لم تصدر له شهادة وفاة ..عائلة الشهيد "بلال رواجبة " لديها هواجس بأـنه على قيد الحياة

الشهيد بلال رواجبة

رام الله الإخباري

في وقفة تضامنية مع الاسرى، وسط مدينة نابلس، تقدمت الجموع طفلتان صغيرتان وقد حملت كل منهما صورة للشهيد بلال عدنان رواجبة من حي “عراق التايه” شرق المدينة.

عرّفت الطفلتان على نفسيهما بانهما (آية) و(سلمى) جوده، وان الشهيد بلال الذي تحملان صوره يكون خالهما.

وقالت احداهما وهي (آية)، إنها تريد ان ترى خالها وانها مشتاقة له جدا وتريد ان تضمه، وبانها لا تعلم ان كان قد استشهد فعلا او أنه ما زال حيا، فيما كررت (سلمى) بانها تريد ان ترى خالها وتقبله وانها تحبه جدا مثلما كان يحبها.

الطفلتان اللتان بدى الحزن واضحا على ملامح وجهيهما، نقلتا ببراءة الاطفال صرخة ألم تعيشه عائلة رواجبة منذ نحو 8 شهور، منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي أذيع فيه نبأ استشهاد ابنهم بلال برصاص الاحتلال عند حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس.

وكانت قوات الاحتلال قد اطلقت النار على رواجبة (29 عاماً) وهو نقيب في جهاز الامن الوقائي بتاريخ 4 /11 /2020، بزعم استلاله مسدسا واطلاقه النار صوب جنود الاحتلال عند الحاجز، وقيل حينها في البداية انه اصيب بجروح خطيرة، ومن ثم اعلن عن استشهاده.

لكن العائلة تشكك في هذه الرواية من اساسها، والتي مصدرها الوحيد هو الاحتلال.

وتقول شقيقة للشهيد بلال كانت ترافق الطفلتين، بانهم لا يعرفون حقيقة ما حصل مع شقيقها، وانهم غير متيقنين من استشهاده، وانه لربما كان جريحا او اسيرا، اذ انه لا يوجد اي جهة رسمية قد ابلغتهم حتى الان باستشهاده، ولذلك لم يستصدروا له حتى الان شهادة وفاة.

وأضافت : “كل ما في الامر ان سلطات الاحتلال قد ابلغتنا عبر الهاتف في يوم الحادث ان بلال جريح. وعندما وصل والدي الى الحاجز تم ابلاغه انه استشهد، لكنه لم يراي جثمان، فقد اختطفته قوات الاحتلال، ومن ثم بدأت وسائل الاعلام بالحديث عن استشهاده، ولكن ما من جهة رسمية أكدت لنا ذلك”.

وأفادت بأنه حتى جهاز الامن الوقائي الذي يعمل فيه بلال، ليس لديه معلومات مؤكدة ان كان قد استشهد اولا، اذ يرفض الجانب الاسرائيلي تقديم اية معلومات ويقول بأن هذا الملف مغلق بالنسبة له.

وتشير الى ان العائلة تابعت الموضوع مع العديد من المؤسسات بما فيها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، ومركز القدس للمساعدة القانونية، والصليب الاحمر، لكن من دون جدوى.

واضافت شقيقة بلال، بأن العائلة قد شرعت منذ عدة ايام بحملة للكشف عن مصيره، وتسليمهم جثمانه ان كان قد استشهد فعلا، حتى يتسنى لهم القاء نظرة الوداع الاخير عليه ومواراته الثرى وفق الشريعة الاسلامية، وحتى يكون له قبر تستطيع ابنته (جوان) ابنة العشرة شهور ان تزوره عندما تكبر وتقرأ له الفاتحة.

وكانت (جوان) وهي الطفلة الوحيدة لبلال، بعمر شهرين فقط عندما استشهد والدها، وقد بدأت حديثا تتمتم “بابا..بابا”، وهي كلمات تعمق الجرح النازف للاسرة المكلومة.

وتناشد شقيقة بلال العالم الحر والمؤسسات الحقوقية والهيئات الدولية وفي مقدمتها “الصليب الاحمر” بالضغط على الاحتلال للكشف عن مصير شقيقها، وتسليم جثمانه ان كان قد استشهد فعلا. كما طالبت هذه الجهات بالعمل من اجل استعادة كافة جثامين الشهداء المدفونة في مقابر الارقام او المحفوظة في ثلاجات الموتى لدى الاحتلال.

وتنشط عائلة رواجبه هذه الايام في حملتها للكشف عن مصيره، وبات منزلها في حي عراق التايه شرق المدينة مقصدا للوفود التضامنية والحقوقية ولوسائل الاعلام المختلفة، فيما تؤكد العائلة مضيها في حملتها.

وقال عدنان رواجبه (والد الشهيد بلال) بأنهم يعتبرون ابنهم بمثابة “الشهيد الحي” لانهم غير متيقنين من مصيره. واضاف: “ان كان بلال قد استشهد حقا فأنا فخور به، لأن الشهداء قناديل في سماء الوطن، لكن من حقنا ايضا كبشر ان نودعه ونكرمه بدفنه وفق ديننا وشريعتنا وتقاليدنا”.

وتابع بأن المطالبة باسترداد جثامين الشهداء هي واجب على كل حر وشريف، ويجب ان لا تبقى جثامينهم الطاهرة محتجزة لدى الاحتلال، داعيا المؤسسات الحقوقية والهيئات الدولية للقيام بدورها في هذا المجال.

من ناحيتها، قالت والدة الشهيد بلال والتي لم تتوقف عن البكاء منذ ثمانية شهور، بان جرحها سيظل نازفا حتى معرفة مصير ابنها، مؤكدة ان لديها هاجسا بانه ما زال حيا.

القدس دوت كوم