مسلحون من ثلاثة فصائل : لن نسمح للاحتلال بدخول مخيم جنين تحت أي ثمن

مخيم جنين

رام الله الإخباري

هذا ما قاله المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين والملقب”أبو زياد” لمراسل صحيفة القدس المحلية  ، أثناء قيادته لمناورة وعرض عسكريين ، نفذهما العشرات مما أسماهم ” مقاتلو الكتائب ” مساء يوم الثلاثاء

الماضي، رداً على تهديدات الاحتلال باستهداف المخيم والمقاومة في ظل تصديها لحملاته المستمرة ، والتي استخدمت خلالها الأعيرة النارية والقنابل المصنعة محلياً، وكان آخرها فجر الأحد الماضي، حيث استشهد أربعة شبان من المخيم والمدينة .

أرض المخيم

جريمة الاحتلال ، فجرت أجواء الغضب في جنين ومخيمها وخاصة لدى المقاومة،التي انضم العشرات من مسلحيها لالاف المواطنين الذين شاركوا في “عرس الشهداء والوفاء لدمائهم”، كما قال ممثل الجناح العسكري لحركة “فتح”. وأضاف وهو يحيط به المسلحون:”هذا صوت شعبنا الموحد

 وفي ظل ما ارتكبته الوحدات الخاصة الاسرائيلية على ابواب المخيم وجرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا في غزة والقدس وتحديدا الشيخ جراح، مروراً، بجنين والنقب وبيتا وكل أرجاء الوطن، يعني أن ساعة الحق والشهادة قد دقت، وواجبنا الوقوف للجم المحتل .”

مناورة للجهاد الاسلامي

ولم يختلف موقف ورد فعل “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، التي نظمت مناورة اخرى مساء الاربعاء، بمشاركة مقاتلين من كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، وقال ممثلها صحيفة

القدس ”:”لن يمر ما حدث في جنين دون عقاب ورد بحجم الجريمة، وقرارنا الأول، التمسك بما اعلناه خلال معركة سيف القدس لن نسمح للاحتلال بدخول المخيم مهما كان الثمن، والمقاومة جاهزة لخوض المعركة.” وأضاف”حاول الاحتلال ارهابنا باغتيال القائد جميل العموري والمناضل ضياء الصباريني، لكن هذه السواعد المقاتلة، عقدت العزم على القتال، وسيبقى شعارنا جهاد نصر أو إستشهاد .”

الاحتلال والمقاومة

خلال الشهور الماضية، درج الاحتلال على استهداف نشطاء ومقاومي المخيم وجنين من خلال عمليات خطف مباغتة وسريعة للوحدات الخاصة “المستعربون” على الأطراف وتنفيذ عدة عمليات اعتقال، لكن بحسب متابعين ومحللين ووسائل اعلام محلية، لم يسجل سوى دخول وعملية واحدة للاحتلال في المخيم. وتحولت لاشتباكات مسلحة عنيفة أدت لانسحاب سريع، وبعدها توجهت الحملات الاسرائيلية لمدينة جنين

 فكانت المفاجأة الكبرى للاحتلال، بظهور مجموعات مسلحة جديدة ومشتركة من كتائب الاقصى و”سرايا القدس”، تصدت بشراسة وقوة حتى اعترف قائد الوحدات الخاصة في حديث لوسائل اعلام اسرائيلية حول أحدى العمليات خلال شهر آب بأن”ما حدث من اطلاق نار في جنين ، لم ير مثله سوى في جنوب لبنان عام 2004 .”

وذهب للقول”أكثر من ساعة توقفت الدوريات دون حركة وبقي الجنود داخلها، أمام كثافة النار الذي تعرضنا له من عدة جهات حتى كان من منطقة الصفر.”

تكتيك وأساليب مختلفة

وتعقيباً على هذه التصريحات، والتحريض الاعلامي المستمر في وسائل الاعلام العبرية،قال المقاتل الذي كنى نفسه “أبو جميل” نسبة للشهيد جميل العموري:” تعلمنا الكثير من التجارب السابقة في مواجهة الاحتلال ، وامام كسر حاجز الرعب أو الخوف، تغيرت أساليب القتال وتكتيكنا وتحولت لمواجهة مباشرة رغم ما فيها من مخاطر.”

أما المقاتل الذي أطلق على نفسه لقب أبو الكتائب فقال:” جيلنا لا يعرف سوى المقاومة والبندقية طريقا للنصر، واجمل لحظاتنا عندما نواجه المحتل بنفس السلاح، لم نعد ننام وننتظره طوال الليل حتى يتعلم أن جنين غراد ومخيمها عصيان على الكسر وأرضهما محرمة عليه.”

العملية الأخيرة

في نفس الوقت،لم يتردد الاحتلال في الاعلان عن الاعتراف بخطورة عمليات اطلاق النار التي وقعت في المخيم واستمرت أكثر من ساعة ونصف، عندما تسللت الوحدات الخاصة واحتلت عمارة مرتفعة تطل على المخيم والمدينة، ومن خلالها، تمكن القناصة من اعدام الشهداء: نور جرار ، وصالح أبو عمار ، وأمجد العزمي ورائد أبو سيف. وقال ضابط عسكري في تصريح تناقلته وسائل الاعلام العبرية “واجهنا عشرات المسلحين الذين اطلقوا النار علينا من عدة مواقع في وقت واحد، وبعضهم اقترب من الجنود لمسافة 30 مترا أو نقطة الصفر، كما أطلق قناصة النار علينا لأول مرة في عمليات الجيش.”

هذه التصريحات، ورغم الحزن والغضب بعد قيام الوحدات الخاصة باعدام الشهداء الأربعة ، تثير الحماس والفرحة لدى جيل الشباب الذي أبصر النور خلال أو بعد معركة نيسان الشهيرة عام 2002 ، في المخيم ، وكذلك للمقاومة التي تشعر بمعنويات عالية لجهوزيتها وتطوير قدراتها. وقال الشاب عارف “22 عاماً”: ” ندعم المقاومة التي هي حق مشروع لشعبنا ، فلم يعطينا الاحتلال سوى القتل والسجون والاستيطان والتهويد.”

وأضاف الأسير المحرر أبو شامخ “ليس لدينا ما نخسره ، فالاحتلال دمر عملية السلام ، وما زال يحاصرنا وينهب ويهود أرضنا ، والاوضاع صعبة وقاسية، انهم لا يريدون سوى القضاء علينا، وعلى شعبنا أن يقاوم .”

رسائل تحدي

وبينما تتناقل وسائل الاعلام الاسرائيلية ، صور ما وقع في المخيم من مواجهات وتحدي للاحتلال وسط تحريض على المقاومة، قال الناطق باسم الجناح العسكري لحركة “فتح” :” في كل مرة ، سيجد الاحتلال ردا واحدا ، البندقية والعبوات والزجاجات الحارقة، وأبطال يتسابقون للشهادة، ومهما قدمنا من شهداء لن تنكسر شوكة المقاومة بصمود شعبنا ومقاتلينا ومعركة نيسان خير دليل على قدرتنا على الصمود والمقاومة.”

أما ممثل “سرايا القدس” ، فقال”أمام جرائم الاحتلال والهجمات الشرسة والتهديد بالقتل والاغتيالات، فاننا مع كل أحرار المخيم ، نقف على قلب رجل واحد أمام المحتل.” واضاف” هذه المناورة رسالة تحدي للاحتلال ، نؤكد من خلالها جاهزيتنا لنقدم أموالنا وارواحنا وانفسنا وحتى أبناءنا وأطفالنا ونساءنا للتصدي له ومقاومته، ولن ينال من عزيمة المخيم وابطاله الذين لن ينحنوا للمحتل .”

وحدة السلاح والعتاد

مخيم جنين ، الذي صمدت مقاومته التي توحدت فيها كافة الاذرع العسكرية، أمام الاحتلال وعملية السور الواقي التي قادها شارون في نيسان 2002، لتدمير مقار السلطة واجهاض المقاومة، بعدما وصف المخيم ب”عش

الدبابير”، ما زال الجميع ، يستحضر صور المعركة ويفخرون ويعتزون بالصمود الاسطوي للمقاومة التي قدمت 23 مقاتلاً ضمن شهداء المعركة ال”63″ ، والتي قتل فيها “32” جندياً اسرائيليا باعتراف الاحتلال.

ومع الاستنفار الدائم للمقاومة ، ظهر لأول مرة ، مسلحون من كتائب “القسام”، في المناورة المشتركة مع “سرايا القدس”. وقال المتحدث باسمهم” تهديدات الاحتلال لن ترهبنا ولدينا كل الجاهزية كمقاومة لمواجهته ومواصلة نضالنا وجهادنا حتى النصر.”

صحيفة القدس