تحوَّل النائب العربيّ في الكنيست الإسرائيليّ، د. منصور عبّاس، من الحركة الإسلاميّة في الداخل الفلسطينيّ، تحوَّل إلى نجمٍ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ في المشهد الإعلاميّ الإسرائيليّ بعد تصريحاته “السلاميّة” (!) في كلّ ما يتعلّق بالصراع الفلسطينيّ-الصهيونيّ.
فقد أدان رئيس حزب “القائمة العربية الموحدة”، منصور عباس، العملية الفدائيّة في مفترق زعترة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة مُستوطنين إسرائيليين. وقال عبّاس في بيانٍ رسميٍّ تناقلته جميع وسائل الإعلام العبريّة، المرئيّة، المقروءة والمسموعة، قال إنّ “ضحايا الهجوم الإسرائيليين هم أشخاص أبرياء”، وأعرب عن أمله بأنْ يعيش معهم بسلامٍ في يومٍ ما.
وقال عباس، الذي يعتبِر نفسه “بيضة القبّان” في كلّ ما يتعلّق بتشكيل حكومةٍ إسرائيليّةٍ جديدةٍ، قال: “بصفتي أحد الأشخاص الذين صاغوا رؤية القائمة الموحدة، وهي رؤية سلام وأمن متبادل وشراكة وتسامح بين الشعبين، أنا أدين بشكلٍ لا لبس فيه أيّ أذى يلحق بالأبرياء وأدعو إلى الحفاظ على حياة الإنسان وإعطاء الأمل في أن نتمكن العيش معا بسلام”. إلّا أنّ تصريحاته أثارت ضجة في حزبه.
جدير بالذكر، كما ذكر الإعلام الإسرائيليّ أنّ “حزب القائمة الموحدة” الإسلاميّ المحافظ هو مفتاح آمال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبقاء في الحكم وتجنّب جولة خامسة من الانتخابات في غضون سنتين ونصف، لافِتًا إلى أنّه في خطوةٍ نادرةٍ بالنسبة لسياسيٍّ عربيٍّ إسرائيليٍّ، أعرب عباس عن استعداده لدعم حكومة يمين من أجل الدفع بأولويات تشريعية لمجتمعه، على حدّ قوله.
يُشار في هذه العُجالة إلى أنّ النائب اليمينيّ المُتطرِّف، بتسلليئيل سموتريتش: “لن نكون شركاء في حكومة تعتمد بشكلٍ نشطٍ أوْ عن طريق الامتناع على القائمة العربية الموحدة أوْ مؤيّدي إرهاب آخرين”، وذكرت القناة الـ12 في التلفزيون الإسرائيليّ أنّ سموتريتش لم يتأثر بتصريحات عباس.
وكان قادة الحزب العربيّ-الإسلاميّ قد استبعدوا في السابق دعم الحزب المعادي للعرب الذي يتزعمه سموتريتش في الحكومة، لكنّ عباس تراجع في الأيام الأخيرة، ملمحًا إلى استعداده لدعم سموتريتش من خارج الحكومة.
إلى ذلك، في رسالة نشرها الحاخام القوميّ المتطرف تسفي طاو أعرب عن دعمه على مضض للعب القائمة الموحدة الإسلاميّة دورًا في حكومة بقيادة نتنياهو، وقال طاو إنّ دخول “القائمة الموحدة” للحكومة سيكون “تدنيسًا لاسم الله”، لكن ذلك لن يفوق “تقديس اسم الله” من خلال ضمان بقاء نتنياهو في الحكم.
في سياقٍ ذي صلةٍ، كُشِف النقاب عن اجتماعٍ عُقِد في القدس المُحتلّة بين النائب العربيّ-الإسلاميّ عبّاس والحاخام حاييم دروكمان، وذلك يوم أوّل من أمس الاثنين، في أعقاب ضغوطٍ مارسها مقربون من نتنياهو في محاولة للتأثير على الحاخام.
وكان الحاخام دروكمان، اليمينيّ-المُتطرِّف، الذي يصفه العديد من الخبراء والمُحللِّين الإسرائيليين بالـ”نازيّ” قد أعلن عن إتاحة قتل الأطفال الفلسطينيين، زاعِمًا أنّهم إذا لم يُقتَلوا وهم أطفالاً، سيكبرون ويتحوّلون إلى “مُخرِّبين” على حدّ قوله.
ونُقِل عن دروكمان قوله بعد اجتماعه بالنائب العربيّ-الإسلاميّ عبّاس، إنّه لا يُمكِن لحكومةٍ إسرائيليّةٍ الاعتماد على الأشخاص الذين وصفهم بشكل ملطف بـالـ”آخرين”، مُضيفًا في ذات الوقت:”ينبغي أنْ تعتمد حكومة اليمين على اليهود الذين صوتوا لها، وليس على آخرين. لن يتوج “آخرون” حكومتنا. ينبغي أنْ تعتمد الحكومة على اليهود”، على حدّ تعبيره.