"يديعوت" تتساءل: ما الثمن الذي ستدفعه "إسرائيل" في الصفقة المقبلة؟

تساءلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، الجمعة، حول الثمن الذي ستدفعة "إسرائيل" مقابل إتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، التي تحتفظ بأربعة جنود إسرائيليين منذ حرب 2014 الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن هذا السؤال هو ما يشغل بال الإسرائيليين، خصوصا بعد مرور 10 سنوات على صفقة وفاء الأحراء، التي أسفرت عن إطلاق سراح 1027 أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.

وأشارت الصحيفة الى أن ذكريات صفقة شاليط مازالت تثير الجدل، خصوصا الآن في ظل تفكير "إسرائيل" في عملية مقبلة لتبادل الأسرى، ملمحة الى أن الثمن هذه المرة قد يكون كبيرا.

ولفتت "يديعوت" الى أن الصفقة السابقة تضمنت الإفراج عن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، مقابل جندي واحد فقط، ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن الجدل في الأوساط الإسرائيلية لازال قائماً حول الثمن المدفوع.

وفي ذات السياق، أوضحت الصحيفة ان ما دفع الحكومة الإسرائيلية الى إتمام صفقة شاليط هو الضغط الذي شكّله الرأي العام الإسرائيلي على حكومته من أجل التفاوض والخروج بنتيجة تبدو غير متوزانه، لكنها كانت حريصة على عودة جنديها لذويه.

وذكرت الصحيفة العبرية أن "إسرائيل" حاولت التفاوض على إطلاق سراح شاليط بعد أيام من اختطافة، على أمل دفع ثمن أقل، لكن مع فشل تلك المحادثات وتصاعد الضغط الشعبي، انخفض الثمن، وقامت عائلة شاليط بحملة وصفتها الصحيفة بأنها عدوانية في وسائل الإعلام الإسرائيلي ومن خلال الجمهور الذي أجبر الحكومة لاحقاً على الرضوخ.

ولفتت إلى أنه بالرغم من الضغوط الشعبية التي مورست على الحكومة الإسرائيلية من أجل استعادة شاليط، إلا أن الرأي العام في إسرائيل ابدى غضبه ورفضه للثمن الذي دفعته حكومته.

وأكدت أن الجدل الذي أحدثه قبول الحكومة الإسرائيلية لازال وثيق الصلة بالمباحثات التي تجريها الفصائل الفلسطينية في الوقت الراهن من أجل إبرام صفقة جديدة، قائلة: "يُعتقد أن حماس في غزة تحتجز جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عملية عسكرية في عام 2014. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن اثنين من المدنيين، أفيرا منغيستو وهشام السيد، محتجزان في قطاع غزة بعد ضلالهما هناك”.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "على مدار تاريخها، نفذت إسرائيل العديد من عمليات تبادل الأسرى بأسعار مرتفعة، لكن صفقة شاليط ربما أضعفت الدعم الشعبي لمثل هذه الاتفاقات".

وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للفلسطينيين، يعتبر إطلاق سراح الأسرى أحد أهم أهداف نضالهم ضد إسرائيل، ولكن بالنسبة لإسرائيل، يعتبر إطلاق سراح الأسرى، وخاصة الجنود، موضوعا حساسا، إذ تعتبر عودة الأسرى وصية مقدسة في الكتاب المقدس، وهكذا، فإن الضغط السياسي المكثف الذي مورس على بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت، مهد الطريق للصفقة”.

وتشير الصحيفة إلى أن الحديث عن أي صفقة تبادل هذه المرة يجب ألا ينضوي على أثمان باهضه تتكبدها الحكومة الإسرائيلية، في الإشارة للعدد المتوقع الأفراج عنه، بل عليها الانصياع لمطالب ذوى الجنود الذين يُعتقد أن حماس تحتجز جثامينهم، والتي تنص على ضرورة تسهيل وصول البضائع والمواد الغذائية لغزة مقابل استعادة أبنائهم، بمعنى أن يكون المقابل هو مساعدات إنسانية فقط.

وذكّرت بأن عوائل الجنود طالبوا مرارا بألا تتوقف عمليات القتال على غزة إلا باستعادة أبنائهم، وهو ما فشلت فيه الحكومة الإسرائيلية.

وحول إمكانية قبول حماس بمقترح تقديم المساعدات الإنسانية للغزيين مقابل استعادة الجنود الإسرائيلين، قالت "يديعوت" نقلاً عن غيرشون باسكن، الذي أدار قناة تفاوض سرية ومباشرة مع حماس من أجل إطلاق سراح شاليط: "تفضل حماس قضية الإفراج عن أي قضية أخرى، بما في ذلك قضية إعادة تأهيل غزة وتحويل الأموال إلى القطاع، إنهم يصرون على مفاوضات منفصلة تماماً، مع وجود آلاف السجناء في السجون الإسرائيلية".

وبحسب منظمة بتسيلم، وهي منظمة مراقبة حقوق الإنسان الإسرائيلية، هناك أكثر من 4000 أسير فلسطيني محتجزون حاليا في السجون الإسرائيلية.