رام الله الإخباري

أعلنت السلطات الصحية الرسمية البريطانية الأربعاء الماضي اعتماد اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة "استرازینیكا"، للوقایة من فیروس كورونا، في حين تبع ذلك إعلان سار لمن هم داخل المملكة وخارجها.

وأوضحت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم السبت، أنه بحلول منتصف يناير الحالي، سيكون ممكنا توفير مليوني جرعة من اللقاح خلال كل أسبوع.

ولفت مسؤول بارز في فريق اللقاح للصحيفة إلى أنه متوفر من اللقاح نحو 530 ألف جرعة جاهزة للتطعيم من الإثنين القادم، متوقعا مع الأسبوع القادم أن تكون هناك مليون جرعة ستكون جاهزة للتوزيع.

وأشار إلى خطة موضوعة لرفع الإنتاج من اللقاح بحلول الأسبوع الثالث من يناير الجاري إلى نحو مليوني جرعة.

وتشهد بريطانيا ارتفاعا في أعداد مصابي كورونا أكثر من الذروة الأولى العام الماضي، في حين تكافح مستشفياتها للسيطرة على الوباء.

وطلبت بريطانيا 100 مليون جرعة من لقاح "أكسفورد أسترازينكا".

وقد أتت هذه المعطيات كخبر سار بالنسبة للبريطانيين الذين تسجل بلادهم إجمالي إصابات أكثر من 2.5 مليون إصابة، عقب تسجيل أمس 53 ألف إصابة جديدة.

ويتميز لقاح "أكسفورد أسترازينكا" بسعره الزهيد وسهولة تخزينه، إذ لا يحتاج إلى ثلاجات درجة حرارتها تحت الصفر بكثير كما في لقاح "فايزر" الذي أقرت بريطانيا التعامل معه في ديسمبر الفائت.

إغلاق المدارس

يأتي ذلك في وقت أغلقت الحكومة البريطانية المدارس الابتدائية في العاصمة لندن لمواجهة القفزة الكبيرة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا التي تسببت بها سلالة جديدة من الفيروس.

وأوضح رئيس بلدية لندن صادق خان أن الحكومة تحاول التصدي للسلالة الجديدة الأسرع انتشارا في البلاد والأكثر عدوى.

ونقلت "رويترز" عن وزير التعليم البريطاني غافين ويليامسون، الأربعاء الماضي، أنه تم وضع خطة لإغلاق المدارس الابتدائية فقط في المناطق الأكثر تضررا في البلاد ومنها بعض أجزاء لندن.

تصيب الأطفال

وحذر علماء بريطانيون من إمكانية إصابة سلالة كورونا الجديدة المكتشفة مؤخرا الأطفال مثل البالغين.

ووفقا للباحثين والعلماء، فإن السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، تختلف عن الفيروس الأصلي الذي لم يكن يصيب الصغار بشكل كبير، محذرين من إمكانية أن تطال هذه السلالة جميع أنحاء البلاد، خصوصا وأنها سريعة جدا في التفشي.

وبحسب أستاذ وبائيات الأمراض المعدية في كلية لندن الإمبراطورية "نيل فيرغسون"، فإنه لدى السلالة الجديدة ميول كبيرة لإصابة الأطفال، دون الوصول لأسباب ذلك.

بدوره، أكد اختصاصي الأطفال في مستشفى ليسر البريطاني نزار سلامة، أن سلالة الفيروس الجديدة تنتشر بشكل أكبر بين الأطفال، ولها خاصية الانتشار السريع.

وأضاف: "هناك 23 تغيير جيني على الفيروس أدى ذلك إلى تغير البروتين الذي يلتصق بجدار الخلية والذي يدخل فيها الفيروس ويسبب حالة الالتهاب".

وتابع سلامة: "سبب انتشاره بشكل أكبر بين الأطفال يأتي بسبب التغيير الجيني للسلالة الجديدة، إلا أن الأطفال لديهم نوع من المناعة من السلالة القديمة".

وأشار سلامة إلى أن الأعراض التي تظهر على المرضى من السلالة الجديدة هي ذات الحدة الموجودة في القديمة، لكن ما يميزها هو سرعة انتشارها وبالتالي ازدياد اعداد المصابين الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفيات.

وأوضح أن ظهور سلالات جديدة للفيروس سيؤدي إلى صعوبة السيطرة عليه، وظهور أعراض جديدة، وربما يكون تأثيرها أكبر على المصابين.

ليس خارج السيطرة

في المقابل، طمأنت منظمة الصحة العالمية، دول العالم، بأن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد التي ظهرت في بريطانيا مؤخرا "ليست خارج السيطرة"، وذلك في أول رد على ما أعلنه وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بأن "السلالة الجديدة خارج السيطرة".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 11 مارس الماضي عن تصنيف فيروس كورونا المستجد ‏المسبب ‏لمرض "كوفيد 19"، وباءً عالميا "جائحة"، مؤكدة أن أرقام ‏الإصابات ترتفع ‏بسرعة كبيرة.‏

وظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة خوبي الصينية، في ديسمبر 2019، وسرعان ما انتشر إلى سائر العالم.

سكاي نيوز عربية