أضاحي العيد.. المواطنون يشتكون ارتفاع الأسعار

رام الله الإخباري

على امتداد أكثر من شهر، بدأ رافع فقهاء، أحد مربي الماشية في الأغوار الشمالية، باستقبال حجوزات من عدة مواطنين لأضاحي العيد المبارك.
الرجل الذي يسكن في منطقة "الحمة"، المطلة على الشارع السريع الرابط بين شمال الأغوار وجنوبها، قال إن السوق هذا العام مقبول، لكنه ليس كما الأعوام الماضية.
وعزا الرجل الذي يكتسب تاريخا طويلا في تجارة الأضاحي ذلك، إلى ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية.

مواطنون قالوا إن الأسعار هذه السنة مرتفعة ولا تناسب وضعهم الاقتصادي.
تشير الأرقام في مديرية زراعة طوباس والأغوار الشمالية أن الموسم الحالي تراوحت أسعار كيلو الخراف 35 شيقلا -37 شيقلا.

لكن مواطنين من طوباس قالوا لمراسل "وفا" إنهم لجأوا الى شراء العجل بسعر 17- 19 شيقلا لكل كيلو غرام.

يقول مدير الغرفة التجارية في طوباس، معن صوافطة، إن سعر الأضاحي هذا العام مرتفع جدا مقارنة بالأعوام الماضية، وأن هناك قفزة "مزعجة" في سعر أسعار اللحوم من الخراف (..)، ويجب أن يكون السعر في متناول الجميع".
ولتفادي معضلة ارتفاع الأسعار التي تواجه المواطنين، الذين قال عدد منهم لـ"وفا" إنهم يمرون في ظروف اقتصادية صعبة، يشترك عدد منهم في ذبح عجل واحد.

وفي فتوى صادرة عن دار الإفتاء الفلسطينية بخصوص الخراف والعجول المسمنة، فإنه يجوز التضحية بها إذا وضعت مع بنات السن المطلوب ولم نتمكن من تمييزها. وإن مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين أفتى في قراره رقم (52) بجواز التضحية بالخراف والعجول المسمنة، لكونها قد تفوق صاحبة السن بكمية اللحم فتحقق الهدف منها وهو إطعام الفقير.

يقول فقهاء: "ليست كل الماشية تصلح للأضاحي". وفي هذه الحالة يتجه المواطنون في اختيار أضاحيهم إلى مواصفات حددتها الشريعة الإسلامية، من خلال أحاديث نبوية.

ففي الحديث الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "أربعٌ لا تجوزُ في الضَّحايا: العَوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها، والعَرجاءُ البيِّنُ ضَلَعُها، والكبيرةُ الَّتي لا تَنقَى".

واضاف فقها أنه يستبعد من ماشيته التي خصصها لتباع في سوق الأضاحي، وجدت فيها هذه الأمور الأربعة، ويرى أن ارتفاع أسعار الأضاحي خلق لدى المواطنين عزوفا عن شرائها.

وموسم الأضاحي واحد من المواسم النشطة التي يعتمد عليها مربو الماشية في طوباس والأغوار الشمالية، لجني الأرباح.

ويشري بعض مربي الماشية مواشيهم من حظائرها القريبة من خيامهم المترامية في جبال الأغوار، والآخر يذهب بها إلى سوق الحلال في نابلس، وهو سوق شعبي ينشط كل اثنين وخميس، لبيعها بين عدد غفير من المتجولين.
ويعول مالكو الماشية بشكل كبير على ثمن الأضاحي في توفير الأعلاف لماشيتهم، خصوصا في المناطق التي بدأ يفقد فيها الفلسطينيون مراعيهم "عنوة" لحساب المستوطنين.

يقول فقهاء: "لا ترعى ماشيتنا في الجبال لذا نطعمها من الأعلاف.. لكن سعر الأعلاف مرتفع، وثمن الأضاحي يساعدنا على توفيرها".

تقول الأرقام والاحصاءات أنه مجموع عدد الأغنام في طوباس والأغوار الشمالية ما يقارب (45000) رأس، منها 35700 رأس من الضأن، و8650 رأس من الماعز.

ذاتها الأرقام تشير إلى أن الاحتياج من الخراف للأضاحي خلال هذا الموسم في طوباس يقدر بــ 400-550 رأس من الخراف و 70-85 عجل للموسم الحالي .

وفا