"ناسا" تبحث تنفيذ أول مناورة فضائية لحماية كوكبنا

تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“ إجراء مناورة فضائية، تقوم خلالها بإطلاق جسم شبيه بنيزك في الفضاء الخارجي، ثم تدميره قبل وصوله إلى الأرض في إطار أول تجربة من نوعها، تهدف إلى حماية كوكب الأرض من هذه الحوادث.

وقالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية في تقرير نشرته الاثنين، إن ”ناسا بدأت بالاستعداد لأول مهمة دفاع عن كوكب الارض، لتقييم فعالية إعادة توجيه الكويكبات والنيازك، بعيدًا عن كوكب الارض، من خلال ضربها، وعلى الرغم من أن المشروع يبدو كأنه فيلم كارثي أكثر من كونه واقعيًا، إلا أن إعادة توجيه الكويكبات، يمكن أن يكون حقيقيًا في المستقبل“.

وأضافت المجلة، أن ”التجربة تشمل إرسال جسم تصادمي، لضرب قمر صغير أطلقت عليه ناسا اسم (ديمورفيس) في مدار حول كويكب آخر أكبر منه بكثير“، مشيرة إلى أن ”وكالة الفضاء تقدر حجم ديمورفوس بقطر حوالي 160 مترًا، وأنه باستخدام التلسكوبات الأرضية، سيراقب علماء ناسا تأثير الضربة ضد ديمورفوس، ويستخدمون البيانات التي يجمعونها لتحسين نمذجة الكمبيوتر وتنبؤات مدار الكويكبات في حالة الاقتراب الخطير من كوكب الارض“.

وقال مسؤول في ”ناسا“ مشارك في المشروع، ”سيكون العرض أول حادث تصادمي مفتعل، حيث تصطدم مركبة فضائية عمدًا بكويكب معروف بسرعة عالية، لتغيير حركة الكويكب في الفضاء، وإضعافه وإبعاده عن كوكب الارض“.

وأضاف: ”نعتقد أن هذه التقنية، هي الطريقة الأكثر نضجًا من الناحية التكنولوجية، للتخفيف من خطورة الكويكبات الخطيرة، وستساعد خبراء الدفاع عن الأرض على تحسين نماذج الكمبيوتر الخاصة بالاصطدام الحركي للكويكب، ما يعطي نظرة ثاقبة حول كيفية تحويل الأجسام القريبة من الأرض، التي يحتمل أن تكون خطرة في المستقبل“، لافتًا إلى أن ”مركبة الاصطدام التي سيتم ارسالها إلى الفضاء ليست كبيرة، لكنها ستضرب ديمورفيس بسرعة هائلة، تصل الى نحو 6.6 كيلومترات في الثانية، أو ما يقرب من 15000 ميل (25 الف كلم) في الساعة“.

وأوضح المسؤول، أنه ”من المقرر البدء بالتجربة في 23 من الشهر الجاري، مع إطلاق تجربة أخرى في اليوم التالي، إذا لم ينجح الإطلاق الأوليّ، وأنه إذا لم تنجح عمليتا الإطلاق، فستعيد ناسا التجربة حتى شباط/ فبراير المقبل“.

وبحسب ”ناشيونال انترست“، انفجر نيزك ضخم في سيبيريا الروسية عام 1908، ما أدى إلى تدمير 800 ميل من الغابات، وما يقدر بنحو ثمانين مليون شجرة، وعلى الرغم من أنه لا يعتقد وقوع ضحايا، إلا أن الصخور التي يبلغ ارتفاعها 120 مترًا، تحطمت بسبب الضغط الشديد والحرارة التي ولّدها سقوط النيزك على الأرض، وأطلقت طاقة توازي حوالي 185 قنبلة ذرية، مماثلة للقنبلة التي أطلقت على هيروشيما اليابانية.