كشف تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني يوم الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021 أن مسؤولين أتراكاً أبدوا استياءهم من حملةٍ إعلامية مكثفة تهدف إلى دفع أنقرة لطرد بعض قادة حماس من البلاد.
حيث قال مسؤول تركي تحدَّث بشرط عدم الكشف عن هويته للموقع البريطاني إن المساعي الإسرائيلية تسعى لطرد قادة من حماس كشرط أساسي من أجل التصالح بين الطرفين، مضيفاً في تعليق وجهه للإسرائيليين: "كفوا عن ممارسة الألاعيب".
محاولات لتسوية الخلافات بين تركيا وإسرائيل
التقرير أشار إلى أن انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كان سبباً في الحديث عن محاولات تقوم بها كل من تركيا وإسرائيل لتسوية خلافاتهما من خلال المفاوضات عبر وكالاتهما الاستخباراتية.
كان سفيرا البلدين قد غادرا موقعهما، حيث طلبت تركيا من السفير الإسرائيلي مغادرة البلاد بصفة مؤقتة وسحبت مبعوثها الخاص بعد قتل القوات الإسرائيلية عشرات المتظاهرين الفلسطينيين في غزة، احتجاجاً على نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس في عام 2018.
مساعٍ إسرائيلية لمحاصرة حماس
لكن في الأيام القليلة الماضية، وحسب التقرير البريطاني نقلاً عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى، فإن إسرائيل لن تتبادل السفراء حتى تتخذ أنقرة إجراءاتٍ صارمة ضد أنشطة حماس، على حد قوله.
كذلك نقل التقرير البريطاني عن صحيفة يديعوت أحرونوت أن دبلوماسياً إسرائيلياً زعم أن حماس تدير أنشطة في الضفة وتجند فلسطينيين في تركيا.
في المقابل قال مسؤول تركي لم تكشف الصحيفة عن هويته: "علاوة على أمور أخرى، هم يطالبون بوضع حد لأشياء غير موجودة. لا توجد خلية سرية لحماس في تركيا تنفذ هجمات إلكترونية. ولدينا قادة من حماس أرسلتهم إسرائيل إلى تركيا في إطار صفقة شاليط".
مزاعم إسرائيلية حول علاقة تركيا بحماس
في المقابل قال مسؤولون أتراك لموقع Middle East Eye البريطاني إنهم يشككون في الروايات الإسرائيلية حول علاقات حماس بتركيا.
حيث زعمت الصحيفة الإسرائيلية أن أنقرة فرضت مؤخراً قيوداً على أعضاء حماس، واعتقلت أحد عناصرها في مطار إسطنبول الدولي، واستجوبتهم لمدة ست ساعات قبل أن تطالبهم بمغادرة البلاد فوراً.
لكن في المقابل، حسب التقرير البريطاني، فقد أشار موقع Middle East Eye إلى أنه لم يعثر على أي تقارير إعلامية تركية رسمية حول مثل هذه الادعاءات المشار إليها.
كذلك قال الموقع البريطاني إن صحيفة التايمز البريطانية وقعت في نفس الأمر، حيث زعمت في تقرير لها هذا الأسبوع أن حماس "لم تعد موضع ترحاب في تركيا"، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلقى رسالة إسرائيل وأصبح يلاحق عناصر الحركة.
رداً على ذلك قال مسؤول تركي آخر للموقع البريطاني إن: "كل هذه الادعاءات دون أي دليل. ما هي التقارير التي يتحدثون عنها؟". وأضاف المسؤول: "من الواضح أنهم يرغبون أن نحتجز طلاباً جامعيين فلسطينيين فقراء"، في إشارةٍ إلى ادعاءات نشرتها صحيفة The Times تقول إن حماس جندت شباباً في منطقة باشاك شهير في إسطنبول عن طريق منظمات خيرية مزعومة، واستخدمتهم لاحقاً لتوجيه هجمات في الضفة الغربية المحتلة.
مطالب تركية خاصة من إسرائيل
في المقابل أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال الأيام القليلة الماضية أن أنقرة لديها مطالب خاصة بها قبل التوصل إلى أي مصالحة وقال: "عليهم التوقف عن إصدار تراخيص لبناء مستوطنات غير شرعية
في الضفة الغربية". وأضاف: "إذا لم يوقفوا أعمالهم غير الشرعية ضد الفلسطينيين، فلن يكون إصلاح العلاقات مجدياً بالنسبة لنا؛ لأنها ستفشل بالتأكيد كلما اتخذوا إجراءات ضد الفلسطينيين".
من ناحية أخرى كشف مصدر تركي على دراية بالعلاقات التركية الإسرائيلية أنه كلما افتعلت إسرائيل ضجة بشأن وجود حماس في تركيا، تشير أنقرة إلى أن الإسرائيليين أرسلوا العديد من سجناء الحركة إلى هناك منذ البداية، من بين أسباب أخرى. وأضاف المصدر: "بعدها يعتذرون ونمضي قدماً. يتعلق الأمر برمته بالترويج الإعلامي للضغط على تركيا".
جاليا ليندنشتراوس أقدم زميلة أبحاث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، من جانبها قالت إن التقارير التي نُقلت عن مسؤولين إسرائيليين تشير إلى أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لإصلاح العلاقات.
كما قالت إنه يتعين على تركيا إثبات جديتها في نواياها لفتح صفحة جديدة مع إسرائيل، على حد قولها
من الواضح أن تل أبيب تحاول الضغط إعلامياً على أنقرة لكن بطبيعة الحال مثل هذه السياسات باتت واضحة ومعروفة.