تقرير : ليث العلامي
يُعتبر شهر آذار/مارس ، آخر شهور فصل الشتاء من الناحية الفلكية ، حيث يبدأ فصل الربيع فلكياً او ما يسمى بالاعتدال الربيعي في 22 اذار من الشهر الجاري ، وبالتالي من الطبيعي -احصائياً وارشيفياً- أن تتأثر فلسطين خلال
هذا الشهر بالمنخفضات الجوية الباردة والماطرة ، بل واحياناً الكتل الهوائية القطبية المثلجة خاصة بالنصف الأول منه كما حصل في عدة سنوات سابقة ، ولربما أقرب مثال للذاكرة المنخفض القطبي الذي أثر على فلسطين وتسبب بتساقط وتراكم للثلوج على الجبال مع بداية شهر آذار من عام 2012 .
وعند النظر للتوقعات الجوية الحالية المُستخرجة عبر الخرائط الجوية ، فان البلاد على موعد مع منخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية شديدة البرودة مندفعة من غرب روسيا نحو الحوض الشرقي للمتوسط ، في وقت متأخر من هذه الليلة وحتى مساء يوم غد الخميس ، يجلب معه الأمطار بغزارة متفاوتة لغالبية المناطق .
ومن المتوقع أن تعود الأجواء للإستقرار مع ارتفاع واضح على درجات الحرارة بدءاً من بداية الأسبوع المُقبل و حتى منتصف الشهر ، وربما تتأثر المنطقة خلال هذه الفترة بأحوال جوية خماسينية مُغبرة . وبالتالي ، ينقضي النصف الأول من شهر آذار الجاري ، بمنخفض جوي واحد سريع ، واستقرار ودفئ في بقية الأيام .
أما بالنسبة للنصف الثاني للشهر ، ورغم سرعة التقلبات الحاصلة في الغلاف الجوي وانعكاس ذلك على الخرائط الجوية بتغير وتقلب بياناتها بشكل مستمر ، إلا أنه من المُرجح سيطرة مرتفع جوي قوي على مناطق واسعة من غرب ووسط القارة الاوروبية في عدة ايام من النصف الثاني من الشهر، وتعتبر مناطق المغرب العربي وغرب ووسط اوروبا بأنها مناطق "الضد" لشرق المتوسط وبلاد الشام في نشاط المنخفضات الجوية والكتل الباردة
حيث أن وجود مرتفع جوي فوق تلك المناطق يزيد من احتمالية تأثر شرق المتوسط وخاصة بلاد الشام وفلسطين بالمنخفضات الجوية. وفي حال تموضع المرتفع الجوي بشكل مثالي في القارة العجوز مع تكدس الكتل الهوائية القطبية نواحي شمال شرق اوروبا وغرب روسيا ، فانه لا يستبعد اندفاع هذه الكتل نحو الحوض الشرقي للمتوسط.
ومجدداً بالعودة للناحية الاحصائية (الإرشيفية) ، فإن فُرص تساقط الثلوج على الجبال الفلسطينية تتراجع بشكل كبير بعد منتصف اذار ، ويعتبر تساقط الثلوج نادراً في النصف الثاني ، حيث أنه حدث بمرات قليلة جداً منها بتاريخ 25-3-2003 وكذلك في 18-3-1998 على سبيل المثال لا الحصر .