رام الله الإخباري
قلّل علماء وأخصائيون في البيولوجيا من شأن الفيروس القاتل الجديد "نيباه" الذي انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا في تناول الأخبار التي تحدثت عنه، مؤكدين أنه فيروس قديم تم اكتشافه عام 1999 وليس وليد اللحظة.
وتناقل النشطاء والمغردون عبر مواقع التواصل تقارير تثير المخاوف من تفشي وباء جديد يسببه الفيروس وأن شركات الأدوية العملاقة ليست مستعدة للوباء القادم.
وبحسب موقع "مسبار" لمكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة، فإن التقرير منشور على صحيفة "الغارديان" البريطانية، غير أن جزءاً منه مضلل وينطوي على إثارة وتضليل.
وأوضحت أخصائية البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية والباحثة في المركز الوطني للأبحاث العلمية في تولوز في فرنسا، أصالة لمع، أن الهدف الأساسي من التقرير هو إلقاء الضوء على غياب الأبحاث وتكرار الأخطاء التي المرتكبة سابقا.
وأضافت في تغريدة لها عبر "تويتر": "أن نستبق أي جائحة مقبلة، ولم يتحدث المقال أبداً عن جائحة حالية كما حرّفت معظم الأخبار الأمر"، مبينة أن أغلب الشائعات تشير إلى أن الفيروس صيني، الأمر الذي أثار غضباً وعبارات عنصرية تجاه الصين، ووصمها بأنها مصدر متكرر للفيروسات.
وأكدت أن التقارير تشير إلى أن نيباه تفشى في الماضي في الهند وبنغلادش، منذ عام 2001، ويتم اكتشاف بؤر لتفشيه بشكل دوري في منطقة شرق الهند وفق تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية.
يذكر أن آسيا تعد بؤرة للكثير من الأمراض المعدية الناشئة لعدة أسباب، من بينها التنوع الحيوي في المناطق الاستوائية، وما ينشأ عنه من مسببات الأمراض.
ووفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن فيروس يسمى "نيباه" بدأ بالتفشي في الصين بمعدل وفيات يصل إلى 75%، محذرة من جائحة عالمية جديدة أخطر من جائحة كورونا.
ونقلت الصحيفة عن "جاياسري آير" المدير التنفيذي لمؤسسة الوصول إلى الطب الأوروبية، تحذيره من فيروس "نيباه" الذي يعد مرضا معد آخر ناشئ، مبينا أن جائحة "نيباه" يمكن أن تندلع في أي لحظة.
وتوقع "جاياسري آير" أن يكون الوباء العالمي التالي مع عدوى مقاومة للأدوية.
وأوضح التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية، أن "نيباه" قد يسبب بمشاكل تنفسية حادة، فضلا عن التهاب وتورم الدماغ.
وأشارت إلى أن معدل الوفيات به تتراوح من 40% إلى 75%، لافتة إلى أن مصدره هو خفافيش الفاكهة.
وبحسب التقرير، فإن فيروس "نيباه" يعتبر واحدا من 10 أمراض معدية تم تحديدها من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها أكبر خطر على الصحة العامة.
يذكر أنه قد تم العثور على الفيروس الجديد في عام 1999 خلال تفشي المرض في ماليزيا وإصابة الأجهزة العصبية والتنفسية لدى 265 شخصا مات منهم 115، وتعتبر خفافيش الفواكه من نوع خفافيش الثعلب الناقل الطبيعي لفيروس نيباه.
وينتقل فيروس "نيباه" عبر الخفافيش إلى الحيوانات والبشر، ويمكن أن ينتقل أيضا من شخص لآخر عن طريق اللعاب.
ويعاني المصابون بعدوى فيروس نيباه من حمى وسعال وصداع وآلام بطن وغثيان وقيء ومشاكل في البلع وعدم وضوح الرؤية.
العربي الجديد