محكمة اسرائيلية تقضي باخلاء عائلتين جديدتين في سلوان

اخلاء منازل في سلوان

قررت محكمة "الصلح" الإسرائيلية بالقدس المحتلة إخلاء عائلتين جديدتين من حي بطن الهوى في بلدة سلوان، لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، بحجة "ملكية الأرض لليهود اليمن منذ عام 1881".

وأمهلت محكمة الاحتلال عائلتي جواد أبو ناب وسالم غيث المقدسيتين حتى مطلع آذار/ مارس المقبل لتنفيذ قرار الإخلاء من عقاراتها لصالح المستوطنين.

وبحسب مركز معلومات وادي حلوة ولجنة حي بطن الهوى، فإن عقار غيث يتألف من طابقين، ويعيش فيه 10 أفراد، أما عقار أبو ناب يتكون من شقة واحدة وتمت السيطرة على محيطها بالكامل خلال السنوات الماضية، وحول جزء منه إلى كنيس.

واليوم بات خطر الطرد والتهجير يتهدد سبع عائلات في حي بطن الهوى من منازلها، وذلك بقرارات من محاكم الاحتلال.

وتقع عقارات أبو ناب وغيث ضمن مخطط "عطيرت كوهنيم"، للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من حي بطن الهوى، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881، وتدّعي الجمعية أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت ملكية اليهود من اليمن للأرض.

وتعقيبًا على القرار، قال المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي إن الاحتلال يستهدف منطقة حي بطن الهوى منذ سنوات، بسبب قربها من المسجد الأقصى المبارك، ولاهتمامه بضرورة استغلالها لصالح الاستيطان وزيادة عدد المستوطنين بالمنطقة.

وأوضح الهدمي في تصريح خاص لوكالة "صفا أن الاحتلال يصر على الاستمرار بممارساته العنصرية والتهجيرية بحق المقدسيين، ضاربًا بعرض الحائط كل الظروف الصعبة التي يعانون منها، بما فيها الحصار والأوضاع الصحية والاجتماعية وغيرها.

وأضاف أن اعتراف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" أعطى ضوءًا أخضر لهذا الاحتلال للتغول في اعتداءاته وجرائمه بحق المدينة وسكانها، بحجة أنه "أصبح منفذ القانون وله مطلق السيادة بالقدس".

وأكد أن الاحتلال ماض في مخططه التهويدي للمدينة، وتهجير سكانها عبر طردهم من منازلهم وعقاراتهم أو تسريبها لصالح الجمعيات الاستيطانية.

وبين أن سلطات الاحتلال تعتبر حي بطن الهوى نقطة ضعف بالنسبة إليها، خاصة على صعيد إثبات ملكيات العقارات أو تراخيص البناء، وبالتالي تستغل هذه الحالة لأجل استهداف الحي وطرد سكانه.

وأشار إلى أن الاحتلال يستغل فرصة عدم توثيق الفلسطينيين لملكياتهم بشكل صحيح قبل احتلال القدس، ويعمل على تسريب عقاراتهم أو إخلائها بحجة ملكيتها لليهود.

وأكد الهدمي أن إصرار المقدسيين وثباتهم في مدينتهم، والعمل على حل مشاكلهم فيما بينهم خاصة في قضية الملكيات، يعتبر السبيل الأمثل لمواجهة الاحتلال ومخططاته الهادفة لتهجيرهم.

وأضاف أنه" رغم عدم منح المقدسي أي رخصة للبناء، إلا أن لديه إصرارًا للبناء على أرضه مهما كلفه من ثمن، لأنه يعي أن الاحتلال يخطط لأجل تشريده والاستيلاء على عقاراته.

وبدأت جمعية "عطيريت كوهانيم" المتطرفة منذ أيلول عام 2015 بتسليم بلاغات قضائية لأهالي الحي، تطالب بالأرض المقامة عليها منازلهم، وذلك بعد حصول الجمعية عام 2001 على حق إدارة أملاك الجمعية اليهودية التي تدّعي ملكيتها للأرض.

وحتى اليوم تسلمت ما يزيد عن 87 عائلة في الحي بلاغات قضائية، وتخوض جميع العائلات، صراعًا في محاكم الاحتلال لحماية عقاراتها التي تعيش فيها منذ عشرات السنين.

وتعمل الجمعية الاستيطانية للاستيلاء على منازل وعقارات الفلسطينيين في مدينة القدس، بدعم حكومي إسرائيلي غير مسبوق، وذلك بهدف ترحيلهم من المربع الإسلامي في البلدة القديمة وبلدة سلوان وأماكن أخرى، من أجل توطين اليهود مكانهم.