أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر اليوم السبت، أن الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد ما يزال في غيبوبة بوضع صحي خطير، مشيرًا إلى أن إسرائيل غير جادة بمطالبات الإفراج عنه لعلاجه.
وقال أبو بكر في حديث لصحيفة القدس إن الأسير ناصر أبو حميد ما يزال منذ أسبوعين، بوضع صحي خطير في مستشفى برزلاي الإسرائيلي تحت الإنعاش، وفي غيبوبة، وهو في حالة أشبه بالموت السريري.
وحول الحراك الرسمي بما يتعلق بقضية المطالبة بالإفراج عن أبو حميد، قال أبو بكر: “قدمنا في الهيئة من خلال المحامين طلبًا مستعجلًا للإفراج عن أبو حميد، وكذلك تمت مطالبة إسرائيل من خلال هيئة الشؤون المدنية وعبر جهود للقيادة الفلسطينية بالمطالبة بالإفراج عنه، لكن الجانب الإسرائيلي غير جدي بالتعامل مع قضية ناصر”.
وتابع أبو بكر، “لدينا تجارب سابقة رفضت فيها إسرائيل التعامل مع قضية الأسرى المرضى والاستجابة لطلب الإفراج عنهم، حيث استشهد ثمانية أسرى نتيجة الإهمال الطبي خلال السنوات الأخيرة، ورفضت إسرائيل الإفراج عنهم رغم خطورة حالتهم، بل إن إسرائيل وبعد استشهادهم، تقوم باحتجاز جثامينهم بدلاً من تسليمها لذويهم”.
وفيما يتعلق بالجهود الدولية للسلطة الفلسطينية للضغط على إسرائيل للإفراج عن أبو حميد، قال أبو بكر: “هناك حديث مع الأردن ومصر بهذا الموضوع، لكن لا يوجد أي قبول للتعامل مع القضية من قبل إسرائيل”.
وفي سياق الحراك الشعبي المتواصل للمطالبة بالإفراج عن ناصر أبو حميد، أكد أبو بكر أن الحراك الشعبي آخذ بالتصاعد في الأراضي الفلسطينية، وهناك فعاليات يومية للضغط من أجل الإفراج عن أبو حميد، وأقيمت خيام اعتصام دائمة لتكون مركزًا لتلك الفعاليات.
وكان أطباء الاحتلال اكتشفوا إصابة الأسير أبو حميد بورم سرطاني خبيث في الرئتين خلال شهر نوفمبر\ تشرين الثاني من العام الماضي، وخضع لعملية جراحية حينها، تم خلالها إزالة 10 سم من محيط الورم وتم إعادته بعدها لمعتقل “عسقلان” قبل تماثله للشفاء، وفيما بعد أهملت إدارة سجون الاحتلال حالته وماطلت بتحويله لتلقي جلسات العلاج الكيمياوي اللازمة له، مما أدى لتفاقم حالته بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض الأسير أبو حميد لخطأ طبي أثناء علاجه، وذلك عندما قام أحد الأطباء داخل المشافي الإسرائيلية بزرع أنبوب بطريقة خاطئة في صدره لتفريغ الهواء وإخراج السوائل، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته مجدداً ودخوله مرحلة حرجة وصعبة.
والأسير أبو حميد (49 عاماً) من مخيم الأمعري جنوب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن سبع مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات الإسرائيلية، وكان قد تعرض منزلهم للهدم خمس مرات على يد قوات الاحتلال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لعدة سنوات، بينما استشهد شقيقهم عبد المنعم أبو حميد برصاص قوات الاحتلال في تسعينيات القرن الماضي.