جدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الأربعاء، التأكيد على أن معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال هي معركة على الارض والانسان والمال والرواية والمعلومة.
وأوضح اشتية خلال وضع حجر الأساس لجامعة نابلس للتعليم المهني والتقني، أن التكنولوجيا وأدواتها ومحتواها قد أوصلت فلسطين الى العالمية وظهر انعكاس ذلك في شوارع المدن العالمية.
وقال اشتية: "جئنا لتكريم نابلس بما تستحق من خلال وضع حجر الاساس لجامعة تحمل اسم نابلس"، مبينا أن الجامعة تحمل اسم نابلس تكريما لأهلها وشهدائها، لما تشكله نابلس من اثر في الجغرافيا والاقتصاد الوطني والحالة النضالية.
وأضاف رئيس الوزراء: "هذه الجامعة ستكون لكل ابناء فلسطين، وستكون عنوانا للمهنية العالية والاداء المتميز، مبينا أنها ستقوم على مساحة اجمالية 350 دونما في قلب نابلس، موجها الشكر لاصحاب الاراضي الذين تعانوا مع الحكومة من اجل استملاك اراضيهم، متعهدا بايفاء الحكومة بكل التزاماتها المالية تجاههم".
وأشار إلى أن قرار الحكومة بإنشاء هذه الجامعة انطلق من قناعاتها الراسخة بضرورة اعادة صياغة حلقات التعليم الاكاديمية والمهني عموديا والعام والخاص افقيا، مع الحرص على تعزيز وتطوير التعليم المهني والتقني بما يشمل الكوادر البشرية الفنية المدربة والمؤهلة لدخول سوق العمل، والاستجابة لاحتياجاته من حيث الطلب وتزويده بالجديد من حيث العرض، وذلك انسجاما مع الخطة التنموية للحكومة والاستراتيجيات القطاعية والتنمية بالعناقيد.
وأكد اشتية أن هذا القرار جاء استنادا الى رؤية شاملة لتطوير راس المال البشري واستراتيجية التعلم مدى الحياة، حيث قررت الحكومة انشاء الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني لتكون المظلة الوطنية الموحدة لمعالجة تشتت وتبعثر ادوات التطوير والتخطيط لهذا القطاع.
وتابع اشتية: "استطعنا جعل امر وجود هذه المظلة الراعية والناظمة لعمل قطاع التعليم الفني والتقني امرا واقعا"، معبرا عن تطلع الحكومة الى ان تخدم هذه القرارات التي طال انتظارها من قبل الشركاء والمانحين الداعمين،
تعزيز رفد سوق العمل الوطني والاقليمي والدولي بالكفاءات المطلوبة والمؤهلة لقيادة عملية التنمية الوطنية، من اجل الوصول الى معادلة التلاقي بين التعليم والتدريب المهني والتقني من جهة وسوق العمل والصناعة والانتاج من جهة اخرى.
وشدد رئيس الوزراء على حرص الحكومة على تمكين الشباب ليكونوا رياديين ومبدعين ليتسلحوا بمهارات خلق فرص عمل لأنفسهم ولغيرهم ولانشاء القطاع الخاص المفضي للتمكين الاقتصادي من اجل ملاقاة المتطلبات التكنولوجية المتسارعة.
كما شدد اشتية على التزام الحكومة بتوجيهات الرئيس لدعم تكنولوجيا المعلومات بما يخدم هذه التوجهات.
وتابع اشتية: "خلال جولتي الاخيرة لعدد من الدول العربية، وجدت أن أسواق العمل العربية خاصة في دول الخليج تحتاج الى الاطباء والممرضين والمحاسبين ورجال القانون والقضاء".
وأوضح أن المعلم والطبيب الفلسطيني كان خير سفير لفلسطين ينقل روايتها ومعاناتها للخارج، وعندما انحسر الوجود الفلسطيني في دول الخليج اصبحت الرواية منقوصة.
واستدرك اشتية: "لكن ما رأيناه من اصرار في دولنا العربية على الوقوف مع فلسطين هو بلسم لنا في المعاناة الفلسطينية".
أما محافظ نابلس اللواء ابراهيم رمضان، فقد أكد على استمرارهم في انشاء طريق للتحرير والعودة رغم كل المعيقات، مؤكدا على أن هذا الصرح العلمي الكبير دليل على اصرارنا على التحرير والعودة رغم انف الاحتلال وجبروته.
من جانبه، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. محمود ابو مويس أن الوزارة تعمل على مبدأ واضح وهو محاربة البطالة بالتقننة ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة بالرقمنة.
وأضاف أبو مويس: "ان الوزارة تسير على قاعدتين، أولاهما هي الانتقال من التعليم الى التعلم، ولهذا ألغت اكثر من 200 برنامج تقليدي واستبدلتها ببرامج تكاملية، واستحدثت برامج جديدة يتطلبها سوق العمل".
وتابع: "أما القاعدة الثانية فهي الانتقال من الاحتياج الى الانتاج عبر التعليم التقني، ولهذا قررت الحكومة انشاء الهيئة الوطنية للتعليم المهني والتقني وانشاء جامعة نابلس للتعليم المهني والتقني والتي ستفتح الابواب امام جميع الدرجات والفئات والاعمار للتدرج من درجة دبلوم مهني الى الدكتوراه، اسوة بنظيراتها في التعليم الاكاديمي، لاضفاء اهمية على هذا النوع من التعليم الذي له دور اساسي في تخفيض البطالة وتحقيق التنمية المستدامة".
وفي ذات السياق، تحدثت وزير الصحة مي الكيلة، عن كلية ابن سينا العريقة التي انشئت عام 1969 تحت اسم "كلية ابن سينا للتمريض والقبالة" كأول كلية حكومية تمنح درجة الدبلوم في القبالة للاناث، ثم بدأت بمنح درجة الدبلوم في التمريض للذكور والاناث عام 1971 ، وفي عام 1997 بعد اخذ الاعتماد من وزارة التعليم العالي بدأت تمنح درجة البكالوريوس في علوم التمريض والقبالة وحصلت على اعتماد الدبلوم في التخدير، وتمريض حديثي الولادة، والقبالة المجتمعية.
واشار الت الى ان هذه الكلية ترفد الوزارة بالخريجين المؤهلين في جميع المستشفيات والعيادات في ارجاء الوطن، وتقوم بتأهيل وتجسير الممرضين من حملة الدبلوم للحصول على البكالوريوس، وفي عام 2009 اصبحت كلية ابن سينا للعلوم الصحية والتي بلغ عدد خريجيها 1100 طالب وطالبة في دبلوم التمريض والقبالة، و1300 طالب وطالبة في درجة البكالوريوس في التمريض والانعاش والقبالة المجتمعية والتخدير.
وقالت ان الوزارة تطمح لكي تصبح كلية ابن سينا رائدة وطنيا وعربيا ودوليا في برامج التمريض والقبالة وتعزيز مبدأ التعليم والتدريب العملي والنظري والمستمر لطلبتها ومدرسيها وتخريج الخبراء في مجال التمريض والقبالة.
وبينت ان من الاهداف التي وضعتها الوزارة للكلية الحفاظ على اعلى المعايير التعليمية من التميز والاحتراف وفقا للمعايير الصحية الوطنية والدولية وانسجاما مع توجهات وتعليمات منظمة الصحة العالمية، وتوفير فرص التعليم التي تمكن الطلاب من تطوير قدراتهم وتقديم رعاية صحية آمنة وذات جودة عالية ضمن المبادئ الاخلاقية المتفق عليها للمهن الصحية.
من ناحيته، قال رئيس جامعة نابلس د. رزق سليمية أن فكرة تأسيس جامعة نابلس جاءت استجابة لادراك الحكومة الحالية لاهمية التعليم والتدريب المهني والتقني ودوره في جسر الهوة بين مخرجات التعليم والتدريب والاحتياجات الفعلية لسوق العمل، ولكي تحاكي المتغيرات المستقبلية وتساهم في خفض معدلات البطالة بين الشباب وتعظيم الانتاجية وتحسين القدرة التنافسية وزيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة.
وأضاف: ان انشاء هذه الجامعة ليس لتكون الجامعة رقم 20 في فلسطين، بل لتكون الرقم 1 في مجال التقانة والمهننة والتدريب، لايجاد كادر مهني وتقني مبني على المهارات والكفايات يواكب رؤية هذه الحكومة في انموذج التنمية بالعناقيد.
وتابع: "رؤيتنا مبنية على اكمال ما هو موجود والبناء عليه، وليس منافسة الجامعات الوطنية الأخرى".
وأوضح أن كلية ابن سينا ستقام على 140 دونما، وستكون الجامعة الذراع التنفيذي والتطبيقي لاستراتيجيات الهيئة الوطنية للتعليم التقني والمهني.
واستعرض فلسفة الجامعة واهدافها ومنهجية الدراسة فيها، مبينا ان هناك خمس كليات مقترحة، أولها كلية ابن سينا، وهي كلية قائمة لكن قررت الحكومة نقلها ماليا واداريا الى جامعة نابلس، وستضم برامج مختلفة عن البرامج التقليدية، مثل تقنيات التصوير الطبي والعلاج بالاشعة، والتاهيل العلاجي الطبيعي، والتمريض المنزلي، وتمريض الطوارئ، وتمريض حديثي الولادة والاطفال.
كما ستضم الجامعة كلية الهندسة التقنية والتطبيقية، وكلية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكلية الهندسة والموارد الطبيعية والاستدامة، وكلية المهن والحرف.