شيعت جماهير غفيرة ظهر اليوم الإثنين جثمان المناضلة فاطة الجعفري (75 عاماً) من سكان مخيم الدهيشة للاجئين.
وشارك في تشييع الجثمان المهيب حشد من المسؤولين، بينهم اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، واللواء إسماعيل فراج، رئيس جهاز القضاء العسكري، واللواء زياد هب الريح، رئيس جهاز الأمن الوقائي، ومحافظ بيت لحم اللواء كامل حميد، وقائد بيت لحم العسكري اللواء ناصر عمر، ومدير جهاز الشرطة في بيت لحم العقيد طارق الحاج، والنائب السابق محمد خليل اللحام، وعيسى قراقع رئيس هيئة الأسرى والمحررين.
وانطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية من مستشفى بيت جالا الحكومي، ومن ثم تمت الصلاة على الجثمان في المسجد الكبير بمخيم الدهيشة قبل أن يُوارى مثواه الأخير في مقبرة القبة شمال بيت لحم.
وأُعلنت وفاة الحاجة الجعفري في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عن حياة حافلة بالبذل والعطاء، فقد سبق أن اعتُقلت في سجون الاحتلال مرات عدة، وهي شقيقة الشهيد علي الجعفري، أول شهيد فلسطيني في سجون الاحتلال بفعل التغذية القسرية بعد خوضه الإضراب عن الطعام في سبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى أنها من عائلة مناضلة هُجرت من قريتها رافات، وكان زوجها من المناضلين الذين تصدوا للاحتلال الإسرائيلي، واعتُقل سنوات عدة، كما اعتُقل عدد من أبنائها.
ونعت حركة “فتح” والقوى الوطنية المناضلة أم أحمد التي انتمت إلى حركة “فتح” منذ نعومة أظفارها، وعند بدء انتفاضة الحجارة قامت بنشاطات عدة، وشغلت عضواً في اللجنة الثلاثية من كل الفصائل، تكون مهمتها، واعتُقلت على هذه الخلفية في العام 1988.
وبعد الإفراج عنها، شكلت فاطمة الجعفري لجان شبيبة من الجنسين في كل مواقع الوطن وتشكيل لجنة المرأه للعمل الاجتماعي.
وبعد دخول السلطه أرض الوطن، تم تعيين فاطمة في التوجيه السياسي استمرت في العطاء حتى أن احيلت للتقاعد الوظيفي بتاريخ 2007.
حازت أم أحمد الجعفري على شهادات تقدير عدة من المؤسسات الوطنية، وظل قلبها ينبض حباً لفلسطين وأُمنيتها العودة إلى مسقط رأسها قرية رفات، حيث استمرت بتربية الأجيال تربية وطنية تقوم على حب فلسطين، والعمل من أجلها، إلى أن رحلت بعد رحلة مرض وعلاج.