رام الله الإخباري
عبّر برلماني أندونيسي، اليوم الاثنين، عن استحالة إقامة علاقات دبلوماسية بين بلاده والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أيام من الحديث عن ضغوطات أمريكية على أندونيسيا لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وقال رئيس لجنة التعاون البرلماني الدولي في البرلمان الإندونيسي فضلي زون: إنه "من المستحيل أن تطبع جاكرتا العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت "عربي 21" عن زون، قوله خلال ندوة نظمتها الرابطة الاثنين، تأكيده أن "إسرائيل" دولة استعمارية احتلت الأراضي الفلسطينية، والتطبيع معها سيكون منافيا للدستور الإندونيسي.
ولم يخف، وجود ضغوطات كبيرة على بلاده لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وخصوصا من الإدارة الأمريكية التي عرضت 2 مليار دولار لتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف: "وضع القضية الفلسطينية يزداد سوءا بفعل انحياز الولايات المتحدة الأعمى للاحتلال الإسرائيلي، وتجاهلها لحقوق الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن الرئيس الإندونيسي ووزير الخارجية والبرلمان رفضا بشكل واضح فكرة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
ولفت إلى أن "إسرائيل" هي المستفيدة الوحيدة من التطبيع، معتبرا أن الأمر سيكون نصرا ساحقا لها، ونكسة لحقوق الشعب الفلسطيني وللعدالة الدولية.
وأوضح أن اتفاقيات التطبيع الأخيرة شجعت "إسرائيل" على الاستمرار في انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني، وزادت من وتيرة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ودعا زون المجتمع الدولي للتصدي للبناء الاستيطاني الذي يقوض القرارات الدولية وخيار حل الدولتين، مطالبا المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعمها في المحافل الدولية، وتعزيز مقاطعة الاحتلال سياسيا واقتصاديا.
وأعرب النائب الأندونيسي عن قلقه من تطبيع الدول الإسلامية علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، وخطره على الحقوق الفلسطينية.
وذكرت وسائل اعلام أمريكية، أمس الثلاثاء، أن الإدارة الأمريكية تضغط مؤخرا على أندونيسيا مقابل التطبيع مع "إسرائيل"، مقابل عرض مالي ضخم.
ووفقا لصحيفة "بلومبيرغ" الأميركية، فإنه بإمكان اندونيسيا الحصول على مليارات الدولارات من الدعم الأميركي، في حال طبعت علاقتها بـ"إسرائيل".
وبحسب آدم بوهلر، المسؤول التنفيذي لوكالة التنمية والتعاون الدولي، فإن الولايات المتحدة قد تضاعف المساعدة الحالية وهي مليار دولار لو وافقت اندونيسيا على هذا الأمر.
وأضاف بوهلر: "اذا كانت اندونيسيا مستعدة، فنحن جاهزون، وعندها سيكونون سعداء للدعم المالي أكثر مما نفعل".
ويتوقع مسؤولون أميركيون وإسرائيليون انضمام المزيد من الدول العربية والإسلامية لاتفاقيات التطبيع مع "إسرائيل" التي أُعلن عنها في الأشهر الماضية، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.
وأعربت الولايات المتحدة عن أملها بانضمام سلطنة عُمان والسعودية.
وتعد أندونيسيا الدولة الإسلامية الأكبر في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها 267 مليون شخص.
ومساء الاثنين الماضي، أكد مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، أن "السلام" في الشرق الأوسط مهمة ليست مستحيلة.
وقال كوشنر خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "موقف "إسرائيل" اليوم في الشرق الأوسط استثنائيا، وهذه هي الطريقة الأساسية والصحيحة للعمل في المنطقة".
واعتبر كوشنر أن انجاز أربعة اتفاقيات تطبيع مع "إسرائيل" خلال الأشهر الأربعة الماضية انجاز سيؤدي لمستقبل أفضل للمنطقة بأسرها. وفق تعبيره.
والأربعاء الماضي، جرى اتصال هاتفي، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس أندونيسيا جوكو ويدودو.
وشكر الرئيس، نظيره الأندونيسي، خلال الاتصال الهاتفي، على مواقف بلاده الداعمة للحقوق الفلسطينية، معربا عن تقديره لموقف أندونيسيا الرافض للتطبيع المسبق مع إسرائيل والتزامها بأن يتحقق السلام اولا على اساس حل الدولتين وفق الشرعية الدولية.
وثمن مواقف أندونيسيا الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، من خلال عضويتها في مجلس الامن الدولي.
بدوره، أكد الرئيس الأندونيسي، التزام بلاده الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، وقال: "رغم التغيرات المتسارعة في الشرق الأوسط، إلا ان أندونيسيا لن تقوم بأي خطوات للتطبيع مع إسرائيل، إلى حين تحقيق السلام الدائم والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف: "أندونيسيا بصفتها كبرى الدول الإسلامية، ستواصل جهودها في دعم تحقيق السلام ولعب دور اكبر في هذا المجال".
وأشار الرئيس الأندونيسي إلى أنه سيوفد وزيرة الخارجية ريتنو مار سودي للقاء نظيرها الفلسطيني رياض المالكي، في إطار جهود أندونيسيا لدعم السلام.
وشكر الرئيس عباس، نظيره الأندونيسي على هذه المواقف المشرفة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة.
عربي 21