بين الحين والآخر، يُثار جدل حول الحكم الشرعي للعمل بالغناء والتمثيل، وفيما أثار قرار اعتزال المطرب الأردني أدهم نابلسي، للغناء «مرضاة لله» جدلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الغناء والتمثيل، في فتوى رسمية بثتها عبر مقطع مصور على موقعها الإلكتروني.
وظهر المطرب الأردني الشاب ذو الاصول الفلسطينية أدهم نابلسي في مقطع مصور بثه عبر قناته الرسمية بموقع «يوتيوب»، وتحدث عن عدم ارتياحه للغناء لافتًا إلى أن قراره الاعتزال نهائي وأنه يريد به «أن يرضى الله»، تاليًا بعض آيات القرآن الكريم، ما أثار جدلًا بمواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لقراره ومعارض له؛ ليتجدد الجدل حول الحكم الشرعي للعمل بالغناء والتمثيل.
الغناء والتمثيل مباح.. بشرط
وأوضحت دار الإفتاء حكم الغناء بعدما وردها سؤال حول ذلك لافتة إلى أن الاستماع إلى الموسيقى وحضور مجالسها أو تعلمها أيًّا كانت آلاتها من المباحات؛ شريطة ألا تكن محركةً للغرائز، وباعثةً على الهوى والغواية والغزل والمجون، وألا تكون مقترنةً بالمحرمات كالخمر والرقص والفسق والفجور أو أن تٌتخذ ُّوسيلةً لنشر المحرمات أو الإيقاع في المنكرات.
واستشهدت دار الإفتاء في فتواها بما ذكره الإمام الغزالي في «إحياء علوم الدين»، الكتاب الثامن في السماع وآلات الموسيقى؛ إذ قال: «إن الآلة إذا كانت من شعار أهل الشرب أو المخنثين وهي المزامير والأوتار وطبل الكوبة؛ فهذه ثلاثة أنواع ممنوعة، وما عدا ذلك يبقى على أصل الإباحة؛ كالدف والطبل والشاهين والضرب بالقضيب وسائر الآلات».
وأوضحت دار الإفتاء، أنه بناءً على ما تقدم وبسؤال السائل نقول: «إن سماع الموسيقى وحضور مجالسها وتعلمها أيًّا كانت آلاتها من المباحات، ما لم تكن محركةً للغرائز باعثةً على الهوى والغواية والغزل والمجون مقترنةً بالخمر والرقص والفسق والفجور واتُّخِذَت وسيلةً للمحرمات، أو أَوْقَعَت في المنكرات أو أَلْهَت عن الواجبات؛ فإنها في هذه الحالة تكون حراما».
ما حكم العمل في الغناء؟
ومن جهة أخرى أكدت دار الإفتاء، أنه لا يجوز في الحالات السابقة اتخاذ الغناء كمورد رزق ينفق منه الشخص على نفسه وأسرته؛ فعلى المسلم أن يتحرى الكسب الحلال ويبتعد عن كل ما فيه شبهة الحرام؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ).
وتابعت الدار: «أما إذا لم تقترن الآلات الموسيقية بمحرم أو لم تكن محركةً للغرائز أو لم تُتَّخَذ وسيلةً للمحرمات أو أيّ صنفٍ مما ذكر فتكون مباحةً، ويجوز له في هذه الحالة اتخاذها كمورد رزق».
أدهم نابلسي يوضح.. «أولويتي عبادة رب العالمين»
وأعلن الفنان أدهم نابلسي اعتزاله الغناء، وقدم السبب في فيديو نشره على حسابه في فيسبوك.
وقال النابلسي: «هذا الفيديو لأقول لكم خبر سعيد جدا بالنسبة إلى، كل شخص لديه أهداف يريد تحقيقيها في هذه الحياة، ولكن عندما نصل إلى الهدف ماذا سنشعر؟ الهدف الرئيسي لوجودنا في الحياة هو لإرضاء وعبادة رب العالمين».
وأضاف: «ليس مشكلة أن يكون لدينا أهداف ولكن أن يكون هذا الهدف متناسقا مع هدف وجودنا في الحياة وهو عبادة رب العالمين. بالنسبة لي الحلم الذي كنت أحاول تحقيقه لا يرضي رب العالمين، الحمد لله وبفضله أتى هذا اليوم، وأنا اعتزلت الغناء وأشكركم على دعمكم... هذه ليست النهاية وأتمنى أن تشاركونني رحلتي الجديدة».