في الوقت الذي مازال العالم يعاني من جائحة كورونا المستجد، التي ظهرت في مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر 2019، نبه علماء مختصون مجددا من تحول جائحة أخطر من "الموت الأسود" وتحوله إلى وباء عالمي على غرار أخطر من كورونا.
ونقلت صحيفة "ميرو" البريطانية، عن الباحث البيئي جون فيدال، دعوته للحكومات للتحضير لجائحة على مستوى "الموت الأسود"، الذي قتل ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة أشخاص في جميع أنحاء أوروبا.
ومصطلح "الموت الأسود"، يعود إلى وباء الطاعون الذي اجتاح أنحاء أوروبا بين عامي 1347 و1352، وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.
وحذر الباحث من أن الأمراض التي تنتقل عبر الحيوانات إلى البشر، تشكّل تهديدا خطيرا للبشرية، مشبها الأمر بأنه "مثل الحرب النووية"، خصوصا وأن الحيوانات تحمل "آلاف" الفيروسات، والتي يمكن أن تنتقل للبشر.
كما حذر الباحث فيدال خلال نقاش مع خبراء من جميع أنحاء العالم، من تطور أمراضا معدية، مثل الحصبة والإيبولا، وتحولها الى مرض مدمر للبشرية.
وتوقع الباحث البيئي، أن يجتاح فيروس جديد العالم في غضون أسابيع، ويتسبب بمقتل عشرات الملايين قبل اتخاذ إجراءات ضده.
وأوضح فيدال أن علماء البيئة في جامعة إمبريال كوليدج لندن أبلغوا عن 335 مرضا جديدا قد تكون قاتلة، وقد ظهرت على مستوى العالم منذ عام 1945 حتى الآن.
ووفقا للعلماء، فإن أكثر من 200 من الأمراض الحيوانية المنشأ والفيروسات والبكتيريا والطفيليات والفطريات والبريونات، تنتشر حول العالم.
وذكر الباحث البيئي أن من بين الفيروسات القاتلة التي انتقلت من الحيوانات إلى البشر، فيروس نقص المناعة البشرية والإيبولا وحمى لاسا، وفيروس ماربورغ وسيميان الرغوي في أفريقيا، وفيروس سارس وكوفيد-19 في الصين، وفيروس شاغاس وماتشوبو وهانتا في أميركا اللاتينية، وهيندرا في أستراليا.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الصين رفعت مستوى الخطر الثالث لتفشي مرض الطاعون الدبلي أو الدملي في منطقة منغوليا الداخلية شمالي البلاد، بعد رصد مريض أصيب بالعدوى بعد تواجده في بؤرة تفش محتملة للمرض.
وحذرت السلطات الصينية، من خطورة انتشار المرض بين سكان المدينة، حيث أصدرت توصيات بعدم اصطياد وتناول الحيوانات البرية.
يذكر أن "الطاعون الدبلي ينتشر بين القوارض الصغيرة "الفئران والجرذان" والبراغيث، ويقضي هذا المرض على ثلثي المصابين به في حالة عدم خضوعهم للعلاج اللازم.
ومن أعراض هذا النوع من الطاعون، التهابا في اللوزتين والغدد اللمفاوية والطحال، وتظهر أعراضه على شكل الحمى والصداع والرعشة وآلام في العقد اللمفاوية.
وفي نوفمبر الماضي، تم الإعلان عن اكتشاف 4 إصابات بالطاعون من منغوليا الداخلية، بما في ذلك حالتان من الطاعون الرئوي، وهو نوع أكثر فتكا من الطاعون.
ويعرف الطاعون الدبلي، باسم "الموت الأسود" في العصور الوسطى، من شدة العدوى.