يُصادف اليوم الأربعاء، الذكرى الـ39 لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني، والذي شكّل امتداداً للحزب الشيوعي الفلسطيني، ويعرف باختصار "حشف".
ويعتبر الحزب، وهو فصيل من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، من أقدم الأحزاب الفلسطينية، حيث تعود انطلاقته الى عشرينات القرن المنصرم، وهو ما يعني بأن تاريخه ارتبط بتاريخ تطور القضية الفلسطينية.
وحزب الشعب الفلسطيني، هو حزب فلسطيني وطني ديمقراطي يساري اشتراكي، يناضل من أجل إنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ومن أجل حقوق الفئات الفقيرة والمسحوقة والمهمشة، وفي المقدمة منها العمال وفقراء الفلاحين، ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، بمعنى تحقيق أقصى درجات المساواة والرفاه الاجتماعي لكافة أبناء المجتمع الفلسطيني.
ويعمل الحزب هو وجميع القوى المحبة للتحرّر والسلام الديمقراطية والاشتراكية، من أجل التخلص من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وحق عودة اللاجئين. كما يعمل من أجل الحفاظ على السلم العالمي، وحماية حقوق الإنسان والبيئة، والقضاء على التخلف والتبعية، ويناضل من أجل احترام حق كل شعب من شعوب العالم في اختيار طريق تطوره الحر والمستقل.
ويناضل حزب الشعب من أجل المساواة بين الرجل والمرأة وتوفير فرص للشباب، وتكوين مجتمع عصري تحكمه روح التفكير العلمي والانفتاح، ويدمج بشكل خلاق بين النضال الاجتماعي والوطني لتحقيق المصير، وكذلك يسعى لتجاوز الفجوات الواسعة على مستوى الفقر والبطالة وانعدام الفرص، التي يجب تحقيقها كضمانة للحقوق الوطنية.
ومن أبرز محطات الحزب: مشاركته بفعالية في التصدي لسياسة الانتداب البريطاني، ووقوفه ضد الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، ومقاومته بقوة مصادرة الصهاينة لأراضي الفلاحين العرب فيها، ودعوته إلى ثورة مسلحة عام 1933 ضد سياسة الانتداب البريطاني ووعد بلفور، وضد عصابات القتل الصهيونية، كما شارك الحزب في ثورة عام 1936 ببعدها المسلح والشعبي من خلال العصيان المدني للجماهير الفلسطينية.
ولقد اعتمد حزب الشعب في كفاحه ضد الاحتلال على تعبئة الجماهير الشعبية، وزجها في معارك الكفاح الوطني إيماناً منه بأن الجماهير هي العمود الفقري للثورة، وعليها مقاومة وجود الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله العدوانية، كما اعتبر أن ساحة النضال الأساسية هي الداخل وليست الساحات الخارجية، وقد جاءت الانتفاضة الأولى لتعبر عن واقعية وصوابية هذا النهج، نهج الكفاح الشعبي كوسيلة أساسية في التصدي لسياسة الاحتلال الإسرائيلي، وفعالية الكفاح الوطني من داخل الأراضي المحتلة.
وعند الإعلان عن قرار التقسيم عام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين لدولتين واحدة عربية وأخرى يهودية، وقف الحزب ضد قرار التقسيم بحزم منذ إعلانه، لكنه وبعد دراسة أبعاد ذلك وإدراكه للمخطط الصهيوني الذي كان يستهدف الاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية وأجزاء من الأراضي العربية، وسعي الحركة الصهيونية لتهجير أبناء شعبنا عن أراضيهم، أعلن الحزب عن موافقته على قرار التقسيم واصفاً إياه بأفضل الحلول السيئة، لكن الهيئة العربية العليا في ذلك الوقت رفضت هذا القرار، مما أعطى للحركة الصهيونية فرصة تاريخية لتنفيذ مخططها، الأمر الذي كرس الوجود الصهيوني على ارض فلسطين.
وشكل الحزب منظمات وجبهات العمل المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي، وكذلك عام 1969م بعد الحرب الإسرائيلية، فأعلن عن انطلاق منظمة أنصار التي قامت بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما بادر الحزب لتشكيل الجبهات الوطنية المسلحة في أواخر الستينات ومطلع السبعينات، وامتدت هذه المشاركة لتشمل المقاومة المسلحة أثناء التواجد الفلسطيني في لبنان، حيث قدم الحزب عبر هذه المسيرة خيرة رفاقه فكان من أبرزهم الرفيق المقدم حامد الكحلوت، والرفيق القائد العسكري عمر عوض الله، الذي استشهد داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، والرفيق القائد فؤاد نصار وغيرهم، كما اعتقل العشرات من أعضاء الحزب وحكم عليهم لسنوات طويلة داخل السجون الإسرائيلية.
ولعب الحزب دورًا مميزًا في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير عقب الانشقاق الفلسطيني عام 1983، كما شارك بفعالية في المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي عام 1987، حيث أصبح منذ ذلك الوقت عضوا رسميا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولمناسبة ذكرى اعادة تأسيسه الـ39، أصدر الحزب بيانا اليوم الأربعاء، أشار فيه الى أن هذه الذكرى تترافق هذا العام مع تحديات وطنية كبرى غير مسبوقة تتعرض فيها القضية الوطنية لمخاطر كبرى، تستهدف وحدة شعبنا وتكريس حالة الانقسام الشاذة في حياته والالتفاف على نضاله المشروع ضد الاحتلال وتصفية كامل حقوقه الوطنية، عبر المؤامرات التي تستهدف فرض المزيد من وقائع تأبيد الاحتلال.
وقال الحزب في بيانه: " إنه على ثقة تامة أن شعبنا الباسل ورغم قسوة الظروف التي يعيشها، واستمرار عنجهية الادارة الأمريكية وحالة الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له من جرائم وفاشية الاحتلال، والضغوط المختلفة التي تعصف في حياته اليومية، لن يتنازل عن تضحيات أبنائه ومكتسباته الوطنية والديمقراطية أمام أية جهة كانت، كما لن يتنازل عن حقوقه الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية المرجعية ذات الصلة للأمم المتحدة، وفي المقدمة منها حق شعبنا في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحق لاجئيه في العودة وفقا للقرار الأممي رقم 194."
وأكد الحزب في بيانه على "ضرورة تذليل كل العقبات التي يمكن أن تعترض العملية الانتخابية الفلسطينية أو تعكر صفوها، والعمل على إجراء الانتخابات في كل الأراضي الفلسطينية بما فيها مدينة الق