ضربوا موعدًأ مع نسور قرطاج.. محاربو الصحراء إلى نهائي كأس العرب

قطر والجزائر وتونس وكأس العرب

بلغت الجزائر نهائي كأس العرب، بفوزها المثير على قطر في نصف النهائي بهدفين لواحد، محاربو الصحراء ضربوا موعدًا مع تونس في نهائي المسابقة

مثّل لقاء الجزائر مع قطر في نصف النهائي قمّة منتظرة، هي تجمع بين أفضل فريقين قدّما مستويات رائعة في كأس العرب، قطبا المواجهة يعتبران سيّدان على قارّتيهما، الجزائر بطلة أفريقيا، وقطر حازت على النسخة الأخيرة من كأس أمم آسيا، فأرادت الجزائر أن تظفر باللقاء علّها تضرب موعدًا مع تونس في النهائي، بينما ودّ القطريون لو يكون لقاء ملعب الثمامة هو الخطوة قبل الأخيرة لنيل اللقب على أرضهم وبين جماهيرهم.

قطر وصلت إلى نصف النهائي بعدما تخطّت الإمارات بخمسة أهداف كاملة في ربع النهائي، فيما حجزت الجزائر مكانًا لها في مربّع الكبار، عقب مباراة تاريخيّة قدّمتها والمنتخب المغربي، حسمها محاربو الصحراء لصالحهم بركلات الترجيح.

بدأت المباراة بحماس قطري مبكّر، حاول رفاق حسن الهيدوس مباغتة الحارس رايس مبولحي بهدف يقلب معطيات اللقاء، لكنّ هذه الثورة انطفأت بعد تسديدة ازدواجيّة من المعزّ علي انتهت فوق المرمى، رويدًا رويدًا دخل الجزائريون المباراة وسيطروا على وسط الملعب، كذلك استحوذوا على الكرة، وهنا تراجع العنّابي لحماية مرماه، فندرت الفرص الخطرة باستثناء تسديدة من الابراهيمي تصدّى لها الحارس سعد الشيب، كذلك فشل بغداد بونجاح في الوصول لكرة عرضيّة وهو أمام المرمى الخالي، لينتهي الشوط الأوّل بأفضليّة لمحاربي الصحراء، وتعادل سلبي للفريقي.

أرادت الجزائر دخول الشوط الثاني بقوّة، وكاد أن يفعلها يوسف بلايلي ويضيف هدف السبق، فصوّب كرة من ركنيّة التفّت نحو المرمى، لكنّ الحارس القطري سعد الشيب أبعد الخطر، ثمّ أتى الدور على بغداد بونجاح، والذي سدّد كرة قويّة ردّتها العارضة، قبل أن يرفع الحكم المساعد رايته معلنًا عن حالة تسلّل، بغداد نفسه كاد أن يضيف الهدف الأوّل، حينما واجه زميله في السد القطري سعد الشيب، لكنّ الكرة مرّت بجوار القائم.

الضغط الجزائري الكثيف قابله دفاع قطري متماسك، هذا التماسك خرقته تسديدة المدافع حسين بن عيادة، والذي استغل كرة شتّتها الدفاع القطري بعد ركنيّة، وأكملها بتسديدة سكنت شباك الحارس سعد الشيب في الدقيقة 60.

بعد هدف الجزائر خرج العنّابي من مناطقه، وتجرّأ على شنّ الهجمات الخطرة، وكاد المدافع الجزائري سفيان بن دبكة أن يسجّل هدفًا بالخطأ في مرمى فريقه، لكنّ الكرة مرّت بسلام على شباك الحارس مبولحي، الأخير تألّق بشكل لافت، وأنقذ مرماه من هدف محقّق، حينما أبعد ببسالة كرة رأسيّة لخوخي بوعلام.

زادت الندّية في المباراة، وتفوّقت قطر نسبيًّا في الاستحواذ على الكرة، في وقت ساد فيه اللعب الخشن وزادت خلاله الالتحامات البدنيّة، وتراجعت الجزائر حفاظًا على تقدّمها، معتمدة على الهجمات المرتدّة، ومع تماسك الدفاع الجزائري اعتمد العنّابي على التسديد من بعيد، لكنّ كرة عبد العزيز حاتم ابتعدت عن القائم، كذلك الحال بالنسبة لكرتين رأسيتين من خوخي بوعلام والمعز علي.

وفي وقت استعدّت به الجزائر للاحتفال بالوصول إلى النهائي، ارتقى محمد مونتاري لكرة مرفوعة، وأكملها برأسه قويّة في شباك الحارس مبولحي، هدفٌ أتى في الثواني الأخيرة من الوقت بديل الضائع، حيث احتسب حكم اللقاء تسع دقائق مضافة، لكنّ هذا الهدف جعله يزيدها دقائق أخرى، وفي الدقيقة الخامسة عشر، أعلن الحكم عن منح الجزائر ركلة جزاء، بسبب عرقلة ياسين الابراهيمي داخل المنطقة المحرّمة، انبرى لها يوسف بلايلي، وتصدّى لها الحارس سعد الشيب، فارتدّت للمهاجم الجزائري وأكملها بالشباك، هدفٌ وضع محاربي الصحراء في نهائي كأس العرب، سيقابلون خلالها منتخب تونس الفائز على مصر بهدف وحيد.