الطلب الأخير لباكير قبل استشهاده

التقاط.JPG

رام الله الإخباري

زهران معالي لم تكن أم الشهيد باكير محمد حشاش (21 عاما)، تتوقع أن يكون كوب القهوة الذي أعدته في الواحدة والنصف فجرا، الطلب الأخير لنجلها، قبل أن تختطفه رصاصة قناص استقرت في رأسه، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الشرقية في نابلس، لاعتقال أحد الشبان.

بينما كان حشاش يجلس مع والدته في منزلهم بمخيم بلاطة، طلب من والدته إعداد فنجان قهوة، لكنه سرعان ما خرج لينام عند منزل شقيقه هاشم خشية من الاعتقال، بعد اقتحام قوات الاحتلال المنطقة الشرقية في المدينة، وفق ما توضح والدة الشهيد.

بعد خروج باكير من منزله، سمعت والدته، أم معتز، صوت اشتباك مسلح وأخبرت شقيقته أنه من نجلها باكير، لكن سرعان ما نزل خبر إصابته بمنطقة الرأس كالصاعقة على عائلته، فحاول أشقاؤه الوصول للمستشفى لتزويده بالدم، لتتفاجأ الوالدة المكلومة بجثمان نجلها المضرج بالدماء.

في ساحة مستشفى رفيديا الحكومي الذي نقل جثمان حشاش إليه، صاحت والدته بحرقة: "باكير أحلى عريس، زغرتن له يا بنات عمي، الله يرحمك يما ويجعل مثواك الجنة، باكير أحلى شهيد".

"باكير كان يساعد كل الناس ويحل مشاكل البيت عندي، كان يحضر دواء القلب لي من عيادة الوكالة، على مين بدي أركن يما، كسرت ظهري، حتى لو أنه أصغر واحد لكنه افتح واحد فيهم يما".. تابعت الأم المكلومة.

وتضيف أم معتز: "قبل يومين أخبرني أنه سيستشهد واسمعني أغنية يريد أن أشغلها يوم استشهاده، إن استشهدت يا يما زفيني، الحمد لله نال الشهادة، ريتها نور وبخور عليك الشهادة يما".

الشهيد باكير الأصغر بين أبناء عائلة حشاش الأربعة، كان يتجهز الليلة الماضية للمشاركة باستقبال أحد أسرى مخيم بلاطة والذي سيفرج عنه اليوم من سجون الاحتلال، لكن رصاص الموت بدل الحال، ليزف الأسير المحرر شهيد عام 2022 الأول، باكير، وفق والدته.

وعقب استشهاد حشاش خرج مئات المواطنين في مسيرة غاضبة جابت أزقة المخيم تمجد الشهيد، ودعت إلى الانتقام من جريمة إعدام الشهيد ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق أبناء شعبنا.

شقيق الشهيد باكير، معتز حشاش تحدث أن والده توفي وكان شقيقه باكير بعمر خمس سنوات، وترعرع في عائلة مناضلة قدمت الشهداء والأسرى، وأنه سار على ذات النهج الثوري بين أزقة المخيم، في واقع القهر والحرمان.

وتابع: قبل يومين كنت جالسا معه وأخبرني أن الاحتلال يريد اعتقاله، وكان يشعر بأن الاحتلال يريد اغتياله، وهذا ما جرى الليلة حيث اقتحم الاحتلال مدينة نابلس واشتبك باكير معهم ما أدى لاستشهاده بعد أن أعدمه الاحتلال بالرصاص.

ويشير حشاش إلى أن الأفق أغلق أمام الشبان وبينهم الشهيد باكير، فهذا جيل الثورة والنضال والتضحيات، ولا يوجد لديه طموح ليفكر بالمستقبل فيما يستهدف الاحتلال الصغير والكبير، وباكير الذي قدمه يحقق أهداف سامية للشعب الفلسطيني.

وقبل استشهاد باكير بساعة، نشر على حسابه على "فيسبوك": "نعيش بقدرنا ولا نركع إلا لله، نحب بصدق ونصادق بإخلاص ولا يهمنا إذا خسرنا كل الناس، فطريقنا طريق للحق والعدالة ولا أحد يغير مبدأنا وأعرافنا، نعيش بشرف ونموت بشرف".

ومن المقرر أن تبدأ مراسم تشييع الشهيد حشاش بعد صلاة العصر، حيث سينطلق موكب التشييع من مستشفى رفيديا الحكومي بجنازة عسكرية، إلى منزله في المخيم لإلقاء نظرة الوداع عليه، ثم إلى مسجد عباد الرحمن للصلاة عليه، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة شهداء المخيم.

وفا