العاروري : اطراف دولية ترفض اجراء الانتخابات لخوفها من فوز حماس

العاروري وحماس

رام الله الإخباري

شدد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، على ضرورة كسر معادلة التعلق بأوهام التسوية وما يترتب عليها من تنسيق أمني وتعاون من جانب السلطة مع الاحتلال "الإسرائيلي".

وقال العاروري في حوار مع الجزيرة نت إن "هناك معادلة في الضفة يجب أن تكسر، وهي التعلق بأوهام التسوية والحل السياسي، وما يترتب عليه من تنسيق أمني وتعاون وتقييد لقدرات شعبنا".

وأضاف : " لسنا متفائلين بإجراء الانتخابات في القريب، فنحن نعلم أن قوى إقليمية ودولية جاءت لرام الله وضغطوا لعدم إجرائها خوفًا من فوز حمـــاس بها".

وأكد العاروري، إصرار حماس على إنجاز صفقة تبادل تشمل أسرى مؤبدات والنساء والأطفال والمرضى وكبار السن وجثامين الشهــداء، "لكن لا يوجد أي تقدم بهذا الملف الذي يرواح مكانه بسبب عدم وجود تقدم جوهري من طرف الاحتلال".

فيما يلي نص الحوار:

تم انتخابك نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. كيف تمارس نشاطك بهذه الصفة وأنت مدرج على قائمة الإرهاب الأميركية؟

أميركا تدرج حركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية على قائمة الإرهاب، وكوني مدرجا على قائمة الإرهاب الأميركية لا يعد أمرا جديدا، ولكن الجديد فقط عرض أميركا 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عني، وأنا لست مختبئا، ولحسن الحظ أن معظم العالم لا يتعاطى مع الموقفين الأميركي والإسرائيلي بشأن أبناء شعبنا على وجه الخصوص، باعتبار أننا شعب تحت وطأة الاحتلال؛ لذلك نحن نعمل بشكل رسمي ونقوم بزيارات دولية.

إذن أنت لم تكترث بهذا القرار؟

بالتأكيد لا، ربما تأثرت ببعض الإجراءات الأمنية فقط.

هل رفضت بعض الدول حضورك ضمن وفود الحركة أثناء زياراتها الرسمية؟

لا، الحال كما هو قبل وبعد إدراجي على القائمة الأميركية. انتهت حركة حماس من إجراء انتخاباتها في كل أقاليمها بالتجديد للسيد اسماعيل هنية رئيسا للحركة..

كيف تجرون الانتخابات في ظل تشتت أعضاء الحركة في أماكن كثيرة ومتباعدة وفي ظل وضع أمني معقد لكم؟

حركة حماس من المنظومات القليلة في عالمنا العربي التي تجري فيها انتخابات حقيقية قادرة على إحداث تغيير، ولذلك لدينا رئيس حركة ورئيس سابق ورئيس أسبق.

تعيش غزة في حالة حرب وحصار وطوارئ متعددة، ومع ذلك جرت الانتخابات داخل الحركة، والعالم بأكمله شاهد كيف تم إجراء جولات إعادة عديدة للانتخابات بين اثنين من قيادات الحركة، وانتهى الأمر بأن حسمت في الجولة الرابعة، وليس لدينا فوز بنسبة 99% أو 100% بل بنسب 51% و55% و60%. ونحن نعيش في أماكن متعددة، في غزة لدينا ظروف خاصة، وفي الضفة هناك ظروف مختلفة، وفي الخارج والسجون أيضا، ومع ذلك نجري العملية الانتخابية في كل منطقة حسب ظروفها، لكننا حريصون على أن تجري العملية في أفضل وأصدق ظروف وإجراءات شورية وديمقراطية.

وهل تجري انتخابات إقليم الضفة داخل الضفة نفسها رغما عن الاحتلال والسلطة؟ حسب اللائحة، تجري الانتخابات في المناطق التي تعيش ظروفا استثنائية بظروف استثنائية أيضا ملائمة لها، لدينا في الضفة الغربية مشكلتا

الاحتلال وملاحقة الأجهزة الأمنية، وهذا لا يسمح بإجراء عملية انتخابية يشارك فيها الألوف من أبناء الحركة، ولا وضع صناديق انتخابات كما يحدث في غزة، نحن نجري الانتخابات داخل الضفة الغربية بطريقة ما بحيث يشارك فيها الغالبية العظمى من قيادات ورموز الضفة الغربية، وبالتالي يكون هناك اختيار لإخوة سبق أن تم انتخابهم أصلا، ثم ينتخبون من يمثلهم في مؤسسات الحركة المركزية.

من هم أعضاء اللجنة التنفيذية في الحركة للمرحلة المقبلة التي أفرزتهم انتخاباتكم؟

تم التجديد للأخ إسماعيل هنية رئيسا للجنة التنفيذية، ولي كنائب للرئيس، وتم التجديد للأخ يحيى السنوار رئيسا للحركة في غزة وللدكتور خليل الحية نائبا له، وتم انتخاب الأخ خالد مشعل رئيسا للحركة في إقليم الخارج والدكتور موسى أبو مرزوق نائبا له، وتم اختياري رئيسا لمكتب الحركة في الضفة الغربية واختيار الأخ زاهر جبارين نائبا لي، وتم انتخاب الإخوة حسام بدران وموسى دودين وفتحي حماد وصلاح البردويل ومحمد نزال وعزت الرشق، وإخوة آخرين لا يرغبون في إعلان أسمائهم.

يعتقد الكثيرون أن الساحة الأكثر فعالية وتأثيرا في الاحتلال الإسرائيلي هي الضفة وليست غزة، بحكم الاحتكاك القريب مع المستوطنين وجنود الاحتلال في نقاط عديدة، ما الذي يضعف عمل الحركة والمقاومة في الضفة؟ وهل من آفاق لتفعيل المقاومة وتعزيز دورها في المواجهة مع الاحتلال؟

أسباب فعالية المقاومة ضد الاحتلال حاضرة في غزة والضفة وأراضي 48 والقدس والخارج، وبالنسبة للضفة الغربية يوجد احتلال عسكري واستيطان مثل السرطان يتمدد في الأرض ويصادر الأرض من الناس، لكن شعبنا في الضفة المرة تلو الأخرى ينهض ضد الاحتلال ويقاتل ويثخن في الاحتلال ويقدم الشهداء، هذا يعني أن أفقنا مستمر في أن نقاتل حتى نقتلع الاحتلال.

تغلغل الاحتلال في الضفة إلى جانب الاستيطان والوجود العسكري والوسائل التقنية الحديثة يضع تحديات أمام عمل المقاومة، ثم هناك الحصار، فالضفة مغلقة من كل الجوانب،يحيطها الاحتلال من 3 جهات، الشمال والغرب والجنوب، والاحتلال موجود داخل الضفة كمستوطنين بمئات الألوف، وكجيش أيضا بأعداد كبيرة، وهذا يشكل تحديا حقيقيا كبيرا، ومع ذلك ينهض شعبنا في كل مرة من الرماد ويقود انتفاضات عارمة تدفع الاحتلال إلى الوراء، لذلك ستستمر المقاومة والانتفاضات مستقبلا، فخلال معركة سيف القدس خرج أبناء شعبنا يوميا في كل قرية ومدينة ومخيم بالضفة الغربية وبكل فصائله إلى الشوارع مؤيدين للمقاومة ويهتفون لها، وخلال 10 أيام قدموا 32 شهيدا ومئات الجرحى.

وهناك معادلة في الضفة يجب أن تكسر، وهي التعلق بأوهام التسوية والحل السياسي، وما يترتب عليه من تنسيق أمني وتعاون وتقييد لقدرات شعبنا. وقد اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ، وكان الموضوع الفلسطيني هامشيا تماما في حين كان الموضوع الأساسي هو موضوع إيران.

ما الجديد في مسار إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية بعد أن ألغاها الرئيس محمود عباس؟ وما خياراتكم لدفعه نحو إجرائها في ظل رفض الاحتلال إجرائها في القدس؟

السيد أبو مازن قرر التراجع عن الانتخابات بعدما اتفقنا عليها، واتخذ موضوع القدس ذريعة تحت شعار لا انتخابات بدون القدس، ونحن نقول لا انتخابات ولا حل بدون القدس، لكن لماذا نخوض المعارك في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح، ثم نريد إذن الاحتلال من أجل إجراء الانتخابات.. يمكننا أن نجري الانتخابات في قلب القدس ورغما عن الاحتلال، فلتحدث معركة وليهاجم الاحتلال شعبنا وهو يمارس حقه الديمقراطي.

نحن نحاور من أجل المصالحة والتوافق الوطني والانتخابات، لكن برنامج المقاومة عندنا لا يتأثر بشيء، لأننا نعتقد أنه جسر النجاة لشعبنا، نحن نعلم أن قوى إقليمية ودولية جاءت إلى رام الله وضغطوا لعدم إجراء الانتخابات، وقالوا بوضوح إن إجراء الانتخابات ستكون عملية انتحارية، وإن حماس ستفوز بها، ولذلك لسنا متفائلين بشأن إجراء الانتخابات في القريب.

هناك أنباء حول اتفاق تبادل أسرى مع الحكومة الإسرائيلية على مرحلتين.. ما صحة هذه الأنباء؟ ومتى نشهد صفقة تبادل نهائية؟ وما أدنى سقف لديكم في أي صفقة قادمة؟

حاول الاحتلال مع نهاية معركة سيف القدس أن يكون موضوع الأسرى جزءا من وقف إطلاق النار وفك الحصار عن غزة، نحن رفضنا هذا الأمر، انطلاقا من أن موضوع صفقة التبادل غير مرتبط بأي شيء آخر، ما زالوا إلى الآن يطرحون هذه الأفكار، لكن موقفنا واضح بأن موضوع الأسرى مسار لوحده.

ونحن مصرون على إنجاز صفقة تشمل معتقلين منذ فترات طويلة، ومحكومين أحكام عالية، والنساء والأطفال والمرضى وكبار السن وجثامين شهداء، لكن التفاصيل التي تخص الأعداد والأسماء متروكة للمفاوضات، جرت وساطات وجولات كثيرة والإخوة المصريين على وجه الخصوص تحركوا في هذا الموضوع، لكن لا يوجد من طرف الاحتلال تقدم جوهري؛ لذلك الحوارات ما زالت تراوح مكانها.

زار رئيس الحركة إسماعيل هنية لأول مرة المملكة الأردنية لتشييع إبراهيم غوشة، ما دلالة ذلك بخصوص العلاقة مع الأردن؟

نحن في حركة حماس حريصون جدا على تطوير علاقة إيجابية مع الأردن، لأن وشائج الترابط بين الأردن وفلسطين كبيرة جدا. وكما تعرفون فإن اليمين الذي يمثل الأغلبية الساحقة في المجتمع الإسرائيلي لم يغير طرحه بأن الحل للقضية الفلسطينية هو بدولة في الأردن، ونحن لدينا موقف واضح بأن لا حل على حساب الأردن أو أي دولة عربية، لأن فلسطين هي حقنا وليس الأردن، الأمر الآخر هو أنه ليس لدينا أي تحسس أو إشكال مع الإشراف الأردني على المقدسات في القدس، ما يهمنا هو أن نقتلع الاحتلال عن المقدسات.

في هذا الوقت الذي توفي فيه المهندس إبراهيم غوشة أحد رموز وقيادات الحركة الأوائل طلب الإخوة الإذن لحضور تشييع جثمانه وأذنت الدولة الأردنية بالحضور للتشييع، والزيارة كانت لمدة يوم ثم تم تمديدها، لكن لا يوجد برنامج سياسي ولم يجر عقد لقاءات رسمية.

صدرت مؤخرا تصريحات من قياديين في الحركة حول الاستعداد لاستعادة العلاقة مع النظام السوري، هل هناك خطوات جادة في هذا الاتجاه؟ وماذا عن الانتقادات الحادة على منصات التواصل حول فكرة العودة للعلاقة مع النظام السوري؟

لا يوجد الآن علاقة مع النظام في سوريا، ولا يوجد أي تطور أو تحرك أو اتصالات في هذا الشأن. وموقفنا المعروف هو أننا لا نتدخل في الصراعات التي تجري داخل الدول العربية أو بين الدول العربية، لأنه ليس من المصلحة أن ننخرط في هذه الصراعات ونترك الاحتلال يعيش بسلام، من الأفضل لنا أن نبقى متفرغين لمقارعة الاحتلال.

كيف تنظرون للتغيير الأخير في إيران، بعد فوز رئيسي المقرب من الحرس الثوري وانسجام المؤسسة التنفيذية مع التشريعية في خط سياسي وفكري واحد؟ وكيف ترون مستقبل العلاقة مع إيران خلال السنوات الأربع القادمة؟

الاتجاهات الإستراتيجية لإيران في سياساتها الداخلية والخارجية مستقرة، والتغير في الإدارات عن طريق انتخاب الرؤساء، إصلاحي أو محافظ، لا يشكل خروجا عن خط الثورة والجمهورية في إيران، لكن هي اجتهادات داخل المنظومة. المنظومة الجديدة هي أكثر انسجاما مع مفاهيم المقاومة عندنا، مقارنة بالمنظومة السابقة ممثلة بالرئاسة، علاقتنا مع إيران ظلت جيدة وممتازة وفي المرحلة القادمة نتوقع أن تكون أكثر متانة.

الجزيرة نت