رام الله الإخباري
صعَّد جيش الاحتلال في الآونة الأخيرة، من عمليات الاعتقال والاعتداء على المواطنين في عدد من القرى بالضفة الغربية وذلك لمنعهم او ردعهم عن التصدي للمستوطنين الذين يعتدون على أراضيهم او يحاولون إقامة بؤر جديدة عليها.
وتركزت اعمال الانتقام من المواطنين من قبل جيش الاحتلال في بلدات كفر مالك والمغير وترمسعيا في محافظة رام الله والبيرة. وتم تنفيذ حملة اعتقالات طالت أكثر من 20 مواطناً، كما تم وضع ملصق على كل منزل تم اعتقال أحد أفراده تضمن ما يلي:" صاحب هذا البيت معتقل لأنه يقوم بإلقاء الحجارة ومحاولة إيذاء مدنيين وجنود".
المواطن عبد الجليل صفا (61 عاماً) من قرية كفر مالك تعرض للضرب المبرح من المستوطنين والجنود معاً، قال لـصحيفة القدس المحلية : "أبكي على أرضي التي حرمت منها لمدة 8 سنوات، حتى تمنحها سلطات الاحتلال للمستوطنين، وعندما جئت للدفاع عنها تعرضت للضرب المبرح وكدت أفقد حياتي من قبل المستوطنين والجنود ولولا تدخل الأهالي، لما كنت اتحدث معكم الأن ".
ووفق مؤسسات حقوقية، سجل عام 2020 أعلى نسبة اعتداءات من قبل المستوطنين على الفلسطينيين منذ 20 عاماً، وهذا يدلل على أن هناك مخططاً ينفذه المستوطنون بحراسة جنود الاحتلال يتضمن الاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي.
ويقول المواطن جهاد أبو عليا (45 عاماً) من بلدة المغير:" القوات التي شاركت في حملة الاعتقالات الأخيرة في البلدة، يمكن وصفها بعملية اجتياح واسعة شارك فيها عشرات الجنود ومعهم تعزيزات عسكرية، ولديهم خرائط
لتنفيذ الاعتقال دفعة واحدة وعدم السماح لأي مواطن مستهدف بالفرار، فهذه فاتورة الدفاع عن الأرض وحراثتها والبقاء فيها، فالاحتلال جن جنونه عندما استنفر الأهالي في الدفاع عن أرضهم التي هي بمثابة عرضهم، وبدأت الجرارات الزراعية بحراثة الأرض المستهدفة، فجاء ما يسمى بشبيبة التلال وأقاموا بألقاء الحجارة وتهديد أصحاب الجرارات الزراعية بالقتل لمنعهم من حرث الأرض ونشر البذور بها."
وأضاف أبو عليا: "الفزعة التي كانت من قبل المواطنين أجبرت الاحتلال والمستوطنين على التراجع، وجاء الاحتلال من بوابة الاعتقالات الجماعية والمكثفة لمنع عودة المواطنين والمزارعين للدفاع عن ارضهم، إلا ان هذه
الاعتقالات ستزيد من تمسك المواطنين، فالفلسطيني لا يشيب، إذ أن كبار السن قبل الشباب يتواجدون في الميدان، حتى لا تضيع الأرض ".
وفي بلدة ترمسعيا شرق رام الله، تعرضت البلدة لهجمات من المستوطنين وحرق مركبات فيها، ومصادرة واسعة للأراضي، والقاء مسامير معكوفة لعطب إطارات السيارات، بسب تصدي الأهالي لمحاولات المصادرة.
يشار الى انه في القرى المستهدفة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، ظهرت دعوات لتشكيل لجان حماية للممتلكات والمواطنين معاً.
ويقول الصحفي علاء الريماوي: "في بلدة ترمسعيا والمناطق المحيطة حتى شمال الضفة الغربية يقطن 280 الف مستوطن، وأقيمت جامعات وكليات، وعندما يهب الأهالي وأصحاب الأراضي للدفاع عن ارضهم يكون الانتقام
المباشر من قبل الاحتلال والمستوطنين معاً، فالاحتلال يريد أن يضخ مزيداً من المستوطنين في هذا الاصبع الاستيطاني حتى يصل عددهم في المناطق الفلسطينية إلى قرابة المليون مستوطن كما صرح بذلك مسؤول مجلس المستوطنات في الضفة الغربية الذي اعتبر التطبيع وتصدير منتجات المستوطنات إلى دول الخليج سيدخل ما مجموعه ثلاثة مليارات دولار لصالح المستوطنات، بينما الفلسطيني يدفع ضريبة الدفاع عن أرضه بالضرب والاعتقال والتشريد ."
يذكر أن الكنيست الإسرائيلي، شرعن الاستيلاء على الأراضي لصالح المستوطنين بعشرات القوانين، منها مشروع الاستيلاء على أراضٍ خاصة او استئجار تلك الأراضي رغما عن أصحابها.
القدس