أدت الاحتجاجات العنيفة في كازاختسان إلى شلل النقل الجوي وإغلاق مطارين على الأقل. وفي حين أعلن الرئيس حالة الطوارئ على كامل الأراضي وقبل استقالة الحكومة، دعا أبرز المعارضين لمواصلة الغضب لحين سقوط النظام.
وقد نقلت وسائل إعلام كازاخستانية إغلاق مطاري ألماتي وأكتاو، وسط الاحتجاجات الغاضبة ضد غلاء الأسعار والأداء الحكومي.
ونقل مراسل الجزيرة أن الخطوط الجوية الأذربيجانية ألغت رحلاتها إلى ألماتي في كازاخستان بعد سيطرة المتظاهرين على مطار المدينة. وأضاف أن شركة "أيرفلوت" الروسية ألغت إحدى رحلاتها إلى ألماتي بعد سيطرة المتظاهرين على مطارها.
وكانت الرئاسة الكازاخستانية أعلنت في وقت سابق أن الحكومة قدمت استقالتها للرئيس قاسم جومرات توكاييف، وجاء ذلك في محاولة لتهدئة غضب المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج وأضرموا النار في مبان رسمية احتجاجا على الأداء الحكومي وارتفاع الأسعار.
ونقلت وسائل إعلام كازاخستانية أن المحتجين يقتحمون مبنى حاكمية ألماتي أكبر مدن البلاد.
ونقل مراسل الجزيرة أن المحتجين نهبوا مبنى حاكمية ألماتي، وأن النيران اشتعلت في الطابق الأول من المبنى، وأضاف أن أكبر مشغل للاتصالات قطع خدمات الإنترنت عن عموم البلاد.
ونشرت رئاسة الجمهورية على موقعها الإلكتروني مرسوما، جاء فيه أن الرئيس قَبِل استقالة حكومة رئيس الوزراء عسكر مامين، وكلّف علي خان إسماعيلوف (نائب رئيس الوزراء) بتصريف الأعمال ريثما تشكّل حكومة جديدة.
وأضاف المرسوم أن أعضاء الحكومة سيواصلون أداء واجباتهم الوظيفية لحين الموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفا أن المرسوم دخل حيز التنفيذ من تاريخ توقيع الرئيس توكاييف عليه.
أوامر رئاسية
وأمر الرئيس الكازاخستاني الحكومة بالسيطرة على أسعار الوقود والسلع الأساسية، وقال إن الحكومة المقالة تتحمل مسؤولية التوتر، وإن الوزراء أخفقوا في مواجهة التضخم.
وأتت استقالة الحكومة غداة إعلان الرئيس حالة الطوارئ في ألماتي العاصمة الاقتصادية، بعدما شهدت هذه المدينة الواقعة جنوب شرق -مساء الثلاثاء- مظاهرة ضخمة، استخدمت الشرطة لتفريقها القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع.
وأعلن توكاييف حالة الطوارئ في ألماتي ومقاطعة مانغيستاو اعتبارا من اليوم الأربعاء الخامس من يناير/كانون الثاني حتى 19 من الشهر ذاته، على أن يسري خلال هذه الفترة حظر تجول ليلي يبدأ الساعة 11 ليلا وينتهي عند السابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وذكرت وكالة رويترز أن الشرطة اعتقلت أكثر من 200 شخص بعد مهاجمة مبان حكومية خلال الاحتجاجات، في حين قالت وزارة الداخلية إن المحتجين أحرقوا 37 سيارة شرطة خلال المظاهرات.
ولاحقا، أفادت التقارير بإعلان حالة الطوارئ على كامل الأراضي الكازاخستانية.
استياء وتبرير
وكانت تطبيقات المراسَلة -تلغرام وسيغنال وواتساب- قد توقفت عن العمل مساء أمس الثلاثاء، بعد أن نزل الآلاف إلى الشوارع في الدولة الغنية بالنفط، للتعبير عن استيائهم من ارتفاع الأسعار والأداء الحكومي.
وأشعل فتيل الاحتجاجات ارتفاع أسعار الغاز، لكنّ الخطوة الحكومية لخفض الأسعار تلبية لمطالب المحتجين لم تسهم في تهدئة غضبهم.
من جهتها، أوضحت وزارة الطاقة أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع الطلب على إسطوانات الغاز، الذي بدأ تداوله في بورصة الطاقة مع بداية العام.
وعقب اندلاع المظاهرات، دعا توكاييف لضبط النفس، وكتب على تويتر أنه "يتعين أن يتحلى المتظاهرون بالمسؤولية وأن يكونوا على استعداد للحوار".
وأضاف الرئيس أن توجيهات صدرت للشرطة بمنع حدوث "انتهاكات للنظام العام"، وقال إنه طالب السلطات بإيجاد "حل يصب في صالح الجانبين".
يسقط النظام
أما المعارض مختار أبليازوف المقيم في باريس، فدعا الى الاستمرار في الاحتجاجات حتى إسقاط نظام نازارباييف وتوكاييف وكل السلطة الحالية في البلاد.
وطلب أبليازوف -في مقطع مصور على تويتر- من المحتجين السيطرة على كل مؤسسات الدولة وعدم الاعتداء على الشرطة والجيش أو إلحاق الضرر بالمراكز الحكومية في عموم البلاد.
وأعلن أبليازوف عن وجود هيئة تنسيق للاحتجاجات تعمل من العاصمة الأوكرانية كييف.