أكدت مصادر فلسطينية، لـ"العربي الجديد"، مساء الثلاثاء، أنّ الفصائل التي التقت في مكتب رئيس حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار، بدعوة منه لمناقشة التطورات السياسية والأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، والتي لم تنته عقب وقف إطلاق النار، اتفقت على إعطاء الوسطاء "مهلة" قبل أي تصعيد.
وذكرت المصادر أنّ الوسطاء كانوا قبل ذلك طلبوا بعض الوقت للحديث مع الاحتلال الإسرائيلي، للعودة لتفاهمات كسر الحصار، بدعوى أنّ الحكومة الجديدة في إسرائيل "ليست مستقرة وتحتاج لبعض الوقت"، غير أنّ الفصائل أكدت للوسطاء أنّ هذه المهلة لن تطول.
ولوّح السنوار، أمس الإثنين، بالتصعيد الحدودي مع الاحتلال عقب رسائل نقلها المبعوث الأممي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، والتي بدا منها تراجع إسرائيلي عن تفاهمات كسر الحصار التي أبرمت قبل نحو ثلاث سنوات خلال مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود مع الأراضي المحتلة.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، لـ"العربي الجديد"، إن الوسطاء المصريين قدموا خارطة طريق باتجاه البدء في كسر الحصار وبداية الإعمار، وإنّ "المقاومة والقوى ستراقب عن كثب تنفيذ هذا الأمر، وستقول كلمتها".
وأضاف مزهر أنّ "هناك إجماعاً وطنياً على أنه يجب إنهاء حصار غزة الظالم"، وأنّ ما لم يستطع "العدو الصهيوني" تحقيقه خلال العدوان الأخير على مدار 11 يوماً من القتل والهدم والبطش بالشعب الفلسطيني "لن يستطيع تحقيقه بليّ ذراع الفصائل والشعب الفلسطيني".
وفي السياق، أكد مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم (أبو مجاهد)، عقب اللقاء في بيان، أنّ "محاولات الابتزاز وسرقة انتصار "سيف القدس" لن تمر، وسندافع عن حقوق شعبنا وسنحمي المقدسات".
وقال أبو مجاهد: "ننتظر رد الوسطاء على قائمة مطالب المقاومة، وفي مقدمتها وقف العدوان في القدس ورفع الحصار عن قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ "الفصائل لن تقبل خلط الأوراق وتداخل الملفات، وقضية الجنود الأسرى ملف وطني بامتياز ملك أسرانا وعوائلهم من أجل انتزاع حريتهم رغم أنف السجان الصهيوني".
وأضاف أنّ "إعمار غزة سيتم وفقا لآلية وطنية، ولن نسمح للاحتلال بالتدخل في هذا الشأن"، مشدداً على أنّ "الاحتلال يعرض وقف إطلاق النار للانهيار، ومقاومتنا جاهزة للمواجهة على امتداد الوطن".