مختصون: المقاومة فاجأت الاحتلال بقدراتها وثـبّـتت معادلة ردع جديدة

اطلاق صواريخ من غزة

رام الله الإخباري

أجمع مراقبون وخبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، اليوم الأحد، على أن المقاومة الفلسطينية فاجأت الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بقدراتها العسكرية وتكتيكاتها.

وأكد المراقبون في أحاديث منفصلة لصحيفة "القدس" المحلية، على أن المقاومة تمكنت من تثبيت معادلة ردع جديدة، وأن الاحتلال بات يحسب لها ألف حساب.

وذكر الخبير العسكري واصف عريقات، أن المقاومة وجهت ضربات موجعة للاحتلال، وأعدت سيناريوهات تنسجم مع ما يفكر به الاحتلال، ونجحت في تنفيذ خططها وتكتيكاتها.

ولفت عريقات إلى أن المقاومة خططت لكل شيء حتى أنها كانت تتجهز لمعركة طويلة وذلك عبر تكتيكاتها بضمان الاقتصاد في الذخيرة وضمن خطة محكمة تكون على مراحل ولكل خطة تكتكياتها وذخيرتها المعينة.

وأشاد عريقات بالتنسيق الكبير والتعاون فيما بين فصائل المقاومة، ما أنجح قدرتها على تنفيذ الخطة التي اعتمدت على بنك أهداف فلسطيني واضح يستهدف مراكز ومعسكرات قوات الاحتلال، خاصةً في محيط غلاف غزة.

وأوضح المحلل العسكري أن المقاومة حاولت إبقاء المواجهة بينها وبين جيش الاحتلال عسكريًا واستدراج جنوده للمواجهة والمنازلة الميدانية، إلا أن إسرائيل كعادتها هربت باتجاه استهداف المدنيين.

واعتبر عريقات مواصلة اطلاق الصواريخ من غزة منذ اللحظة الأولى للعدوان وحتى وقف إطلاق النار، تأكيدًا على عجز أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية في معرفة أماكن إطلاقها.

وتوقع عريقات أن تكون لدى المقاومة مفاجآت كثيرة لم تستخدمها من قبل، وأن "إسرائيل" بات عليها تصديق كل كلمة تخرج من المقاومة حول قدراتها وإمكانياتها.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي بات فاقدًا لمعنوياته وقدرته على منع الصواريخ، وبذلك نجحت المقاومة في كسر قوته بأن كل بناية تستهدف مقابلها 100 صاروخ على تل أبيب أو السبع وغيرها، ولذلك كانت الجولة بالنسبة للاحتلال عاملاً رادعاً.

واعتبر عريقات أن عدم قدرة الاحتلال على تنفيذ عملية برية، دليل على تآكل قوة ردعه وتغيير نمط الصورة المأخوذة عنه بأنه الجيش الذي لا يقهر وأن صناعاته العسكرية هي الأفضل بالعالم.

وأوضح عريقات أن ضرب إيلات بصاروخ عياش أثبت قدرتها على تطوير أدواتها القتالية، وهذا يدلل أن لديها مفاجآت لم تظهرها بعد وستحسب لها إسرائيل مستقبلًا ألف حساب.

ويتحدث الجيش الإسرائيلي عن وجود نحو 14 ألف صاروخ بغزة، مدعيًا أن ما تبقى منها 100 ألف، بعد إطلاق المقاومة خلال الجولة الأخيرة نحو 4360 صاروخًا.

من جاننبه، أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف ادعاءات الاحتلال بقصف منصات الصواريخ وتدمير الأنفاق مجرد أكاذيب، مشيرا إلى تضرر طفيف وأقل بكثير مما قاله بشأن استهداف الأنفاق.

وأضاف الصواف: ضربات الاحتلال تدلل على أنه لا قيمة عسكرية لها، وأن الهدف بالأساس كان التدمير وقتل المواطنين الآمنين في منازلهم.

وشدد على نجاح المقاومة في إحداث تكتيكات واستخدام قدرات جديدة أثبتت نجاعتها في مواجهة الاحتلال بشكل كبير، ما تسبب بفشله في وقف إطلاق الصواريخ من المقاومة، مشيرًا إلى أن ذلك أودى بالاحتلال لتكثيف ضرباته ضد المدنيين.

ويزعم جيش الاحتلال أن 90 بالمئة من الصواريخ التي أطلقت على مناطق سكنية تم اعتراضها وفق سياسة الاعتراض المعمول بها.

أما أستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة، فيؤكد أن "إسرائيل" كانت لديها حالة من سوء التقدير وضعف في المعلومات حول صواريخ المقاومة ومدياتها وتحسن دقتها وحجم الرأس المتفجر لها، مشيرًا إلى أن القبة فشلت بشكل كبير في هذه الجولة، لذلك كانت صواريخ المقاومة شكلت مفاجأة للاحتلال.

وقال أبو سعدة: إن الأنفاق بمثابة سلاح سري لحماس، وكانت إسرائيل تعتقد أن استهداف الشوارع العامة قد يحبط هذه الأنفاق، وهذا مؤشر على أن الاحتلال يمتلك معلومات محددة وضعيفة عن شبكة الأنفاق.

القدس