فيما بدأت اتصالات بين روسيا والولايات المتحدة حول قضية الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو بما يتعلق بتوسّع الحلف شرقاً، يتصاعد التوتر بين روسيا وحلف الناتو ليصل ذروة غير مسبوقة، إذ هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد عسكرياً رداً على ما وصفه بالتهديد الذي يمثله حلف الناتو لروسيا.
وكانت روسيا طلبت ضمانات بألا يوسع الحلف حدوده إلى أوكرانيا أو ينشر قوات أو أسلحة هناك على الرغم من تطلع كييف للانضمام إلى الحلف وشكواها من حشد قوات روسية قرب حدودها.
وكالة الإعلام الروسية نقلت عن دبلوماسي روسي قوله أمس إن الاتصالات بدأت وإن من الممكن توصل الطرفين إلى تفاهم. وقال المفاوض الأمني الروسي كونستانتين غافريلوف إن روسيا لم تقرر حتى الآن الخطوات التي ستتخذها إذا رفض الحلف بحث الأمر، لكن بروكسل تدرك أن موسكو تأخذ الأمر على محمل الجد.
«على محمل الجد» هذا ما أكده الرئيس الروسي الذي تحدث أمس بلهجة غاضبة، مؤكداً استعداده لاستخدام القوة العسكرية لمواجهة ما وصفه بـ«تهديد الناتو»، حيث اتهم أمريكا بأنها سبب تفاقم التوترات في أوروبا. وقال لمسؤولين عسكريين أمس، في وزارة الدفاع إن روسيا قلقة للغاية بشأن تواجد قوات الناتو بالقرب من حدودها، وإنها لن تسمح للحلف بنشر صواريخ في أوكرانيا، على بعد بضعة دقائق عن موسكو.
تقييم خاطئ
أضاف بوتين أن الغرب قيّم نتيجة الحرب الباردة بشكل خاطئ، وروسيا سترد بالشكل المناسب على أي اعتداء غربي وستواصل تطوير جيشها.
مضيفاً «سنرد بنحو صارم على أي خطوات غير ودية ضدنا من أي طرفٍ كان»، ومشيراً إلى أن روسيا سترد عسكرياً وتقنياً على التهديدات الغربية.
وأكد: «سأطلب من وزارة الدفاع إجراء تعديلات على خطط التدريبات العسكرية لعام 2022». وتابع أن روسيا لا تطالب لنفسها بوضع أمني خاص وإنما بأمن عام موحد ونمتلك كل الحق بالدفاع عن أمننا.
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن أمريكا و«الناتو» يستخدمان الطيران الاستراتيجي بشكل أوسع في مناوراتهما قرب الحدود الروسية، وأشار إلى أن أمريكا تستمر في نشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ قرب حدودنا، مضيفاً أن أمريكا نشرت نحو 8 آلاف جندي بالقرب من الحدود الروسية.
وتابع أن «هناك أكثر من 120 عنصراً من شركات عسكرية أمريكية خاصة، يعملون في دونباس». واعتبر أن «نشاط القوات المسلحة الأوكرانية قرب حدودنا يمثل تهديداً للأمن الروسي».
لقاء قريب
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ، يلقي باللائمة على موسكو، مشيراً إلى أن «الحشود العسكرية الروسية، مستمرة قرب حدود أوكرانيا، رغم دعوات خفض التصعيد»، ولافتاً إلى أن «أي حوار مع روسيا، يجب أن يحترم المبادئ الأساسية، التي يقوم عليها الأمن الأوروبي»، مشيراً إلى «أننا نعتزم عقد لقاء مع الجانب الروسي، في أقرب وقت العام المقبل».
تدريبات
ذكرت وكالة الإعلام الروسية أمس، أن غواصة روسية أطلقت بنجاح صاروخ كروز من بحر اليابان على هدف يبعد أكثر من ألف كيلومتر في منطقة تدريب على البر الروسي. وقال الأسطول الروسي في منطقة الهادي إن التدريبات شملت أيضاً تحركات سرية ودعما من سفن حربية وطائرات مقاتلة وطائرات مسيرة. (موسكو - رويترز)