رام الله الإخباري
نفت عائلة الفتاة سماء عبد الهادي، مسؤولة حفل الـ"دي جي" الذي أقيم في مقام ومسجد النبي موسى مساء الأحد، تخلل الحفل الذي أثار الرأي العام الفلسطيني بشكل واسع، أية أعمال منافية للآداب العامة من قبل المدعوين الحضور، أو وجود ما يسمى بـ"عبادة الشيطان".
وطالبت العائلة في بيان لها مساء اليوم، الجميع بوقف "الهجمة الشرسة" على سماء، داعية السلطة الفلسطينية بإطلاق سراحها فورا وملاحقة المسؤولين الحقيقيين عن هذه الحادثة.
واستنكرت العائلة التهجم الكبير على ابنتها سماء عبد الهادي بشكل شخصي، واعتقالها من قبل السلطة الفلسطينية على ذمة التحقيق، والإصرار على تمديد اعتقالها.
وأضاف البيان: "سماء لم تقتحم مع فريقها موقع مقام النبي موسى، بل تقدمت بطلب تصريح حسب الإجراءات المعمول بها، والتزمت بإجراءات السلامة واحترمت قواعد استخدام المكان".
وأقرت العائلة بـ"سوء تقدير المنظمين للحفل" في اختيار الموقع، مؤكدة في الوقت ذاته أن السلطة الفلسطينية تعتبر المكان صرحاً ثقافياً سياحياً تابعا لوزارة السياحة والآثار.
وأوضح البيان أن سماء تقدمت بطلب الموافقات الضرورية من وزارة السياحة التي كانت على علم تام بكل تفاصيله، وتم الحصول على التصريح للتصوير في ساحة البازار/السوق، وهذا ما تم.
وجددت العائلة، التأكيد على أن الهدف من تنظيم الفعالية هو تصوير حلقة عن الموسيقى الإلكترونية في فلسطين في موقع أثري وسياحي للنشر على محطتي موسيقى عالميتين متخصصتين بهذا النوع من الموسيقى (Twitch tv وBeatport.com) وهما أهم مرجع لهذه الموسيقى بالعالم ولهم ملايين المتابعين عالميا.
وأشارت العائلة إلى أن الجمهور لم يكن يزيد عن 30 شخصاً من أصدقاء وعائلة سماء والهدف كان جمع جمهور صغير من أجل التصوير.
وأكمل البيان: "إن سماء عبد الهادي ابنة عائلة فلسطينية عرفت بوطنيتها وإسهاماتها الأدبية والثقافية والفكرية والوطنية، وقد أوصلها اهتمامها بالموسيقى الإلكترونية إلى العالمية باسم فلسطين، حيث يسمعها ويعرف عنها ملايين المستمعين والمشاهدين والمتابعين حول العالم، لقد كان هذا المشروع خطوة أخرى في سعيها نحو التأكيد على اسم وقضية فلسطين في المنابر العالمية من خلال الموسيقى التي تحبها وتتقنها، وهذا هو الدور المتوقع من كل فلسطيني وفلسطينية، كل من موقعه".
وأشارت العائلة إلى أنه وعلى الرغم من أن نوع الموسيقى التي تؤديها سماء يبدو غريبا بالنسبة للبعض، ولا يرتبط بالضرورة بتراثنا وثقافتنا، إلا أنه أصبح جزءا من الثقافة الموسيقية المعاصرة التي تربط ما بين الشباب الفلسطيني والعالمي.
وشددت العائلة على أن ابنتها سماء لا تتحمل، أي مسؤولية عن حالة "الفوضى والشعبوية"، وما اسمته "تصفية الحسابات" التي ليس لها صلة بالحدث.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية قد أعرب، الاثنين، عن استيائه مما جرى من حفل صاخب وماجن في مقام النبي موسى.
وأكد اشتية خلال جلسة مجلس الوزراء، أن المقام يحمل مكانة دينية وتاريخية و"عليه قمنا بتشكيل لجنة تحقيق حول كل الذي حدث هناك، وسوف نوقع كل العقوبات على الذين تسببوا في هذه الإساءة".
ونبه إلى أن المقام لم يكن مهملا، بل تم ترميمه وترتيبه لما يليق به، لذلك أوعزنا للجهات ذات العلاقة بتقديم كل عناية للحفاظ عليه كموقع ديني وتاريخي وأثري.
وكان اشتية قرر فور العلم بالحادثة في المقام، الأحد، تشكيل لجنة تحقيق حول إقامة الحفل الصاخب، مؤكدا بدء اللجنة أعمالها مباشرة.
وأثار الحفل الصاخب الذي أقيم الليلة قبل الماضية في مقام النبي موسى موجة استنكار وتنديد شديدين وسط أوساط فلسطينية عديدة.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من الحفل ظهر فيها قيام شبان بالرقص على أنغام موسيقى غربية صاخبة دون إظهار أي احترام لقداسة المكان.
كما انتقد الكثيرون السماح بإقامة حفل صاخب كهذا وفي مقام مقدس، في الوقت الذي تغلق فيه المحافظات ويمنع الناس من الذهاب إلى مصالحهم في إطار جهود مكافحة جائحة كورونا.
وتداول آخرون مقاطع فيديو لشبان غاضبين تدخلوا لفض الحفل وطرد المشاركين فيه.
وذكر الشبان الغاضبون أن المشاركين أفادوا بأنهم حصلوا على موافقة وزارة السياحة والآثار لتنظيم الحفل، وأن حارس المقام سمح لهم بالدخول ونصب أجهزة الصوت خاصتهم.
القدس