هارتس: احتمالات التصعيد بغزة أعلى من التهدئة وضغوط كبيرة تمارسها مصر على حماس

الحرب على غزة

​رغم أن إسرائيل بادرت إلى العدوان على غزة، الشهر الماضي، والليلة الماضية أيضا، من خلال استفزازاتها في القدس المحتلة، إلا أنها لم تحقق الردع مقابل حركة حماس وباقي الفصائل في قطاع غزة، ولا يتوقع أن تحققه وفقا لمحللين عسكريين في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأربعاء.

وشدد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، على أن "الهدف الأصلي لمسيرة الأعلام الثانية في القدس، التي تم التخطيط لإجرائها الأسبوع الماضي، كانت تكرارا لأحداث 10 أيار/مايو: إثارة غليان في

العاصمة، إشعال رد فعل متسلسل في قطاع غزة، وبذلك يتم تشويش الأجندة السياسية والتخريب مجددا في محاولات تشكيل حكومة بدون بنيامين نتنياهو.

وعندما اتضح لنتنياهو، الذي كان لا يزال رئيسا للحكومة حينها، أن الخطة لن تنجح وأن جهاز الأمن يعارض المسيرة بمسارها الأصلي، جرى استخدام الخطة رقم 2. تأجلت المسيرة إلى الأمس، كلغم جانبي في طريق الحكومة التي تشكلت رغم أنفه".

واعتبر هرئيل أن "حكم حماس في غزة أرسل تهديدات في الأيام الأخيرة، لكنه استخدم لغة ضبابية مختلفة عن تلك التي استخدمها قبل أكثر من شهر، عشية إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه القدس".

وأضاف أن "لحماس مصلحة بالحفاظ على معادلة الردع مقابل إسرائيل، التي خدمتها جيدا في جولة القتال الأخيرة، فقد وضعت نفسها كحامية للقدس وكمن بمقدورها الرد عسكريا، باسم الفلسطينيين، على خطوات إسرائيلية في المدينة".

وتابع هرئيل أنه "لدى حماس أسباب أخرى للغضب على إسرائيل: تأخير إدخال المنحة المالية الشهرية من قطر وحقيقة أن قسما من المعابر ما زال مغلقا، لأن إسرائيل تطلب ربط تسهيلات أخرى بقضية الأسرى والمفقودين.

ومن الجهة الأخرى، ثمة شك إذا كانت عملية عسكرية أخرى للجيش الإسرائيلي تخدم حاليا مصالح حماس.

ففي الخلفية، تمارس على قادة حماس ضغوطا كبيرة من جانب المخابرات المصرية من أجل الامتناع عن تصعيد جديد".

وفيما تم إطلاق بالونات حارقة من القطاع باتجاه "غلاف غزة" وتنظيم مظاهرات صغير عند السياج الأمني المحيط بالقطاع، اعتبر هرئيل أنه "ليس مستبعدا أن حماس تدرس خطوة أخرى أبعد مدى، مثل إطلاق قذائف صاروخية معدودة باتجاه جنوب البلاد، وبالإمكان دائما اتهام فصيل فلسطيني صغير بإطلاقها".

وأشار هرئيل إلى أنه في أعقاب العدوان على غزة، الشهر الماضي، "كبلت الحكومة المنتهية ولايتها وقادة جهاز الأمن الحكومة الجديدة، عندما أعلنوا أن إسرائيل تسعى إلى ترسيخ معادلة ردع جديدة في القطاع، وأن الوضع الذي كان سائدا لن يسود أكثر بعد الآن".

واعتبر أنه "ليس بإمكان رئيس الحكومة الجديدة، نفتالي بينيت، أن يسمح لنفسه بأن يبدو كمن يضبط نفسه إزاء استفزازات من جانب حماس، في الوقت الذي يحاصره نتنياهو من اليمين ومن مقاعد المعارضة".

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن "مسيرة الأعلام في القدس قد تكون العامل المسرع والمفجر الذي قد يقود إلى تصعيد سريع مقابل غزة، لكنها بكل تأكيد ليست السبب الوحيد.

وحتى إذا استمروا في تسويق عملية حارس الأسوار العسكرية أنها كانت ناجحة جدا وحققت إنجازات غير مألوفة في المستوى التكتيكي، فإنه لا يمكن اعتبارها أنها بهذا الشكل في المستوى الإستراتيجي، إلا إذا انتهت بإنجاز سياسي واضح لإسرائيل".

وأضاف ليف رام أنه "من الناحية الفعلية، ومن دون مسيرة الأعلام أيضا، الاتجاه هو نحو تصعيد آخر أكثر من احتمالات التهدئة. فقد مرّ شهر تقريبا منذ العملية العسكرية وإنجاز كهذا لا يشاهد في الأفق.

وحقيقة هي أنه بالأمس انشغلنا باستئناف إرهاب البالونات والحرائق في غلاف غزة وما إذا كانت ستطلق حماس أو لن تطلق قذائف صاروخية، وجرى نصب القبة الحديدية بشكل واسع، وتم تغيير مسارات هبوط الطائرات في

مطار بن غوريون لأسباب عسكرية. وهذه الأمور مجتمعة من شأنها أن تدل على وجود مشكلة: العملية العسكرية انتهت من دون أن تثمر عن إنجاز سياسي واضح".

وأشار إلى أن مسألة ردع حماس "معقدة جدا في التحليل الاستخباراتي"، وأنه لا تزال هناك علامات استفهام، "خاصة بكل ما يتعلق بمنظومات القذائف الصاروخية في قطاع غزة".

ووفقا لليف رام، فإن تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، حول تشديد الغارات في القطاع، "يتوقع أن تخضع لامتحان في الفترة القريبة المقبلة، فيما واضح أن احتمالات تصعيد كبير أكبر من احتمالات نجاح المصريين أو وسيط آخر بتحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد".