في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات غير المباشرة بين حماس والاحتلال للتوصل إلى تسوية وتهدئة بينهما، فإن وصولهما إلى طريق مسدود يهدد بعرقلة الهدوء النسبي في قطاع غزة، وتصعيد الوضع الأمني على حدود القطاع، لاسيما في ظل الخلاف السائد حول صفقة تبادل الأسرى.
يتزامن هذا التخوف الإسرائيلي مع تحذير حركة حماس بالتصعيد الوشيك على حدود غزة، بسبب تأخر إعادة إعمار القطاع، وعدم إبرام صفقة تبادل أسرى؛ لأن من شأنها أن تعزز مكانة الحركة في الأراضي الفلسطينية والمستوى الإقليمي، فيما تواصل حماس استعادة قدراتها العسكرية قبل الشروع في الجولة القادمة من القتال مع الاحتلال.
يوني بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في مقاله بموقع زمن إسرائيل، ، أن "المحافل الأمنية الإسرائيلية ترى أن رغبة حماس بإبرام صفقة تبادل، يتطلب منها أن يكون الثمن المطلوب معقولاً بالنسبة لتل أبيب، ولعل هذا هو سبب زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل لإسرائيل، ولقائه مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت، المقرر نهاية ديسمبر".
وأضاف أن "الوسطاء المصريين فشلوا بالتوصل لاتفاق إسرائيلي على المرحلة الأولى من الصفقة حسب اقتراح حماس، التي رفضت العرض بشكل قاطع، لأن إسرائيل طالبت بمعلومات عن مصير أسراها الأربعة دون أي شروط، وهو ما تم تقديمه في الاجتماع الأخير في القاهرة بين رئيس مجلس الأمن القومي آيال خولتا، ورئيس جهاز الأمن العام- الشاباك رونين بار، مع رؤساء المخابرات المصرية، وناقشوا جميعاً مطولاً اقتراح حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى".
المعطيات المتوفرة تتحدث أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي رفض اقتراح حماس الخاص بصفقة التبادل، ما أدى لتأجيل زيارة رئيس المخابرات المصرية، مع العلم أن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت عقد اجتماعًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ، وبحثا ضمن اجتماعهما مسألة صفقة التبادل.
القراءة الإسرائيلية تقدر أن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس قد تشكل رافعة سياسية وأمنية جيدة لتعزيز الهدوء على حدود قطاع غزة، وتحسين الوضع الإنساني، مع العلم أن حماس تعارض عقد هدنة لفترة طويلة، ومصر تعرف ذلك جيدا، رغم أن ذلك قد يؤدي لحقبة من الهدوء لفترة وجيزة فقط، وبعد ذلك سوف تستأنف الأعمال المسلحة، ومحاولات خطف المستوطنين وجنود الاحتلال.
في الوقت ذاته، تبدو المواقف متباعدة بين حماس والاحتلال فيما يتعلق بإنجاز صفقة التبادل، فالحركة تريد "تبييض" سجون الاحتلال من جهة، وهو لا يسعى منها سوى استعادة أسراه دون دفع الثمن المطلوب، في ظل معارضة الائتلاف الحكومي وأجهزة الأمن لذلك، خشية تعزز قوة حماس بين الفلسطينيين.