عملاء مخابرات بريطانيون: تسرّب كورونا من مختبر بووهان احتمال كبير.. واشنطن ولندن تحققان معاً

المخابرات البريطانية وتسرب كورونا

كشف عملاء بريطانيون لصحيفة The Times، السبت 29 مايو/أيار 2021، عن اعتقاد سائد في أوساط المخابرات البريطانية بأنه "يُحتمل" بدرجة كبيرة أن يكون الوباء العالمي الذي تسبب به فيروس كورونا، قد بدأ بعد تسربه من مختبر أبحاث صيني.

التصريحات التي أدلى بها عملاء المخابرات البريطانية تأتي ذلك في خضم تصعيدٍ كبير للتوتر مع بكين، مع تواتر الشكوك حول احتمال أن يكون فيروس كورونا قد تسرب من "معهد ووهان لأبحاث الفيروسات"، فيما تصر بكين على أنه ليس مصدر الفيروس الذي تسبب في وفاة أكثر من 3.5 مليون شخص، ومازال يجتاح العالم.

يُشار إلى أن دعم تلك الشكوك والتحقيقات حولها تزايدت مع انتشار الجدل حول مزاعم بإسكات الصين للعلماء الذين أرادوا إجراء تحقيق في فرضية تسرب الفيروس من مختبر صيني.

احتمال قوي 

على مدار ستة عشر شهراً، منذ أن أكدت الصين لأول مرة أن أشخاصاً لديها ينقلون إلى بعضهم بعضاً عدوى الإصابة بفيروس جديد ومميت في مدينة ووهان، بدا أن وكالات الاستخبارات البريطانية والأمريكية وغيرها من الوكالات الغربية تستبعد احتمال أن يكون معهد ووهان لأبحاث الفيروسات له دور جدي في الوباء.

حيث تعاملت الاستخبارات الغربية، ومنها الاستخبارات البريطانية، في البداية، على أن الاحتمال لا يزيد عن كونه احتمالاً "بعيداً" فقط أن يكون الفيروس قد تسرَّب من المختبر، حيث تجري هناك أبحاث على فيروسات كورونا مشتقة من الخفافيش، وإحدى هذه السلالات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسلالة فيروس "كوفيد 19". 

ومع ذلك، فإن مصادر الآن بدأت تكشف عن أن الاحتمال الذي كان مستبعداً خضع لإعادة تقييم، وبات يُعتقد الآن أن احتمال تسرب الفيروس من المختبر "احتمال ممكن".

بريطانيا تدعم أمريكا 

في الأسبوع الماضي، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن وكالاته الاستخباراتية بالتحقيق في فرضية تسرب الفيروس، وغيرها من المصادر المحتملة للفيروس، وإبلاغه بالنتائج في غضون 90 يوماً، فيما قالت الصحيفة إن الاستخبارات البريطانية تعمل على هذه القضية جنباً إلى جنب مع الأمريكيين.

من جهة أخرى، عزت مصادر دبلوماسية أمريكية العودة إلى التحقيقات إلى أن هناك مخاوف من أنه إذا تعذَّر تحديد مصدر الفيروس، "فقد يحدث أمر مماثل مرة أخرى، والأمر كله لا يحتاج إلا إلى الانتقال عبر سوق واحد أو من مختبر واحد ويقع الانتشار التالي لفيروس آخر.

بالإضافة إلى ذلك، يطالب نواب بريطانيون بإجراء تحقيق جديد. وقال النائب توم توجندوهات، النائب في مجلس العموم البريطاني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية: "إن الصمت الصادر عن ووهان مقلق. نحتاج إلى إعادة فتح الأمر ومعرفة ما حدث لنستطيع حماية أنفسنا في المستقبل. وهذا يعني بدء التحقيق إلى جانب شركاء في جميع أنحاء العالم ومن منظمة الصحة العالمية".

معلومات جديدة أثارت شكوكاً 

من الجدير بالذكر، أن التركيز على معهد ووهان لأبحاث الفيروسات يأتي في أعقاب ظهور معلومات جديدة حول إصابة ثلاثة باحثين في المعهد بالفيروس، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وهو الوقت الذي يُعتقد أن فيروس كورونا انتشر في أثنائه لأول مرة، وأن علاجهم استلزم إدخالهم إلى المستشفى وقتها.

زادت هذه التفاصيل من الضغط العام على الولايات المتحدة ودول أخرى لتحري معرفة المزيد عما حدث. غير أن مصادر استخباراتية غربية أكدت صعوبة ذلك بسبب السرية الصينية.  

ويُعتقد أن الوكالات الاستخباراتية الغربية تفتقر إلى المصادر الاستخباراتية البشرية في الصين. ومن ثم فإن جمع البيانات سيرتكز إلى محاولات التجنيد عبر شبكات "الإنترنت المظلم" Dark Web، حيث المكان الوحيد الذي يمكن للموظفين الصينيين فيه مشاركة المعلومات السرية دون الكشف عن هويتهم أو الخوف من القبض عليهم.

على صعيد آخر، برزت مزاعم من العلماء الذين كانوا يطالبون العام الماضي بإجراء تحقيق في نظرية التسرب من المختبر الصيني بأنهم أُسكتوا من زملاء ومجلات علمية تدعم الفرضية السائدة بأن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر.

وقال جيمي ميتزل، مستشار منظمة الصحة العالمية، إن البيان الذي وقعه 27 عالماً بارزاً في دورية The Lancet العلمية، في فبراير/شباط 2020، ونادى بالتحقيق في فرضية التسرب من مختبرات ووهان، كان "ضرباً من البلطجة العلمية"، وأدان بشدة نظريات المؤامرة التي تشير إلى أن "فيروس كورونا لم يأتِ من أصول طبيعية".