنين إلى "أخذ الحيطة والحذر، وتجنب الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى".

"يمشون حفاة"

في سوريا، شهدت مخيمات مؤقتة في شمال غرب البلاد التي تسيطر عليها تنظيمات مقاتلة أياًما من تساقط الثلوج بكثافة وغطتها وتجمعت العائلات معا داخل خيام من القماش والمشمع خشية أن تتجمد حتى الموت في درجات حرارة دون الصفر.

وقال أبو حسن وهو نازح سوري يعيش في مخيم بالقرب من مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب: "لقد حوصرنا في الثلوج لمدة أربعة أيام، ليس لدينا أحذية، لقد غمرتنا المياه. أطفالنا مرضى ويمشون حفاة، ليس لديهم أي شيء".

وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "هذا الأسبوع تأثر على الأقل 227 موقع نزوح بطقس الشتاء القارس منذ 18كانون الثاني الجاري في جميع أنحاء الشمال الغربي".

وأوضحت الأربعاء أنه "تم التبليغ عن تدمير 545 خيمة وتضرر 9125 خيمة وممتلكات النازحين بسبب تساقط الثلوج والفيضانات والرياح".

اما في لبنان الذي يعاني من أزمة وقود، كافح اللاجئون واللبنانيون على حد سواء لتأمين الوقود للتدفئة حيث أغلقت الظروف المناخية القاسية الطرق الجبلية وتركت اللاجئين السوريين يرتجفون في خيام رقيقة.

في هذا البلد المتوسطي الصغير، حيث يعيش أكثر من 80% من سكانه في حالة فقر، ارتفعت أسعار الوقود بشكل كبير بعد أن رفعت الحكومة التي تعاني من ضائقة مالية دعمها للوقود السنة الماضية.

وتعاني بلدة عرسال التي تقع على ارتفاع 1400متر في منطقة جبلية قريبة من الحدود السورية بشكل خاص حيث تكافح العائلات اللبنانية و70 ألف لاجئ سوري من أجل اجتياز فصل الشتاء القاسي.

وقال باسل حجيري رئيس بلدية عرسال ان "معظم الناس لا يستطيعون شراء الوقود للتدفئة".

"أمواج عالية"

تشهد مصر أبرد شتاء لها منذ عقد، حيث تنخفض درجات الحرارة بما يصل إلى سبع أو ثماني درجات عن المعتاد، وفقا لسلطات الأرصاد الجوية.

وفي مدينة الاسكندرية الساحلية على المتوسط أغلقت المدارس بسبب موجة برد غير مسبوقة. حتى أن هذه المدينة شهدت تساقطا غير مسبوق للثلوج في أوائل كانون الثاني.

وأعلنت سلطات الأرصاد الجوية أيضا عن حدوث اضطرابات في حركة الملاحة البحرية في البحر الأبيض المتوسط بسبب أمواج تصل لستة امتار في البحر، فيما وضوح الرؤية بالكاد يزيد عن متر.

في المقابل، سجل السودان المجاور لمصر درجات حرارة في العاصمة الخرطوم تتراوح ما بين 33 و 17 درجة مئوية.