فاد تقرير لمركز “الميزان” لحقوق الإنسان نشر اليوم السبت، باستشهاد 69 طفلًا وإصابة 708 آخرين في قطاع غزة خلال العام 2021.
وأوضح التقرير أن 21 من الشهداء الأطفال استشهدوا في محافظة شمال القطاع، و38 في محافظة غزة، و4 في دير البلح، ومثلهم في خانيونس وآخرين في رفح.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت 9 أطفال، منهم 5 من رفح، و3 من خانيونس وأخير من دير البلح، وذلك خلال اقترابهم من السياج الأمني أو خلال ملاحقتها للصيادين والمزارعين وعمال جمع الحصى.
ولفت المركز إلى أن عام 2021 شهد تصاعدًا في وتيرة استهداف الأطفال بشكل مباشر وغير مباشر لا سيما خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي، والذي أدى لاستشهاد عدد كبير منهم نتيجة القصف وإطلاق النار، فيما تعرض بعضهم لأحداث داخلية مرتبطة بالصراع القائم مع الاحتلال مثل انفجارات ناجمة عن أجسام مشبوهة أو صواريخ محلية الصنع.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال استمرت في انتهاكاتها واعتداءاتها بحق المؤسسات التعليمية والصحية في قطاع غزة، من خلال القصف وإطلاق النار بشكل مباشر على هذه المؤسسات واستهداف محيطها، ما أحلق أضرارًا بها وتسبب بتعطيل العمل فيها لفترات مختلفة، وحرم المستفيدين من تلقي الخدمات الأساسية.
وبين أن العدوان الإسرائيلي تسبب بتضرر 158 مدرسة، و80 رياض أطفال و5 مستشفيات.
ووثق المركز استهداف الاحتلال 2057 وحدة سكنية يقطن فيها 9827 فردًا، من بينهم 2652 سيدة و4508 أطفال.
ولفت إلى تعمد الاحتلال استهداف منازل المواطنين خلال العدوان عبر القصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار بشكل مباشر من المناطق الحدودية ما تسبب بنزوح عدد من سكانها.
وأشار إلى أن الاحتلال ما زال يواصل فرض العراقيل على المواطنين لمنع وصولهم للعلاج المناسب، وذلك عن طريق الحصار والاستهداف المباشر للبنية الصحية بغزة والمماطلة في إصدار التصاريح اللازمة للمرضى للسفر لتلقي العلاج خارج القطاع وخاصةً الأطفال.
ووثق المركز وفاة طفلين جراء مماطلة الاحتلال في إصدار التصاريح اللازمة لهما للسفر لتلقي العالج في مستشفيي “تل هشومير” و”المقاصد”.
وفي السياق ذاته، تلقى المركز 235 شكوى قانونية متعلقة بالحق في الصحة والوصول للمستشفيات خارج قطاع
غزة فيما يخص شريحة الأطفال خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أنه نجح في تسهيل سفر 100 طفل وحرمان 123 آخرين من السفر، فيما ما زال 12 قيد المتابعة.
وبين المركز أن الاحتلال يواصل فرض قيوده ضمن الحصار الشامل على القطاع، الذي ينتهك القانون الدولي ويشكل مساسًا جوهريًا بجملة حقوق الإنسان بالنسبة للفلسطينيين ويؤثر بشكل كبير على الأطفال، الذي هم أكثر معاناة وتعرضًا لآثار تلك الانتهاكات والاعتداءات.
وجدد المركز استنكاره الشديد لانتهاكات قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنساني، ورأى أنها انعكاسًا طبيعيًا لعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة على وجه الخصوص، وأن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات فاعلة شجع– ولم يزل- تلك القوات على مواصلة انتهاكاتها.
وجدد مركز الميزان مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الإلسرائيلي لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وملاحقة كل من ارتكب أو أمر بارتكاب هذه الانتهاكات وتقديمه للعدالة.