افتتحت جامعة بيرزيت، اليوم الثلاثاء، محطة طاقة شمسية بقدرة 1 ميغاواط، والتي عملت على تطويرها وتشييدها شركة "قدرة" لحلول الطاقة المتجددة بالتعاون مع شركة كهرباء محافظة القدس، وفق نموذج التأجير
التمويلي المنتهي بالتملك، والذي سيمكّن الجامعة من امتلاك طاقة نظيفة ومستدامة ومنخفضة التكلفة.
وستُسهم المحطة في تغطية معظم احتياجات الجامعة من الطاقة الكهربائية حتى تتمكن من رفد مبانيها ومختبراتها ومختلف الأقسام الداخلية بالكهرباء.
وأكد رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت حنا ناصر، خلال حفل الافتتاح، أن الجامعة تكون قد حققت بإنشاء محطة الطاقة الشمسية ثلاثة أغراض أساسية: ساهمت بصورة فعلية في المحافظة على البيئة النظيفة، وعملت على تخفيف الاعتماد على الكهرباء التي تردنا من إسرائيل، وساهمت في تخفيض الكلفة الكهربائية للجامعة.
وأضاف: "بهذه الإيجابيات أتطلع لأن تزداد هذه المحطات في الوطن في جميع المؤسسات والمنازل، بحيث يكون الاعتماد على الشمس أكثر ما يمكن. ولحسن الحظ فإن الشمس لا تخضع لسيطرة الاحتلال".
بدوره، أشاد نائب محافظ رام الله والبيرة حمدان البرغوثي بالإنجازات التي يحققها القطاع الخاص بالشراكة مع مختلف المؤسسات التعليمية، معربًا عن فخره لافتتاح المحطة والتي ستسهم في تقليل الاعتماد على الخارج من الطاقة الكهربائية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة "قُدرة" لحلول الطاقة المتجددة عنان عنبتاوي، والتي تأسست بمبادرة مشتركة من الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات (نابكو) ومجموعة بنك فلسطين، أنّ مشروع محطة
الطاقة الشمسية بقدرة 1 ميغاواط، يُعدّ أحد المشاريع الرائدة التي شرعت الشركة بتنفيذها منذ العام الماضي، حيث قامت بتطوير وتشييد محطة طاقة شمسية لصالح هيئة كهرباء يعبد بقدرة 1 ميغاواط والتي تم تشغيلها مؤخرًا
لتخدم أكثر من 20 قرية وتجمعا سكانيا في المنطقة، إضافة إلى مشروع محطة طاقة شمسية لصالح بلدية جلبون بقدرة 250 كيلوواط والتي تم تشغيلها العام الماضي، إلى جانب عدد من المشاريع الحديثة التي باشرت الشركة أعمال التصاميم والتخطيط لها.
وأوضح عنبتاوي أن المحطة ستُسهم بإمداد الجامعة بطاقة كهربائية تغطي معظم احتياجات الجامعة، وبما يمكنها من تقديم خدماتها الأكاديمية معتمدةً على طاقة نظيفة ومستقرة ومنخفضة التكلفة، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود والعمل بإطار من الشراكة ما بين كافة الجهات ذات الاختصاص ومكونات قطاع الطاقة الفلسطيني، من أجل تعزيز البيئة المحفّزة والحاضنة للطاقة المتجددة وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع، بما سيسهم في تحرير قطاع الطاقة من سيطرة الجانب الآخر، وفرض السيادة الفلسطينية على هذا القطاع.
بدوره، دعا مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث الطاقة والبيئة في سلطة الطاقة والموارد الطبيعية باسل ياسين إلى الاستثمار في مثل هذه المشاريع الاستراتيجية "حتى نستطيع الانفكاك تدريجيًا عن الاعتماد كليًا على الجانب
الآخر في تزويد سلعة الكهرباء، والذي يعمل جاهدًا على احتكار هذه السلعة من حيث التحكم بالقدرة المزودة وفرض الأسعار العالية لشرائها"، مؤكدًا أن سلطة الطاقة تعمل جاهدة على تطوير المصادر المحلية من الطاقة المتجددة، ودراسة البدائل المختلفة لتأمين مصادر مستدامة من الطاقة.
من جهته، بين رئيس مجلس الإدارة ومدير عام شركة كهرباء محافظة القدس هشام العمري أن المشروع يخدم أهداف تنويع مصادر الطاقة والذي يعد خطوة في الاتجاه الصحيح للنهوض بقطاع الطاقة الفلسطيني، عبر تشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة في فلسطين، بهدف سد العجز في الطاقة، وتقليل الاعتماد على استيراد التيار الكهربائي من المزود الإسرائيلي، بما يحقق الأمن الكهربائي للمواطن الفلسطيني.
وأضاف العمري أن مثل هذه المشاريع تعزز من جودة خدمات الكهرباء في فلسطين، لا سيما مع تزايد الطلب على هذه السلعة الحيوية، وأيضًا في ظل ارتفاع معدلات النمو السكاني والعمراني، وتحكم الجانب الإسرائيلي بالموارد والمصادر الطبيعية والطاقة، إضافة إلى محدودية المصادر، وزيادة التنافس عليها مع ارتفاع الطلب على الكهرباء.
من جانبه، أوضح رئيس جامعة بيرزيت عبد اللطيف أبو حجلة أن الجامعة عملت منذ سنوات على تعزيز استثمار الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، وقد قطعت شوطًا مهمًّا في هذا المجال، إذ أنشأت في عام 2013 أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية بقوة 50 كيلو واط، وواصلت المضيّ في هذا النهج، ليبلغ عدد المحطات 6 محطات، بقوة إنتاجية تبلغ 684 كيلو واط.
وأضاف أبو حجلة: "يأتي افتتاح هذه المحطة اليوم، بالتعاون مع شركة قُدرة ليشكّل إضافة مهمة في مسعى جامعة بيرزيت لتعزيز ثقافة التوجه إلى الطاقة النظيفة، لا سيما في ظل انحسار الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة التقليدية، وليشكّل نقلة نوعية في اعتماد الجامعة على الطاقة الشمسية، بحكم كون هذا المشروع قادر على توليد طاقة كهربائية بقدرة 1 ميجا واط".
وبين أن افتتاح هذا المشروع جاء مع بدء جامعة بيرزيت هذا الفصل الأكاديمي بقبول أول دفعة ببرنامج ماجستير إدارة الطاقة المتجددة الذي تم اعتماده حديثًا، وعملها على استحداث واعتماد برنامج دبلوم متوسط في الطاقة البديلة لتجمع بين الدور الأكاديمي الرائد، والممارسة العملية.
___