رام الله الإخباري
تحدث دبلوماسي عراقي بارز، مؤخرا، عن تفاصيل لقائه الأخير بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أثناء سجنه في ديسمبر 2003 الماضي.
ونشر السياسي والدبلوماسي العراقي عدنان الباجه جي، كتاب مذكراته، بعنوان "عدنان الباجه جي.. رجل بين قرنين"، نشرتها قناة "روداو"، كشف فيها لقائه مع صدام، عندما كان الباجه جي رئيسا لمجلس الحكم العراقي بالوكالة.
ومما جاء في كتابه: "يوم القبض على صدام حسين كنت مريضا ودرجة حرارتي مرتفعة، اتصلوا بي من إذاعة الـ(بي بي سي) يسألونني عن رأيي في القبض على الرئيس العراقي السابق، وأنا لم أكن قد سمعت بالخبر لأني كنت منقطعا عن الأخبار بسبب مرضي، فقلت أنا لا أعرف بالخبر".
وأضاف: "بعد ذلك بخمس دقائق اتصل بي هاتفيا بول بريمر، الحاكم المدني الأمريكي للعراق ما بين 2003 و2004، وقال: أحببت أن أبلغكم بأننا ألقينا القبض على صدام أمس وأود مشاركتكم لي في مؤتمر صحافي حتى يصدق العراقيون وغيرهم ذلك، ووجودك مهم. قلت: هذا حدث كبير وتاريخي، ومع أني كنت مريضا فقد ارتديت بدلتي وحضرت المؤتمر حيث كان هناك من يهتف ويصفق، وآخرون يبكون فرحا، ألقيت كلمة سريعة خلال المؤتمر الذي شاهده العالم كله".
وتابع: "شاهدت صدام حسين يجلس على سرير مخصص للجنود ويرتدي دشداشة بيضاء وفوقها جاكيت، وكانوا قد حلقوا شعره وذقنه، فتطلع إلينا، وفوجئت بموفق الربيعي وهو يستهل اللقاء بتوجيه الشتائم والكلمات النابية له، فأجابه صدام حسين بهدوء وثقة قائلا: "نعم أنا أستطيع الآن الخروج إلى الشارع، لكن هل أنت فيك خير، عندك الشجاعة لتخرج إلى الناس في الشارع الآن".
وأستطرد: "تطلع صدام إلي وقال: إي احنا نعرفك ولكن اشجابك على هذولة.. فقلت له: أنا لم آت معهم، فنحن جئنا إلى العراق لأننا نريد تحقيق حكم ديمقراطي. فقال: كان حكمنا ديمقراطيا ونحن انتخبنا الشعب. قلت معترضا: لا لم يكن حكمكم ديمقراطيا، بل كان استبداديا، ثم تابعت قائلا: أنا عندي سؤال يشغلني منذ سنوات وأريد إجابتكم عليه، لماذا لم تنسحب من الكويت عندما كان بمقدوركم فعل ذلك؟، كنت ستجنب العراقيين والعراق كثيرا من الكوارث، فأجاب: أنا كنت على استعداد للانسحاب، لكنني اشترطت حل قضايا أخرى في المنطقة.. قلت: أنت تعرف أن ذلك كان يعد من المطالب التعجيزية.. فرد قائلا: التاريخ هو الذي سيحكم.. ثم سألته: لماذا كان حكمك ديكتاتوريا ومتعسفا.. فأجاب: العراق يحتاج إلى حاكم عادل وحازم.. فقلت: لم تكن حاكما عادلا بلا شك، وكان حكمكم مسؤولا عن قتل مئات الآلاف من العراقيين، فأنهى الحديث مكررا قوله السابق: على كل حال التاريخ هو الذي سيحكم ويقرر".
"سألته سؤالا كان يشغلني"..