قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن المقاومة الباسلة في غزة وقفت لتنتصر للقدس وتدافع عن الأقصى، فـ "كانت عند حسن الظن ومستوى هذه المعركة".
وأضاف في كلمة له بعد وقت قليل من إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة: "أزف إليكم هذا النصر العظيم الذي سجلته المقاومة الباسلة، هذا النصر الاستراتيجي المركب في هذه المرحلة من مراحل الصراع مع العدو الصهيوني".
وقال هنية: إن النصر صنعه هذا الشعب وأحرار الأمة والعالم، وما النصر إلا من عند الله، و"هذا النصر الرباني سطره شهداء شعبنا الفلسطيني، وصنع بأداء المقاومة المباركة وعلى رأسها كتائب القسام".
وشدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على أن كل الأجنحة العسكرية في الغرفة المشتركة وقفت صفا واحجًا وموحدًا، و"ضربت العدو ضربة موجعة قاسية ستترك أثرها عميقًا في الكيان الصهيوني ومؤسساته"، مشيراً إلى أن "محمد الضيف هتفت به القدس، والناس لا تعرفه، لكن الكل هتف باسمه ورفع الله قدره ومكانته بين الناس"..
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "نقف أمام دماء القائد باسم عيسى والدكتور جمال الزبدة وكل إخوانهم الشهداء، بكل تواضع وانحناء لهذه الدماء الزكية، ونقبل التراب في خنادقهم وأنفاقهم التي ضربت العدو في كل مكان"، مشيراً إلى أن "القدس هي محور الصراع، فبداية المعركة كانت في القدس والشيخ جراح، وانتفضت غزة لكي تدافع عن القدس".
وقال هنية: إن "الشعب الفلسطيني وإن المقاومة المباركة لن تتراجع أو تتوقف، وستواصل طريقها زحفًا نحو القدس وكل الدماء التي سالت في هذه المعركة وما قبلها، وهي مقاومة على طريق القدس".
وتابع هنية: "عندما قلنا للعدو لا تلعب بالنار وارفع يدك عن القدس، كنا نعي ما نقول وغزة حملت سيف القدس بجدارة، وضربت بسيف القدس بعزم وإرادة، ولقنت العدو درسًا لن ينساه أبدًا".
وأردف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بأن "غزة تقول من خلال مقاومتها: إن لشعبنا الفلسطيني درعًا وسيفًا والمقاومة المباركة اشتد عودها اليوم، وهي تملك إرادة حقيقة وإيمانًا عميقًا بحقيقة النصر".
وشدد على أن "هذا النصر هو نصر استراتيجي، ومرحلة ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها، وهذه المعركة فتحت الطريق للانتصارات من بعدها"، مشيراً إلى أن هذه المعركة هي نقطة تحول كبيرة جدًا، سيقرأها كل صناع القرار داخل العدو، والمتابعين في المنطقة.
وقال هنية: "نحن نحضر أنفسنا لمرحلة ما بعد معركة "سيف القدس"، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وأكد بأن "المقاومة وخيار المقاومة هو أقصر الطرق نحو التحرير والعودة، لأن هذه المعركة أسقطت ثقافة الهزيمة ومشاريع الهزيمة والتفاوض والتطبيع والتعايش مع العدو الصهيوني"، مشيراً إلى أن "وحدة الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها كانت وستبقى حول المقاومة والثوابت والقدس والأقصى".
وقال هنية: "من الضروري تعزيز العلاقة مع المحيط العربي والإسلامي، وقد رأينا نهوض الشعوب العربية بكل مستوياتها خلف فلسطين والمقاومة"، داعياً الدول العربية لمزيد من التلاحم والترابط، وبناء استراتيجية لننهض من جديد ونعيد توازننا كأمة.
وشدد على أنه من الضروري تعزيز العلاقة مع المجتمع الدولي، فقد خرجت مئات الآلاف حول العالم ليطالبوا بحق الشعب الفلسطيني في أرضه.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: إن "غزة دفعت الغالي والرخيص في سبيل القدس والأقصى، لذا سنعيد الإعمار في غزة، وسنبني ما هدمته آلة العدو الصهيوني، وسنرمم القدرات، ونعيد الوجه الجميل الذي عرفت به غزة".
وتابع: "لن نتخلى عن واجبنا تجاه بيوت الشهداء والجرحى، وسنتواصل مع الجميع من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل".
ووجه هنية كلمة شكر لكل من وقف مع المقاومة وأبناء شعبنا الفلسطيني، لجمهورية مصر العربية، ولدولة قطر، وللأمم المتحدة، كما وجه شكرًا لجمهورية إيران الإسلامية التي لم تبخل على هذه المقاومة بالمال والسلاح والاستراتيجيات.