– قال عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري الإسرائيلي لصحيفة هآرتس، إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بغض النظر عن هويتها السياسية تتبنى خطًا شبه موحد بشأن قطاع غزة يتمثل في تجنب قدر الإمكان أي حرب موسعة، وخاصة عملية برية واسعة النطاق.
وأشار هرئيل في مقال تحليلي له بعد إعلان وزارة الجيش الإسرائيلي أمس عن انتهاء بناء الجدار الجديد المضاد للأنفاق، بتكلفة 3.5 مليار شيكل، والذي يمتد على مسافة 65 كيلو مترًا، إلى أن هذه السياسة شبه موحدة من قبل الحكومات رغم أن رؤساء الوزراء الذين يتولون رئاسة الحكومات المتعاقبة يهاجمون أسلافهم في مناصبهم ويتهمونهم بالكذب والضعف أمام حماس.
واعتبر هرئيل أن الجدار الجديد يثبت أن إسرائيل لا تبحث عن احتلال غزة بل تحصن نفسها أمام هجمات حماس، ولا يعرف كيف ستتعامل في أي جولة قتال جديدة.
وقال “أصبحت إسرائيل أكثر عرضة للإصابات، وأقل رغبة للتضحية منذ فك الارتباط عن القطاع عام 2005”.
وأشار إلى ما قال عنها تمتع الجيش الإسرائيلي بميزة عسكرية واضحة على حماس والفصائل الأخرى، ولكنه في ذات الوقت يتمتع ببعض نقاط الضعف التي يتم استغلالها من قبل تلك الفصائل.
كما أشار هرئيل إلى تصريحات نادرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الذي قال خلال جلسة مع عائلات القتلى الإسرائيليين في الكنيست عقب حرب 2014 على غزة، أنه لم يكن يريد حربًا هناك، وأنه حاول تجنب ذلك بكل الطرق، وأنه كان يريد الخروج بأقل الأضرار، وأنه لم يفكر باحتلال غزة لعدم وجود جهة يمكن أن تتولى إداراتها.
ولفت المحلل العسكري الإسرائيلي، إلى أن إسرائيل منذ سنوات بدأت باللجوء إلى تعزيز دفاعاتها كبديل لعمليات الاحتلال والهجوم، ولذلك طورت منظومة القبة الحديدية، ومن المتوقع أن يتم تطويره للاعتراض باستخدام أنظمة الليزر، لكن حماس لجأت إلى الأنفاق وهذا ظهر في حرب 2014، وأظهر نقاط ضعف لدى الجيش الإسرائيلي.
وأشار هرئيل إلى أن نتنياهو لا يؤمن بالجيران بل بالجدران، ولذلك بعد عملية “الجرف الصامد/ عدوان 2014” أطلق مشروع السياج كطبقة مكملة لأنظمة الاعتراض، ومع انتهاء بنائه قد تواجه حماس صعوبات شديدة في التسلل إلى المستوطنات.