صحيفة: أمام التهديد الديمغرافي..ياسر عرفات كان أكثر وعياً بالمستقبل من رابين وبيرس

عرفات

تساءل الكاتب الإسرائيلي "آفي بار ايلي" في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عن نظرة الرئيس الفلسطيني الراحل إلى التهديد الديمغرافي خلال المستقبل، وهل كان أكثر وعيا بالمستقبل من الرئيسين الإسرائيليين السابقين رابين وبيرس.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن المنافسة الديمغرافية باتت تعتبر لب النزاع في فلسطين، خصوصا وأنه نزاع على الحدود، والدين، والثقافة واللغة، مبينا أنه نزاع قومي في أساسه، وساحته الرئيسة ديمغرافية.

وأضاف: "استراتيجيتنا ملزمة بأن تكون توسعاً ديمغرافياً ومنع الهجرة العربية الإسلامية إلى البلاد. إذا لم نفهم بأن الانتصار في النزاع يهودياً، أو عربياً ليس عسكرياً بل ديمغرافي، فسنخسر المعركة".

وتابع: "ما هكذا فكر عرفات ورجاله، لقد أدركوا أن المنافسة الديمغرافية هي الحاسمة، وأحد الطرفين سينتصر فيها وليس الجميع، ويعلقون آمالهم بالهجرة من الأغلبية الديمغرافية العربية الإسلامية الهائلة التي في محيطنا، ولا سيما الآن، حين تهبط معدلات الولادة العربية".

وأوضح "آفي بار ايلي" أن عرفات كان أكثر عمقاً وواقعية في فهمه من رابين وبيرس، مبينا أن نمط النزاع ثابت، حيث أنه وحتى 1948 حصلت ضغوط هجرة هائلة لليهود من أوروبا، عقب تعاظم اللاسامية وإغلاق بلدان هجرة أخرى في وجوههم.

وتابع: "من ناحية ديمغرافية، كانت الحرب في 1948 نتيجة مأساوية وضرورية للتهديد الديمغرافي اليهودي على العرب وللحاجة الحيوية لمئات آلاف اليهود للهجرة من أوروبا ومن البلدان الإسلامية إلى فلسطين".

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن التهديد الديمغرافي بات متبادلاً، مبينا أنه لهذا السبب لم تسمح "إسرائيل" للاجئين العرب بالعودة.

وذكر الكاتب أن اتفاقات أوسلو قامت على وهم بأن التقسيم يزيل التهديد الديمغرافي الفلسطيني، بينما أنسال اللاجئين الفلسطينيين لن يعودوا إلا إلى فلسطين.

واعتبر أن هذا كان إخفاقاً فكرياً سائباً، مشددا على أنه لا يمكن منع تسلل ديمغرافي فلسطيني إسلامي إلى داخل "إسرائيل".