السلالة الجديدة ..بريطانيا تحذر العالم والعلماء يكشفون أسرارها

السلالة الجديدة من فيروس كورونا

رام الله الإخباري

حذر علماء بريطانيون، من إمكانية إصابة سلالة كورونا الجديدة المكتشفة مؤخرا، الأطفال مثل البالغين.

ووفقا للباحثين والعلماء، فإن السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، تختلف عن الفيروس الأصلي الذي لم يكن يصيب الصغار بشكل كبير، محذرين من إمكانية أن تطال هذه السلالة جميع أنحاء البلاد، خصوصا وأنها سريعة جدا في التفشي.

وبحسب أستاذ وبائيات الأمراض المعدية في كلية لندن الإمبراطورية "نيل فيرغسون"، فإنه لدى السلالة الجديدة ميول كبيرة لإصابة الأطفال، دون الوصول لأسباب ذلك.

بدوره، أكد اختصاصي الأطفال في مستشفى ليسر البريطاني نزار سلامة، أن سلالة الفيروس الجديدة تنتشر بشكل أكبر بين الأطفال، ولها خاصية الانتشار السريع.

وأضاف: "هناك 23 تغيير جيني على الفيروس أدى ذلك إلى تغير البروتين الذي يلتصق بجدار الخلية والذي يدخل فيها الفيروس ويسبب حالة الالتهاب".

وتابع سلامة: "سبب انتشاره بشكل أكبر بين الأطفال يأتي بسبب التغيير الجيني للسلالة الجديدة، إلا أن الأطفال لديهم نوع من المناعة من السلالة القديمة".

وأشار سلامة إلى أن الأعراض التي تظهر على المرضى من السلالة الجديدة هي ذات الحدة الموجودة في القديمة، لكن ما يميزها هو سرعة انتشارها وبالتالي ازدياد اعداد المصابين الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفيات.

وأوضح أن ظهور سلالات جديدة للفيروس سيؤدي إلى صعوبة السيطرة عليه، وظهور أعراض جديدة، وربما يكون تأثيرها أكبر على المصابين.

من جانبه، قال الطبيب الباطني الفلسطيني المقيم في بريطانيا هاني الأسطل، إن الطفرة الجديدة لفيروس "كورونا" التي ظهرت في بريطانيا، قابلة للانتشار بصورة أعلى بكثير من السلالة المنتشرة في العالم، بنسبة تصل إلى أكثر من 70%.

وأوضح الأسطل في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين، صباح الثلاثاء، ان السلالة الجديدة للفيروس هي تغيير جديد على المكونات الجينية للفيروس نفسه باسم vui 2020/12 بحيث ان التغييرات الجديدة لا تتعدى أكثر من 10 مكونات جينية بسيطة من آلاف المكونات للفيروس.

وأشار الأسطل إلى أن الطفرة الجديدة أحدثت تغيير بسيطا على البروتين الذي يرتبط به الفيروس بجسم الانسان خاصة في الرئتين، ويطلق عليه الفيروسات التاجية، واسهمت بإضافة عامل مهم في نقل الفيروس من انسان لآخر، وهي زيادة سرعة اتصاله بالمستقبلات الموجودة في رئة الانسان.

وقال الأسطل إنه حتى الآن لا يوجد أدلة على زيادة خطورة الفيروس جراء هذا التغيير، وهذا شيء مطمئن حتى الآن، لكن الدراسات ما زالت مستمرة، مبينا أن العلماء البريطانيين والجينات أكدوا أن الفيروس بالسلالة الجديدة لا يشكل خطورة اضافية لمصاب "كورونا".

ونوّه إلى أن تليف الرئتين هو نتاج الاصابة الخطيرة التي تصيب الانسان، خاصة من يدخلون العناية المركزة، لافتا الى انه بعد خروجهم يكونون بحاجة لعناية من أطباء الصدر وقد يصابون بتليف الرئتين.

وتابع الاسطل نحن أقرب إلى القضاء على الفيروس من أي وقت، وهناك أكثر من 10 تطعيمات سيتم الاعلان عنها خلال الاسابيع المقبلة، منها "فايزر" و"موديرنا" اللذان أثبتا فعاليتهما بأكثر من 90 % ولا تأثير للسلالة الجديدة على فعاليتهما.

في المقابل، طمأنت منظمة الصحة العالمية، مساء الاثنين، دول العالم، بأن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد التي ظهرت في بريطانيا مؤخرا "ليست خارج السيطرة"، وذلك في أول رد على ما أعلنه وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بأن "السلالة الجديدة خارج السيطرة".

وخلال مؤتمر صحفي عبر الانترنت، دعت ماريا فان كيرخوف المسؤولة عن التعامل مع الوباء في المنظمة العالمية، البشر الى تطبيق الاجراءات الصحية التي اثبتت فاعليتها في التعامل مع الفيروس.

وأكدت أن بريطانيا أبلغت منظمة الصحة العالمية بشأن السلالة في الرابع عشر من الشهر الجاري، حيث يجري دراسة زيادة في نسبة تكاثر الفيروس.

بدوره، أكد مسؤول الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايكل راين، أنه تم السيطرة على الفيروس بعد تزايد نسبة تكاثره حد 1,5 في مراحل مختلفة من هذا الوباء.

وأضاف راين: "بناء على ذلك، فإن الوضع الراهن في هذا المعنى ليس خارج السيطرة"، مشددا على أنه رغم زيادة فعالية الفيروس إلى حد ما على صعيد الانتشار، يمكن وقفه.

وأكد المسؤول الأممي على أن الاجراءات المعمول بها حاليا في محلها، داعيا إلى مواصلة القيام بما بهذه الإجراءات.

وأعلنت عدة دول عزل بريطانيا بمنع السفر والتنقل منها وإليها، عقب الإعلان عن تفشي سلالة جديدة من فيروس كورونا فيها هي الأسرع انتشارا.

وحظرت هونغ كونغ اليوم الرحلات من بريطانيا خشية انتقال الفيروس الجديد إليها.

كما علق عدد من الدول الأوروبية الرحلات الجوية ورحلات القطارات إلى بريطانيا إثر تفشي سلالة جديدة من فيروس كورونا فيها.

وطالبت إسبانيا باستجابة أوروبية منسقة بشأن السفر من وإلى بريطانيا بعد تحور كورونا.

وأعلنت فرنسا توقيف الرحلات بكل أنواعها من بريطانيا، لمدة 48 ساعة اعتبارا من الليلة الماضية؛ لتنسيق استجابة الاتحاد الأوروبي المشتركة لمكافحة الوباء.

كما أعلنت ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وسويسرا وإيرلندا والنمسا والسويد وكندا و"إسرائيل" وإيران وغيرها تعليق الرحلات مؤقتا مع بريطانيا.

وكانت فرنسا، وبلجيكا وإيطاليا وتركيا وفنلندا من أوائل الدول التي أصدرت قرارات بحظر الطيران والتنقلات مع بريطانيا.

وأعلنت التشيك أنها ستطبق إجراءات حجر صحي أكثر صرامة على القادمين من المملكة المتحدة.

من جانبها، أعلنت تركيا عن قرار بتعليق الرحلات الجوية من بريطانيا والدنمارك وهولندا وجنوب إفريقيا إلى البلاد.

كما شددت بلجيكا على فرض حظر مشدد على الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا لمدة 24 ساعة اعتبارا من منتصف ليل الأحد.

وفرضت العديد من الدول العربية عزلة إجبارية وحظر الرحلات الجوية من وإلى المملكة المتحدة، كان في مقدمتها كلا من الكويت والسعودية، وسلطنة عمان، والأردن، والسودان.

وفي وقت سابق، حذر أطباء بريطانيون من انتشار سريع لسلالة جديدة من فيروس كورونا منتشرة في البلاد، داعين إلى المزيد من اليقظة والأخذ بإجراءات الوقاية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن كريس ويتي كبير المسؤولين الطبيين في بريطانيا، أنه رغم عدم التوصل لدليل على أن هذا النوع السريع المنتشر قد تسبب بزيادة الوفيات، إلا أن التجارب تسير للتأكد.

وأشار ويتي إلى أنه تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بالانتشار الكبير للسلالة الجديدة من الفيروس، ونواصل تحليل البيانات لفهم كينونته.

ونوه المتحدث باسم الصحة في حزب العمال البريطاني جوناثان أشوورث إلى أنه منذ عدة أيام خرج فيروس كورونا عن السيطرة مرة أخرى في أجزاء من البلاد.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق العثور على سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، وُجد أنه ينتشر بشكل أسرع.

وأعرب وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، عن اعتقاده أن هذا النوع ربما يكون قد تسبب في التفشي الأسرع للفيروس جنوب شرقي البلاد.

وفي وقت سابق، وصفت منظمة الصحة، فيروس كورونا المستجد، بـ"الفيروس المحيّر للغاية"، محذرة من صعوبة انتاج لقاح مضاد له.

وأعلنت في 11 مارس الماضي، عن تصنيف فيروس كورونا المستجد ‏المسبب ‏لمرض "كوفيد 19"، وباءً عالميا "جائحة"، مؤكدة أن أرقام ‏الإصابات ترتفع ‏بسرعة كبيرة.‏

وظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة خوبي الصينية، في ديسمبر 2019، وسرعان ما انتشر إلى سائر العالم.

رام الله