تحرك أمريكي مفاجئ لإحياء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"

كشفت مصادر عربية رفيعة المستوى عن تطور مفاجئ طرأ على ملف مشروع التسوية والمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية المُجمد منذ سنوات طويلة، ومحاولة أمريكية لإحيائه من جديد، رغم عدم نضوج الظروف السياسية المحيطة بتفعيل هذا الملف الشائك والمعقد.

المصادر أكدت في تصريحات لـ”رأي اليوم”، أن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لوفد أمني وسياسي رفيعي المستوى من واشنطن بالتوجه إلى المنطقة، ومحاولة إجراء لقاءات مع الجهات العربية والفلسطينية والإسرائيلية لجس النبض حول إمكانية تحريك ملف المفاوضات وإحياء مشروع التسوية من جديد.

وذكرت أن الوفد الأمريكي سيتوجه إلى المنطقة خلال نهاية شهر يوليو/ تموز الجاري، وستحط أولى رحلاته في العاصمة المصرية، وسيجري هناك لقاءات مع جهات أمنية وسياسية، لمناقشة كيفية إعادة الخطوة الأولى لمشروع التسوية لمساره من جديد، وتقريب وجهات النظر حول الوصول لنقطة مشتركة تساعد في تفتيت الجمود الحاصل في هذا الملف.

“الوفد الأمريكي الذي لم يكشف عن أسماء أعضائه حتى هذه اللحظة، سيتوجه إلى العاصمة الأردنية عمان، وكذلك سيتوجه للقدس، وفي حال نضجت الظروف قد يجري لقاءات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس داخل مقر المقاطعة في مدينة رام الله بالضفة الغربية”، تضيف المصادر.

وتشير إلى أن الزيارة سيسبقها اتصالات مكثفة من الجانب الأمريكي مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، للتجهيز لها ووضع الخطوط العريضة الأولية لأي تحرك أمريكي بهذا الملف الشائك، لضمان نجاحه والحصول على عدم وموافقة كل الأطراف والانطلاق من عند آخر نقطة تم الانتهاء عندها في المفاوضات التي كانت خلال عام 2014.

وكشفت المصادر كذلك إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يدعم أي تحرك عربي أو أمريكي لإعادة تحريك ملف المفاوضات المجمد، وسيأمر خلال الأيام القليلة المقبلة بتشكيل وفد تفاوضي جديد، وسيضم شخصيات أمنية وسياسية وقيادية من حركة “فتح”.

وأبدى الرئيس الفلسطيني سابقا استعداده للمشاركة في “مؤتمر دولي للسلام، تحت مظلة الأمم المتحدة، تنطلق بناء عليه مفاوضات جادة (مع إسرائيل)‎ وفق مبادرة السلام العربية”، وفي شهر مارس الماضي، عقد مبعوثو الرباعية الدولية اجتماعا افتراضيا للبحث في سبل “العودة إلى مفاوضات هادفة تؤدّي إلى حل الدولتين”.

في المقابل، قالت القيادة الفلسطينية إنها مستعدة للعمل مع الأطراف الدولية، وتحديدا اللجنة الرباعية الدولية، “للتوصل إلى حل سياسي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل”.

وبدأت الإدارة الأمريكية تنتقل “من مرحلة الخطاب إلى الأفعال”، خاصة بعد قرار واشنطن باستئناف المساعدات المالية للاجئين الفلسطينيين.
وتوقفت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أبريل/ نيسان 2014، لعدة أسباب بينها رفض إسرائيل إطلاق سراح معتقلين قدامى، ووقف الاستيطان.